خطورة خطاب الكراهية على أوروبا.. حادث نيوزيلندا يؤكد الانتقام من المهاجرين المسلمين
على الرغم من حالة
الاضطهاد التي يعاني منها المهاجرون في أوروبا، ألقى السيناتور الأسترالي، فرايزر
مانينغ، في بيان له باللوم على المسلمين المهاجرين والإسلام الذي هو أصل
أيديولوجية العنف بحسب وصفه، فيما يتعلق بالحادث الإرهابي على مسجدي مدينة كرايست تشيرش
النيوزيلندية، الذي وقع صباح الجمعة 15 مارس 2019، وأسفر عن مصرع ما لا يقل
عن 49 قتيلًا فيما أُصيب أكثر من 50 آخرين بينهم نساء وأطفال.
وقال في بيانه: إن السبب الحقيقي لإراقة الدماء في نيوزيلندا اليوم هو برنامج الهجرة الذي سمح للمسلمين بالهجرة إلى نيوزيلندا بالأصل، مضيفًا أنه ربما يكون المسلمون ضحية اليوم لكنهم في العادة هم المنفذون، ويقتل المسلمون الناس على مستوى العالم بمستويات عالية باسم دينهم، وأن الدين الإسلامي هو أصل وأيديولوجية العنف من القرن السادس.
ورد رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون على السيناتور بسلسلة تغريدات قال فيها: إن إلقاء اللوم فيما شهدته نيوزيلندا على الهجرة هو أمر مقرف، لافتًا إلى أن مثل هذه التصريحات لا مكان لها في أستراليا، فكيف بالبرلمان الأسترالي؟
وتابع «موريسون» قائلًا في تغريدة منفصلة: نيوزيلندا كما أستراليا، مأوى للناس من جميع المذاهب والثقافات والخلفيات، ولا مكان في دولتنا للكراهية وعدم التسامح التي أنتجت التشدد والإرهاب والعنف الذي ندينه.
دوافع الهجوم
واتفقت تصريحات السيناتور الأسترالي مع مبررات منفذ الهجوم الإرهابي، الذي عرف نفسه بـ«برينتون تارانت» من أستراليا في بيان له نشره على الإنترنت يشرح فيه أسباب هجومه قائلًا: إنَّه نفذ الهجوم كي «يقلل مباشرة معدلات الهجرة إلى الأراضي الأوروبية»، مضيفًا أنها طريقة كي يُظهر «للمهاجرين الذين وصفهم بالغزاة أن بلادنا لن تكون بلادهم أبدًا، وأن أوطاننا ملكنا، وأنه مادام هناك رجل أبيض لا يزال حيًّا، فلن يحتلوا أرضنا، ولن يقيموا مكان شعوبنا، وفقًا لما نشره موقع «News au» الأسترالي».
وذكر أنَّه «قرر أن يتخذ موقفًا ليضمن مستقبلًا لقومه»؛ مشيرًا إلى أنه كان يخطط للهجوم منذ عامين، وتقوم شرطة مكافحة الإرهاب في نيو ساوث ويلز بالتحقيق معه الآن بعد الكشف عن أنه من جرافتون.
وادعى أنه يمثل «الملايين من الأوروبيين والشعوب القومية الأخرى»، مؤكدًا أنه «يجب أن نضمن وجود شعوبنا، ومستقبل أطفالنا البيض»، وأنه عمل انتقامي ضد المهاجرين الذين ازداد عددهم في الفترة الأخيرة بشكلٍ ملحوظ.
زيادة ملحوظة
وزاد عدد الوافدين إلى دول أوروبا بشكل كبير في الفترة الأخيرة؛ حيث أفادت إحصائيات للأمم المتحدة أن 17966 مُهاجرًا ليبلغ 18 ألفًا، وصلوا إلى أوروبا عن طريق البر منذ يناير 2018؛ ما يزيد 7 مرات تقريبًا على عدد المهاجرين في الفترة ذاتها من عام 2017 والذي يقدر بـ2464، وفقًا لـ«فرانس برس».
وتفيد إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة أن نحو 47 ألفًا و500 مهاجر وصلوا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط منذ بداية 2018، في مقابل نحو 129 ألفًا في الفترة نفسها من عام 2017.
وقد أعلنت أثينا عن وصول 12 ألفًا و166 شخصًا بالإجمال برًا منذ بداية السنة 2018، وفي المقابل، سجلت اليونان طوال 2017 وصول نحو 5550 شخصًا عن طريق البر.
وفيما يتعلق بالمهاجرين الآخرين غير القانونيين الذين وصلوا برًا إلى أوروبا منذ يناير وعددهم 6 آلاف، فقد وصل معظمهم إلى سبتة ومليلية، الجيبين الإسبانيين في شمال المغرب، كما قال متحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة جويل ميلمن لـ«فرانس برس».
وأكثر من 50% من الذين يصلون إلى اليونان سوريون وعراقيون وأفغان، بحسب منظمة الهجرة.





