حرب التصريحات العنترية.. إيران تواصل الضغط «الكلامي» على واشنطن

توالت التصريحات الإيرانية خلال اليومين الماضيين بشأن الاتفاق النووي
أو الرد على العقوبات الأمريكية ضدها والتي تتزايد يومًا بعد آخر، وهو مايكشف
الإستراتيجية التي تعتمد عليها إيران خلال المرحلة الحالية.

حرب
التصريحات
في إطار حرب التصريحات العنترية التي شنتها طهران على واشنطن حرصت إيران خلال الفترة
الماضية على استخدام أوراق ضغط لتخفيف وطأة العقوبات، وأعلنت أمس الأربعاء أنها
أبلغت كلًا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا بقرارها «التوقف عن
تنفيذ بعض التزاماتها» بموجب الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015.
ثم
عادت إيران لتؤكد على لسان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز
كمالوندي، اليوم الخميس، أن بلاده ترغب في إعادة الاتفاق النووي مع القوى العالمية «إلى مساره» بعد انسحاب الولايات المتحدة منه، وذلك بعد يوم من إعلان
طهران أنها ستقلص الالتزام بالقيود المفروضة على برنامجها النووي.
للمزيد.. اللعب بنار «النووي»..
إيران تعلق تعهداتها للضغط على الاتحاد الأوروبي

هيمنة
المتشددين
الدكتور
محمد بناية، الباحث في الشأن الإيراني، قال في تصريحات خاصة لـ«المرجع»،
إنه بعد عام على الانسحاب الأمريكي أحادي الجانب من الاتفاق النووي، اتخذت إيران
عددًا من القرارات الجريئة في إطار البنود 26 و36 لتعلن بذلك مرحلة التصعيد
والتمهيد للانسحاب الكامل من الاتفاق النووي بعد أن يئست من الموقف الأوروبي، وهذه
البنود تتعلق بوقف بيع اليورانيوم المخصب الفائض عن الـ300 كيلوجرام.
وأشار الباحث في الشأن الإيراني، إلى أن طهران أعلنت إعادة النظر في الاتفاق النووي وخفض تعهداتها النووية لاسيما المتعلقة بوقف بيع اليورانيوم المخضب والماء الثقيل، بالتزامن مع زيارة «محمد جواد ظريف» وزير الخارجية الإيرانية إلى العاصمة موسكو على رأس وفد سياسي إيراني رفيع المستوى. وهو ما يعني تنسيق الجانب الإيراني مع نظيره الروسي وربما الصيني أيضًا، وذلك بغرض تشكيل تحالف في مواجهة الولايات المتحدة، وتكثيف الضغوط على الدول الأوروبية الثلاث بغرض الالتزام تنفيذ تعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي.
وبحسب المحلل السياسي الإيراني «محمد غروي» فإن التزام الجمهورية الإيرانية بتعهداتها المنصوص عليها في
الاتفاق النووي كان على سبيل الاحترام للأطراف الروسية والصينية والدول الكبرى طرف
الاتفاق النووي.
وأشار
بناية إلى أن القرارات الأمريكية إنما تدفع التيار المتشدد في إيران إلى التصعيد
وإحراق الاتفاق النووي والتراجع عن دبلوماسية الحوار التي يتبناها التيار
الإصلاحي، والتي ساهمت ببداية حكم الرئيس «حسن روحاني» في تقزيم دور
المتشددين على الساحة الإيرانية نسبيًا، قبل أن يستعيد المتشددون مكانة أكبر
بالانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي بل ويُضطر الإصلاحيون للانصياع للمتشددين،
ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من الاستفزازات لاسيما بعد توارد
الأنباء؛ خاصة في ظل الحشد والحشد المضاد بين واشنطن وطهران.