يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«فيصل مولوي».. لبناني حمل العدوى الإخوانية إلى أوروبا

الأحد 12/مايو/2019 - 10:37 ص
فيصل مولوي
فيصل مولوي
دعاء إمام
طباعة

أحيت الجماعة الإسلامية، فرع الإخوان في لبنان، ذكرى وفاة أمينها العام الأسبق، فيصل مولوي، الذي تسببت صولاته في أوروبا في تقوية شوكته، وذياع صيته بين أعضاء «التنظيم الدولي»، الذي أسسه مصطفى مشهور عام 1982؛ إذ أمضى خمس سنوات من 1980 حتى 1985 في أوروبا، وأسس في فرنسا الاتحاد الإسلامي والكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية (كلية للدراسات الشرعية بالمستوى الجامعي، مخصَّصة للمسلمين الأوروبيين، أو المقيمين بصفة دائمة في أوروبا وسائر بلاد الغرب).


كما أصبح مرشدًا دينيًّا لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، ثم في أوروبا منذ سنة 1986، وبقي على تواصل مع أكثر المراكز الإسلامية في أوروبا، حتى وفاته في الثامن من مايو عام 2011.

 

بدايته مع الإخوان


مهّد ظهور جماعة «عباد الرحمن»،  التي أسسها محمد عمر الداعوق (1910- 2006)، لانتقال الفكر الإخواني إلى لبنان في أربعينيات القرن الماضي، إذ عملت «عباد الرحمن»، على جذب العديد من الشباب المتحمسين لرمز ديني يلتفون حوله، من بين هؤلاء، كان الصبي «فيصل مولوي»، الذي انضم إلى الجماعة في عمر الـ14، ليصبح -فيما بعد- من أبرز رموز «الإخوان» في بلاده.

 

وُلد «مولوي» بمدينة طرابلس، شمال لبنان، عام 1941، ودرس الحقوق بالجامعة اللبنانية، والشريعة الإسلامية في كلية الشريعة بجامعة دمشق، وتعرف على فكر الإخوان في منتصف الخمسينيات، فبدأ عمل الجماعة في بيروت عام 1957، من خلال شباب «عباد الرحمن»، الذين انخرطوا في العمل الطلابي، وخاضوا صراعات فكرية ودينية مع الطلاب المنتمين إلى الأحزاب الشيوعية والقومية، رغم منافاة ذلك لفكر «عباد الرحمن».

 

وأدت تلك الصراعات إلى انشقاق بعض الشباب، وتأسيس ما يُسمى بـ«الجماعة الإسلامية» عام 1964، وعُيِّن «مولوي» أمينًا عامًّا لها، وتولى منصب قاضٍ شرعي في لبنان سنة 1968، ثم تنقَّل بين المحاكم الشرعية الابتدائية حتى عُيِّن مستشارًا في المحكمة الشرعية العليا ببيروت سنة 1988، وبقي في هذا المركز حتى استقالته سنة 1996.

 

وعن العمل تحت اسم «الجماعة الإسلامية»؛ قال «مولوي»: إنهم أرادوا بذلك تخفيف الضغط السياسي والأمني عنهم، رغم إيمانهم بمبادئ الجماعة، واعتبارها امتدادًا لجماعة الإخوان؛ لكنهم لم يختاروا اسم الجماعة الأم التي تُعبر عن هويتهم، وانتمائهم؛ لأسباب أمنية، مؤكدًا أن الجماعة الإسلامية والإخوان أصحاب مدرسة واحدة، وهي مدرسة حسن البنا، مؤسس الجماعة الأم.


بزغ نجم «مولوي»، وقت تآكل دور القيادات الإخوانية المصرية، ففي نوفمبر 2002 أُصيب مصطفى مشهور، المرشد الخامس للجماعة بجلطة دماغية، نُقل على أثرها للمستشفى، فبادرت قيادات التنظيم الدولي بطرح بديل للمرشد الخامس، واتفقوا على ضرورة ترشيح «مولوي» لمنصب المرشد، إلا أن قيادات مكتب الإرشاد في مصر رفضوا اختيار المرشد من خارج الدولة، وأصروا على المركزية المصرية للجماعة.

 

 للمزيد:«إخوان لبنان» يفشلون في رأب الصدع.. والجماعة تقترب من تنصيب خليفة لـ«الأيوبي»

محاولات تدويل منصب المرشد، تسببت في حرب خفيَّة بين التنظيم الدولي، و«الهضيبي» الابن، الذي بدوره لم يترك لقاءً له إلا وشكك في وجود التنظيم الدولي، ففي أكثر من مقابلة تلفزيونية استنكر الحديث عن دور التنظيم، قائلًا: «تنظيم دولي إيه اللي بتتكلم عنه؟! لا أريد أن أقول إن أمره انتهى، ولكنها مسألة تخضع للظروف الأمنية، وتتأثر بالأحداث العالمية والمحلية، وكل قُطْر له الحرية الكاملة والسيادة الكاملة على أمور قطره»، وسعى «الهضيبي»، جاهدًا لتقليم أظافر التنظيم الدولي، بعدما لمس بنفسه خطورة «مولوي» وغيره، على المنصب الذي احتكره إخوان مصر لأنفسهم، وهو «المرشد».

 


"