ad a b
ad ad ad

ترويجًا لإنهاء الخصومة.. «إخوان الأردن» يتاجرون بلقاء الملك

الجمعة 19/أبريل/2019 - 12:02 ص
المرجع
دعاء إمام
طباعة

كجزء بروتوكولي من لقاءات عدة عقدها ملك الأردن، عبدالله الثاني، مع الكتل النيابية المشكلة للبرلمان، جاء الاجتماع الأخير مع نواب كتلة الإصلاح، الممثل لحزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسية للإخوان في المملكة)؛ وهو ما حاول الإخوان المتاجرة به وترويجه على أنه نهاية للخصومة السياسية بين الجماعة غير المرخصة والنظام.


ترويجًا لإنهاء الخصومة..

ترويج اللقاء

وتسعى قيادات الجماعة إلى تسويق الأمر على أنه «إنهاء للخصومة» مع اللدولة، فيما تؤكد تصريحات الملك عبدالله الثاني، التي أعقبت اللقاء، على أهمية الحوار بين مختلف المؤسسات، للخروج بأفكار جديدة وإيجاد حلول غير تقليدية للنهوض بالوطن وتعزيز التنمية بمختلف مساراتها؛ ما يعكس تساوِي اللقاء مع ما سبقه من اجتماعات بالكتل النيابية الأخرى، للأطراف السياسية المختلفة، إذ حث الملك على أهمية ترجمة خطط الكتل النيابية إلى برامج عمل واقعية تسهم في معالجة التحديات الوطنية، وتنعكس إيجابًا على تطوير الحياة السياسية.

وتناول اللقاء، الذي يأتي في إطار اللقاءات المتواصلة مع الكتل النيابية، آخر التطورات الإقليمية؛ حيث لفت إلى أن المنطقة تمر بظروف استثنائية تتطلب من الجميع العمل بحس وطني عال، مشددًا على ضرورة تعاون القطاعين العام والخاص للحد من الفقر والبطالة، وتوفير فرص العمل للشباب الأردني.


ترويجًا لإنهاء الخصومة..

خارج السياق

أما رد الفعل الإخواني، فتلخص في تصريحات عدة لنواب «الإصلاح»، اقتطعت اللقاء من سياقه الحقيقي وأكدوا لمواقع إخبارية موالية لقطر وتركيا، أنهم تحدثوا  أمام الملك، حول ضرورة وقف التضييق الذي يمارس عليهم، إذ قال النائب صالح العرموطي: إنهم أرسلوا رسائل طمأنة إلى النظام بأن الحركة الإسلامية في الأردن هي صمام أمان للبلاد، وأن قوة النظام من قوة الحركة والتحام النظام مع الشعب.

وأضاف «العرموطي» أن النواب وجهوا الشكر للملك على عدم إدراج الجماعة ضمن قوائم الإرهاب حتى الآن، مشددين على أن عدم تصنيفهم يمنحهم الشرعية في المملكة.

 

ووصف عبد الله  العكايلة، رئيس الكتلة، لقاءهم  بالملك أنه «ناجح بامتياز»، معتبرًا أنه يشكل جسرًا لاستئناف التواصل، والعلاقة بين الحركة والنظام بعد فترة انقطاع طويلة لأسباب داخلية وخارجية، مُضيفًا أنه طلب رفع الحصار عن الإخوان؛ باعتبار أنهم يقفون بمربع النظام في كل المواقف المصيرية والحرجة، بحسب قوله.

 


ترويجًا لإنهاء الخصومة..
نصائح إخوان المغرب

يمكن الربط بين موقف الجماعة في الأردن ونصائح «عبدالإله بنكيران»، رئيس الوزراء المغربى الأسبق، وأحد صقور الإخوان، التي تلت الهجوم المتوالِى من قبل «مراد العضايلة»، أمين عام جبهة العمل الإسلامي، رئيس كتلة الإصلاح النيابية. إذ بعث «بن كيران» رسائل تحث الإخوان على الانتباه جديًّا والتعبير عن الامتنان الشديد للنظام وللملك عبدالله الثاني؛ نظرًا لبقائهم والعمل في حدود المسموح دون حظرهم.


وقال «بن كيران»  في مارس الماضي: إن قيادات الحركة الإسلامية في بلد مثل الأردن ينبغي عليها تقبيل يد الملك عبدالله الثاني؛ لأنها لا تعلم حجم الضغط عليه؛ داعيًا إلى التمهل والتفكير بعمق وعدم التسرع، مشيرًا إلى أنه لو كان مكانهم لاندفع لتقبيل أيدي النظام والمؤسسة الملكية.

وانعكس ذلك في ما تناقله الإخوان بالمملكة عن أنهم صمام الأمان، وأنهم دائمًا يقفون في صف الملك ويثمنون دوره فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، التي اعتبروها تمثل أرضية مشتركة بينهما.

ويرى الكاتب الأردني موفق ملكاوي أن الإخوان يحرصون على ألا يطالهم التهميش والإقصاء والملاحقة؛ لذا أعادوا  ترتيب الأوراق في الأردن عقب الهزيمة في مصر، وسيطروا نوعًا ما على خطابهم الذي بدا منفلتًا قبل سنوات، وهو ما أفقدهم الكثير من الشعبية والتعاطف.

ولفت - فى مقال بموقع «الغد» الأردنى- إلى أن  الجماعة تعيد صياغة أهدافها ونهجها؛ لأنها  تحتاج الظهير الشعبي في الانتخابات المقبلة التي يطالب الإخوان بأن يتأسس خلالها مفهوم الحكومات البرلمانية في الأردن؛ لكنها استنزفت رصيدها في الشارع وإن لم تستعيده سيظل التنظيم أشبه بالعمارة المهجورة.


"