ad a b
ad ad ad

الدلالة السياسية لتظاهرة المؤتمر الشعبي.. بين دعم الشرعية وتفكك القطيع الحوثي

الثلاثاء 16/أبريل/2019 - 09:15 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة

تدفق أنصار المؤتمر الشعبي من مناطق مختلفة من ريف محافظة تعز، إلى مركز المدينة، وهم يحملون أعلام اليمن، في تظاهرة حاشدة نظمها حزب المؤتمر الشعبي العام، تعتبر الأولى منذ اندلاع التمرد الحوثي قبل أكثر من 4 سنوات.

 

فيما دعا المؤتمريون إلى الاصطفاف الوطني من أجل استكمال تحرير تعز من قبضة ميليشيات الحوثي، وتعزيز مؤسسات الدولة، وفرض هيبة مؤسساتها، مطالبين بتغليب المصلحة الوطنية على الحسابات الشخصية، ونبذ الصراعات والخلافات الحزبية الضيقة، إلى جانب دعم محافظ تعز، بصفته ممثل السلطة الشرعية بالمدينة.

علي عبدالله صالح
علي عبدالله صالح

الدلالة السياسية


شهد حزب المؤتمر مراجعات كبيرة خلال السنوات الماضية إذ تعرض للانقسام خلال تحالف الرئيس صالح مع الحوثيين وظل هذا الانقسام قائمًا بعد مقتل صالح وحتى الآن بعد بقاء بعض عناصره في صف ميليشيات الحوثي.

 

وعلى صعيد متصل؛ قال الكاتب الصحفي؛ أسامة الهتيمي الخبير في الشؤون الإيرانية أن: «هذه التظاهرة الحاشدة التي قادها عناصر حزب المؤتمر الشعبي اليمني في تعز ضد التسلط الحوثي لا شك أن لها دلالتها السياسية المهمة كون أن عناصر الحزب – جناح الرئيس علي عبدالله صالح – وحتى وقت قريب كانوا في تحالف مع الحوثيين، الأمر الذي دفع البعض منهم إلى تقديم يد العون والمساعدة بل والمشاركة مع الميليشيات الحوثية في قتال الحكومة الشرعية، وهو ما ساهم بشكل كبير في تقوية جبهة الحوثيين وتمنكهم من تحقيق نجاحات عسكرية وميدانة لم يحددها ويقلص منها إلا عاصفة الحزم التي شنها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في مارس 2015؛ حيث نجحت في تحرير أكثر من 80% من الأراضي التي استولى عليها الحوثيون».

أسامة الهتيمي
أسامة الهتيمي

دعم الشرعية


وتابع الهتيمي في تصريحات خاصة لـ«المرجع»: «هذه التظاهرة أيضًا تعكس مدى إيجابية التطورات التي شهدتها الساحة اليمنية مؤخرًا إذ تتزامن مع نجاح نحو 18 حزبًا سياسيًّا يمنيًّا من أبرزهم، "المؤتمر الشعبي وتجمع الإصلاح، والحزب الاشتراكي والتنظيم الناصري، والحراك الجنوبي، وحزب الرشاد" في تشكيل تكتل سياسي داعم للشرعية واستعادة الدولة من قبضة ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانيًّا باسم "التحالف الوطني للقوى السياسية اليمنية" والذي على ما يبدو جاء ثمرة مشاورات ونقاشات وجهود كبيرة وطويلة، ومن ثم فإن هذه التظاهرة لا يستبعد أن تكون واحدة من تداعيات التوصل إلى توافقات بين هذه الأحزاب».

 

وأشار الخبير إلى أن التظاهرة جاءت بالتزامن مع نجاح البرلمان اليمني الشرعي، والذي يضم عددًا كبيرًا من قيادات حزب المؤتمر الشعبي في عقد جلسة له هي الأولى منذ 2014 في مدينة سيئون بحضرموت، ومن ثم النجاح في انتخاب رئيس جديد للبرلمان هو سلطان البركاني الذي ينحدر من تعز، الأمر الذي أكد رغبة الشرعية في استعادة مؤسسات الدولة بمؤسساتها المختلفة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، في مقابل حرص حوثي على التفرد بالرأي والسلطة، وتنفيذ أجندة خاصة تدفعهم لعدم الوفاء بالالتزامات أو تنفيذ الاتفاقيات التي يتم التوصل إليها، وآخرها اتفاق استوكهولم الذي مر عليه أربعة أشهر دون تحقيق أي تقدم يذكر.

الدلالة السياسية

صراع في صفوف الحوثي


وأكد الهتيمي أنه: «لا يمكن أن نتجاهل تطورات الصراع داخل صفوف الحوثيين والمتحالفين معهم، فقد شهدت الفترة الأخيرة العديد من مظاهر هذا الصراع الذي يعود إلى لحظة تولي عبدالملك الحوثي لقيادة الحوثيين، حيث رفض تلك الولاية ابن عمه محمد عبدالعظيم الحوثي، وهو الرفض الذي تطور إلى نزاع مسلح واشتباكات أسفرت عن سقوط العشرات من القتلى والمصابين».

 

مضيفًا أن: «النزاع لم ينحصر داخل الصف الحوثي عند هذا الحد، بل اندلع صراع آخر حول النفوذ بين أطراف الحوثيين الذين كان انقسامهم هذه المرة منطقيًّا؛ حيث رأى البعض أن مجموعة صعدة هي التي تسيطر علي كل شيء سياسيًّا واقتصاديًّا، وهو ما أوجد مراكز قوى تعمل على التخلص من بعض العناصر، وهو ما يفسر وقوع حوادث اغتيال استهدفت العديد من قيادات الميليشيات الحوثية، كان آخرها محاولة اغتيال وزير الصحة الحوثي طه المتوكل، الذي يتربط بعلاقة مصاهرة مع عبدالملك الحوثي، بصاروخ أطلقه مجهولون في العاصمة صنعاء».

 

ولفت الخبير في الشؤون الإيرانية النظر إلى أن: «عناصر حزب المؤتمر استشعرت منذ اغتيال علي عبدالله صالح في ديسمبر من عام 2017 أن سمة هذه الجماعة هو الغدر والخيانة، وأنها لا يمكن أن تتخلى عن المنهج الإقصائي لكل المكونات غير الحوثية، وأن الأسلم هو العودة إلى الدولة والعمل على استعادة مؤسساتها لضمان المشاركة للجميع».

"