نظام «الملالي» يغير وجه خارجيّته.. و«قاسمي» في مهمة خاصة إلى باريس
أعلن «محمد جواد ظريف»، وزير الخارجية الإيراني، نقل «بهرام قاسمي»، مدير عام شؤون الإعلام في وزارة الخارجية الإيرانية والمتحدث باسم الخارجية الإيرانية، من منصبه، وتنصيبه سفيرًا لنظام الملالي في فرنسا، وتعيين «سيد عباس موسوي»، متحدثًا باسم الوزارة ورئيسًا لمركز الدبلوماسية العامة والقسم الإعلامي.
وسبق أن عمل «موسوي» في قنصلية إيران، بمدينة هونج كونج في الصين الشعبية، وكذلك في سفارة
إيران في هولندا، كما عمل مديرًا عامًا لشؤون الإعلام بالخارجية الإيرانية، ومساعدًا
للمتحدث باسم الخارجية، ويُعد المتحدث الحادي عشر في الخارجية الإيرانية.
تحركات سياسية
جاء عزل بهرام قاسمي من منصبه بعد ثلاث سنوات قضاها به، ليتولى منصب سفير إيران في فرنسا خلال الفترة المقبلة، بعد أن تولى منصب سفير بلاده في باكستان بين عامي 2011-2014، ثم سفيرًا في كوريا الجنوبية ما بين عامي 2005- 2009، وكذلك في إيرلندا وإسبانيا وإيطاليا، كما عمل مديرا عاما لدائرة شؤون غرب أوروبا، ورئيس الدائرة السياسية الثانية.
فيما تأتي تلك التحركات السياسية على مستوى وزارة الخارجية الإيرانية، في وقت تشهد فيه طهران اضطرابات سياسية ضد نظام الملالي بسبب الإخفاقات السياسية والاقتصادية التي أوقع البلاد بها، خصوصًا مع تركيزه على دعم الميليشيات المسلحة التي تعد أذرعًا لحرسه الثوري في الدول العربية.
ووصل الشعب الإيراني إلى قمة سخطه بعدما غرقت البلاد في الفيضانات الأخيرة، التي فضحت نظام الملالي وأظهرت البنية التحتية المتهالكة التي وصلت لها البلاد عقب نحو 5 عقود من حكم المرشد وهو مظهر من مظاهر الفساد.
محاولة امتصاص الغضب
ترى الدكتورة «نورهان أنور»، الخبيرة في الشؤون الإيرانية أن: «تعيين سيد عباس موسوي كمتحدث باسم الخارجية بدلًا من بهرام قاسمي، ونقل الأخير إلى فرنسا، جاء ضمن تغييرات في وزارة الخارجية الإيرانية؛ لأنه جاء ضمن تعديلات أخرى، مثل تعيين حسين جابري مساعد وزير الخارجية للشؤون البرلمانية والسياسية، وحسين جابري هو سفير إيران في ليبيا وكذلك كان يتولى منصب المتحدث باسم وزارة الخارجية لفترة من الوقت، ويعد من الباحثين في شؤون العالم العربي وشمال أفريقيا».
وتضيف «نورهان» أن: «تعيين محمد تقي صابري كسفير جديد لطاجيكستان، وتعيين حسين بناهي كمستشار للشؤون المالية والإدارية بوزارة الخارجية، ولكن مثل هذه التغييرات في المناصب لا تغير الأوضاع، وهي كامتصاص لغضب الشعب ولكنها غير مجدية تمامًا».
فيما أشارت الخبيرة في الشؤون الإيرانية في تصريح لـ«المرجع» إلى أن: «السلطات الفرنسية قررت في عام 2018 تعليق إرسال سفيرها الجديد إلى إيران، وذلك بعد اتهام المخابرات الفرنسية للمخابرات الإيرانية أنها تقف وراء هجوم إرهابي تم إحباطه وكان يستهدف المعارضة الإيرانية في باريس، مجاهدي خلق، وجمدت أيضًا أصول لإيرانيين بها، وعلى الرغم من معارضة فرنسا لخروج الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي، إلا أنها لم ترض عن التصرفات الإيرانية، خصوصًا فيما يخص الصواريخ الباليستية، وتدخلها في شؤون دول الجوار، وهجومها المتكرر على المعارضة، خصوصًا الموجودة في باريس».





