ad a b
ad ad ad

على أبواب الحرب الأهلية.. مالي بين الإرهاب والصراعات العرقية

السبت 13/أبريل/2019 - 08:16 م
المرجع
أحمد لملوم
طباعة
نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية تقريرًا، عن الصراع بين القبائل العرقية في مالي، وكيفية تأثيره على نشاط الجماعات الإرهابية هناك، ويستشهد محرر التقرير بالهجوم الذي وقع يوم 23 مارس، عندما اقتحم نحو مائة مسلح يرتدون زي الصيادين المُنتمين لعرقية الدوجون قرية أوجوساجو وسط مالي، وقتلوا أكثر من 160 شخصًا من عرقية الفولاني من بينهم أطفال ونساء حوامل وأحرقوا بيوتهم.


على أبواب الحرب الأهلية..
عرقية الدوجون

واتهمت الحكومة المالية مجموعة مسلحة من عرقية الدوجون تعرف باسم دان نا أمباساجو بتنفيذ الهجوم، الذي لا يعد الأول من نوعه، فهو آخر هجوم  من جملة حوادث عنف ضد رعاة عرقية الفولاني الذين يجبرون على الفرار من أراضيهم.

ويسكن في وسط مالي عرقيات الفولاني والدوجون والبامبارا، والفولاني جماعة عرقية مسلمة شبه بدوية تمارس الرعي وتصل أعدادهم في غرب ووسط إفريقيا حوالي 38 مليون نسمة، أما الدوجون فجماعة عرقية عدد أفرادها 88 ألفًا وتعتنق ديانةً تقليديةً تؤمن بتعدد الآلهة، وتتمركز هذه الجماعة في معظمها قرب الحدود مع بوركينا فاسو ويركز أبناء هذه العرقية على العمل كمزارعين.

ويشكل البامبارا أكبر جماعة عرقية في مالي معظم أفرادها فلاحون ويعتنق العديدون منهم الإسلام،  رغم أن آخرين منهم يتبعون مُعتقدًا تقليديًّا، والخلاف الناشب بين هذه الجماعات الثلاث قديم العهد وتتعلق في الغالب بنزاعات حول الأرض والماء، وفي الماضي كان يتم حل الخلافات من خلال جلسات عرفية بين زعماء هذه العرقيات.

بيد أن احتواء القتال صار أصعب الآن، بعدما زادت الصراعات تعقيدًا مع تزايد أعداد السكان من الدوجون مما شكل ضغطًا على مناطق الرعي التابعة للفولاني، كما ساهم في زيادة التوترات تغير المناخ الذي جعل الدوجون يتجهون إلى مناطق جديدة يعيش فيها عرقيات أخرى بحثًا عن الماء والعشب لمواشيهم.


على أبواب الحرب الأهلية..
توسع الصراعات العرقية

وتستغل ما تسمى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الإرهابية، التي ادعت مسؤوليتها عن الهجوم على السفارة الفرنسية في العاصمة البوركينية واغادوغو مارس 2018 وجنود بوركينا فاسو بالقرب من قرية تويني في ديسمبر من العام نفسه، هذه الصراعات العرقية، لتوسيع نشاطها في البلاد، وهي ليست الجماعة الإرهابية الوحيدة التي تسعى لتمديد نفوذها في مالي مستغلة الصراعات العرقية، فهناك أيضًا  جماعة  أنصار الإسلام، والتي تأسست عام 2016 وتلقت دعمًا من القاعدة وجماعة داعش في الصحراء الكبرى.

ووفقًا لتقرير الصحيفة الأمريكية، تمكنت هذه الجماعات الإرهابية من تأسيس قواعد لها وسط مالي، تشن منها غارات على القرى والبلدات المجاورة، مستهدفة قوات الأمن والأشخاص المرتبطين بها ويزودونها بالمعلومات، فالمظالم في أوساط عرقية الفولاني تراها الجماعات الإرهابية فرصة من أجل جذب أعضاء جدد وتعظيم نفوذها في البلاد.

واستغلت حزن الفولاني من خسارة أراضيهم لمصلحة الدوجون في تجنيدهم بأعداد كبيرة تصل إلى المئات، كما دفع الغضب من الفساد الحكومي وارتفاع معدلات الجريمة وحوادث الاضطهاد الحكومي ببعض المدنيين من الفولاني إلى الانضمام لجماعات مرتبطة بالقاعدة. 

وبحسب تقرير صدر عن مجموعة الأزمات الدولية الشهر الماضي، تحالف الجماعات الإرهابية مع بعض أهالي عرقية الفولاني خطيرٌ، خاصة وأن المسلحين المتشددين غير مهتمين بمعالجة المظالم المجتمعية كاهتمامهم بتأسيس خلافتهم المزعومة في البلاد.
"