ad a b
ad ad ad

تحديات أمنية وتنموية تواجه الفائز في الانتخابات الرئاسية بـ«مالي»

الأحد 22/يوليو/2018 - 08:54 م
المرجع
أحمد لملوم
طباعة
بعد أيام، يتوجه الماليون لمراكز الاقتراع، للتصويت في الانتخابات الرئاسية، التي يشارك فيها 24 مرشحًا، والتي من المقرر عقدها في 29 يوليو الجاري، سعيًا إلى وضع نهاية لستة أعوام من الاضطراب السياسي وهجمات المتشددين والاشتباكات العرقية.

واستبقت منظمات أمميَّة هذا الحدث في البلد الذي يقطنه 15 مليون نسمة يحق لنحو 8 ملايين منهم التصويت في الانتخابات المقبلة، باطلاق تحذيرات حول الوضع الأمني الذي تواجهه السلطات الماليَّة، وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لغرب أفريقيا، محمد بن شمباس في إحاطة أمام مجلس الأمن: «لاتزال الجماعات الإرهابية تتسبب في تدمير المنطقة، على الرغم من العمليات الجارية لمكافحة الإرهاب».

وأشار «بن شمباس» إلى أن تعقيد وتطور الهجمات الأخيرة التي شهدتها مالي، هو ثمرة تحالفات بين المنظمات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل ومنطقة غرب أفريقيا.
تحديات أمنية وتنموية
كما أعلن روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فى تصريح مؤخرًا، إن ما يقرب من 300 مدني في مالي قُتلوا منذ بداية العام الحالي في اشتباكات بين الأطراف المتصارعة، وأضاف أن 75 % من هذه الاشتباكات حدثت في إقليم «موبتي» بوسط مالي، وأن أكثر من نصفها وقع منذ بداية شهر مايو.

ويعكس تصاعد وتيرة العنف سواء بين قوات الأمن والجماعات الإرهابية أو جماعات عرقية تتصارع على مناطق الرعي وحقوق المياه، هشاشة الوضع الأمني الذي تعاني منه البلاد منذ عام 2012، حين حاول بعض العسكريين تنفيذ انقلاب لكن باتت محاولتهم بالفشل.

وقالت حكومة مالي مرارًا إن الانتخابات، التي يسعى خلالها الرئيس الحالي إبراهيم أبوبكر كيتا (73 عامًا) لنيل فترة رئاسية جديدة، ستمضي كما هو مقرر لها، لكن تصاعد العنف مؤخرًا، وفقد السيطرة الأمنية على مناطق شمال ووسط البلاد، يهدد بتقليص إقبال الناخبين عليها بصورة كبيرة.

ويواجه كيتا معارضة سياسية متصاعدة لا سيما بين الساخطين من الوضع الاقتصادي المتردي نتيجة عدم وجود خطة تنمية واضحة لدي الحكومة، وضعف القبضة الأمنية التي ترتب عليها نجاح جماعات إرهابية في السيطرة على بعض مناطق شمال البلاد، وفي عام 2017 قامت هذه الجماعات الإرهابية بتوحيد صفوفها وأعلنت اندماجها وشكلت جماعة جديدة، تدعى «نصرة الإسلام والمسلمين».

ويقود جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» إياد أغ غالي، ذو الفكر المتشدد وينتمي لقبائل الطوارق في مالي، بهدف إقامة خلافة إسلامية في شمال مالي، تحكم وفقًا لتفسيراته المتشددة للشريعة الإسلامية.
تحديات أمنية وتنموية
ويعد من التحديات القوية الصراع القائم بين قبائل «الفولاني» و«الدونزو» على الأرض ومناطق الرعي وحقوق المياه، وعلى مر السنين كان هناك اتفاق قائم بين رعاة الماشية من قبائل الفولاني والمزارعين من قبيلة الدونزو في وسط مالي إذ أن كلا منهما يعتمد على مياه نهر النيجر، لكن بعد أن تسبب التغير المناخي في تقليص المساحات الخضراء على ضفاف النهر وأدت الزيادة السكانية إلى استنزاف مياهه، بدأ أبناء قبائل الفولاني في المعاناة من قلة المتاح لهم من موارد وارتفاع نسب الفقر بينهم، وتصاعدت الصراعات بينهم وبين أبناء قبيلة الدونزو.

وتسعى فرنسا التي كانت تحتل مالي في الماضي، لتوفير دعم عسكري للحكومة يمكنها من إعادة السيطرة على المناطق التي انتزعتها الجماعات الإرهابية، إذ ترسل فرنسا قوات عسكرية إلى مالي منذ عام 2013، بعد سيطرة الجماعات الإرهابية على شمال البلاد، وتقدمهم نحو العاصمة باماكو.

وتحمل المرشحة الوحيدة للانتخابات الرئاسية، «كانتي دجيبو ندياي» شعار «صوّتْ لامرأة. لقد فشل الرجال»، عنوانًا لحملتها الدعائية أملًا في جذب ليس فقط أصوات النساء بل أيضًا أصوات الشباب، وتعول على خبرتها في مجال الاقتصاد لتقديم حلول جذرية للمشكلات الاقتصادية التي تعاني منها مالي.

ويرى المراقبون للوضع إنه سوف يتوجب على الرئيس القادم سواء كان رجلًا أو امرأة اتخاذ الكثير من القرارات الحاسمة من أجل إيقاف تدهور الوضع الأمني وفرض سلطة الدولة على كل المناطق، ووضع خطة تنمية تخدم المجتمعات المحلية وتحسن من مستوى معيشتهم.

الكلمات المفتاحية

"