الإسلامويون في إندونيسيا.. كتلة انتخابية يطمع فيها المرشحون
الأحد 14/أبريل/2019 - 10:47 ص
أحمد لملوم
تشهد إندونيسيا- ذات الـ267 مليون نسمة- الانتخابات العامة يوم 17 من الشهر الجاري؛ حيث يتنافس فيها للمرة الثانية الرئيس الحالي جوكو ويدودو مع الجنرال السابق برابوو سوبيانتو على منصب الرئيس، ويقوم أنصار الرئيس جوكو ويدودو بحملة طرق الأبواب في مناطق عدة في البلاد التى تضم أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم.
شائعات محاربة الاسلام
ومن
هذه المناطق إقليم جاوة الغربية، والذي يحاول فيه خصوم ويدودو من تيارات
الإسلام السياسى المتشدد، ترويج شائعات أنه يحارب الإسلام أو أشيوعى، وخسر
ويدودو معظم أصوات الناخبين في الإقليم وكادت تخسره الانتخابات في عام
2014، نتيجة حملة تشهير اتهمته بالتقارب للصينيين وكونه مُسلمًا سيئًا، ويعد
الإقليم ساحة رئيسية للمعركة الانتخابية فضلا عن كونه من أكثر المناطق
المحافظة فى البلاد.
ويتمتع
الجنرال سوبيانتو بعلاقات قوية مع الجماعات الإسلامية المتشددة، وصوت
لصالحه 32.5 مليون ناخب في انتخابات عام 2014، ومع الزخم الذي اكتسبته هذه
الجماعات المتشددة في الشارع الإندونيسي خلال الأعوام القليلة الماضية،
يسعى العديد من السياسيين بما فيهم ويدودو، للظهور بـصورة أكثر إسلامية
لاجتذاب الناخبين المسلمين.
معروف أمين
واختار
ويدودو رجل الدين الإسلامى معروف أمين، البالغ من العمر 76 عامًا، ليكون في
منصب نائب الرئيس، كجزء من استراتيجية لتعزيز جاذبية بين الناخبين
المسلمين، خاصة مع توقع الكثيرين للعب مسألة الهوية والانتماء وارتفاع
منسوب التعصب إلى جانب الوضع الاقتصادي دور مؤثر في هذه الانتخابات.
وتعهد
الرئيس ويدودو في أكثر من مناسبة، بالحفاظ على التقاليد والتعددية
الثقافية في إندونيسيا، ويشكل المسيحيون 10 في المائة تقريبًا من إجمالى
السكان في البلاد، وحرصت الحكومة على دعم الترويج لصورة الإسلام المعتدل،
ففي عام 2017 حظر حزب التحرير، وهو حزب سياسي لديه طموحات لقيام دولة
إسلاموية تحكم وفق تفسيرات متشددة.
وخلال
الشهور القليلة الماضية، ظهرت حملة على مواقع التواصل الاحتماعي تحت شعار
«تغيير الرئيس في عام 2019»، يقودها مرداني علي سيرا، وهو عضو في البرلمان
من حزب جماعة العدالة والرفاهية، ذراع الإخوان السياسية، وتنشط في إندونيسيا عدة جماعات إرهابية، تنفذ عمليات تستهدف قوات الأمن والأقليات.
وشهدت
البلاد تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية في مايو 2018، عندما شنَّت جماعة
إرهابية محلية تابعة لتنظيم داعش هجمتين انتحاريتين متتاليتين على كنائس
في مدينة سورابايا ثاني أكبر مدن البلاد، ووقعت هذه الهجمات بعد أيام من
قيام سجناء إسلامويين متشددين، بقتل خمسة من أفراد قوة خاصة لمكافحة
الإرهاب، أثناء مواجهة استمرت 36 ساعة في سجن عند مشارف العاصمة جاكرتا.
أنصار الدولة
وأعلن
وا وان بوروانتو، المتحدث باسم وكالة المخابرات الإندونيسية حينها لقناة
إخبارية محلية، أن جماعة أنصار الدولة خططت للهجمات الانتحارية منذ بعض
الوقت، وتأسست الجماعة الإرهابية من تحالف لمجموعات انشقت عام 2015 من
جماعة مجاهدي تيمور الإندونيسية المرتبطة بتنظيم القاعدة، وتنفذ هذه
الجماعة عمليات في مقاطعتي جاوة وسولاويزي ومقاطعات إندونيسيا الشرقية.
وفي
يوليو الماضي، قضت محكمة إندونيسية بإعدام أمان عبدالرحمن، زعيم جماعة
أنصار الدولة، لتدبيره سلسلة من الهجمات الدامية في البلاد من محبسه،
واستمر عبدالرحمن في إدارة الجماعة الإرهابية بعد إلقاء القبض عليه ونقله
لسجن مشدد الحراسة عام 2013، ثم أعلن ولاءه لتنظيم داعش من داخل محبسه عام
2014.
وتعتقد
السلطات الإندونيسية أن تنظيم «داعش» له أتباع يتجاوز عددهم 1200 فرد في
البلاد، في حين أن نحو 500 إندونيسي سافروا للانضمام في صفوف التنظيم في
سوريا، وتعود بدايات الجماعات الإرهابية في إندونيسيا لفترة استقلالها عن
الاحتلال الياباني عام 1945، وكانت أولى هذه الجماعات هي حركة «دار الإسلام» التي نشطت في إقليم آتشيه، شمال غرب جزيرة سومطرة الإندونيسية.





