المكان الآمن.. هل تحفظ الجيش على «البشير» في مزرعة العيلفون؟
الجمعة 12/أبريل/2019 - 12:01 م
محمود محمدي
قبل أن تشير الساعة إلى الثانية ظهرًا من يوم الخميس 11 أبريل 2019، خرج وزير الدفاع السوداني «عوض بن عوف»؛ ليلقي بيانًا يُعلن فيه عزل الرئيس السوداني عمر البشير عن الحكم، والتحفظ عليه في ما أسماه «مكان آمن»، ولم يصفح عن المزيد من التفاصيل.
عوض بن عوف
وقبل إلقاء «بن عوف» البيان الأول للجيش، كان على رأس طاولة الاجتماعات داخل مقر القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، مع كبار قادة الجيش والمخابرات؛ يحاولون جميعًا إقناع «البشير» بالتنحي عن الحكم، إلا أن الرئيس -الذي أصبح معزولًا- انسحب من الاجتماع رافضًا مقترحات جنرالات الجيش، وفقًا لتقارير صحفية سودانية.
«البشير» الذي كان غير مُكترثًا بالاحتجاجات المستمرة المتصاعدة منذ ديسمبر الماضي، خرج من الاجتماع مع الجنرالات، مُتجهًا إلى القصر الرئاسي، ولكن تحت حراسة مشددة، بحسب تصريحات «عثمان باونين» رئيس حزب مؤتمر البجا المعارض.
الطريق إلى «العيلفون»
وفي تقرير لها، كشفت فضائية «سكاي نيوز»، نقلًا عن مصادر عسكرية، أن الرئيس السوداني قبل عزله بساعات قليلة، قرر أن يلجأ إلى مدينة العيلفون، الواقعة شرق العاصمة الخرطوم، ويطلق عليها السودانيون اسم «العيله فونج»؛ حيث يمتلك «البشير» مزرعة هناك، بعدما اقترح عليه حرسه الخاص ذلك، فضلًا عن أن مجموعة كبيرة من رجال الأعمال المقربين من الرئيس وغيرهم ممن يربطهم به علاقات قوية يقبعون في هذه المدينة؛ إلا أن الجيش لاحق الموكب بقوة عسكرية تمكنت من اعتقاله على أطراف المدينة.
وأوضح التقرير أن مجموعة عسكرية من قوات الدعم السريع، التابعة لرئاسة الجمهورية التي يقودها العميد محمد حمدان، تولت مهمة ملاحقة البشير واعتقاله، كما قادت عمليات الاعتقال التي طالت أبرز رموز نظام البشير وحزبه.
وعلى صعيد متصل، قالت الصحفية في جريدة «السوداني» لينا يعقوب: إن الجيش اعتقل الحرس القديم الخاص بالبشير، وعين حرسًا جديدًا.
مصير البشير
وفي الوقت الذي لم يتحدث فيه، وزير الدفاع السوداني، عن مصير «البشير» خلال خطابه، رأى رئيس حزب مؤتمر البجا، أنه من السابق لأوانه معرفة ذلك، مؤكدًا أن النظام القديم ارتكب جرائم كثيرة في حق الشعب.
فيما قال القيادي في حزب الأمة المعارض «صديق الصادق المهدي»، في تصريح له: إن إفادة «بن عوف» بشأن اعتقال البشير والتحفظ عليه في مكان آمن غير كافية، ويجب الإعلان عن مصير البشير، واصفًا كلمتي «اعتقال وتحفظ » اللتان جاءتا في البيان الأول للجيش، ما هي إلا إجراءات لامتصاص غضب الشارع.





