قتلى بالعشرات وتبادل تكفير.. «داعش» يواجه «القاعدة» في الملعب اليمني
وأشارت الصحيفة إلى سيطرة عناصر «داعش» على مواقع للقاعدة في الحميضة خلال المعارك الدائرة بينهما، إضافةً إلى قتل أكثر من 10 آخرين بينهم قياديون في هجوم شنه عناصر داعش داخل مقر لقيادة عمليات القاعدة في منطقة ذي كالب الأسفل.
ويعد فرع «داعش» في البيضاء أكثر فروع التنظيم نشاطًا في اليمن بعد خسارته مناطق كان يسيطر عليها، وتكاد تكون عمليات التنظيم هناك منحصرة في قتال فرع «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»؛ ما يدلل على شراسة التنافس بين التنظيمين على تلك المناطق.
فعلى الرغم من استهداف القاعدة وداعش لكل من الجيش اليمني، وعناصر ميليشيا الحوثي، في ظل الصراع الدائر في البلاد، إلا أنهما يخوضان صراعًا ضاريًا فيما بينهما، فالقاعدة، الذي تتألف غالبية عناصره من السكان المحليين، هو المسيطر القديم في المنطقة ويحتفظ بروابط قبلية وعائلية عميقة فيها، وفي المقابل، يرى تنظيم «داعش» -الذي يتألف أعضاؤه من العرب والأجانب- في «البيضاء» بيئة مناسبة لمواقعه محاولًا الغوص في مناطقها الوعرة والاختباء في جبالها، والبيضاء تحدها 8 محافظات يمنية أخرى؛ ما يجعلها جغرافيًّا شديدة الأهمية عسكريًّا وأمنيًّا.
وخلال الأعوام الماضية اشتهرت «البيضاء»، -التي تكثر فيها الجبال والوديان-، باعتبارها هدفًا لضربات طائرات «درون» الأمريكية (طائرات دون طيار) ، وكانت في يناير 2017 موقعًا لإنزال أمريكي نفذه عدد من القوات الخاصة بعد أيام من وصول الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة.
دخول داعش
منذ نوفمبر 2015 دخل «داعش»
المشهد الجهادي في اليمن وبث «أبوبكر البغدادي» زعيم التنظيم، تسجيلًا صوتيًّا
يعلن فيه قبول قسم الولاء من المسلحين في اليمن، ووقتها كان «القاعدة»، المنظمة
المسلحة الأبرز واللاعب الإرهابي الوحيد في اليمن، وهو ما يبرز حجم التباين
بالنسبة للتنظيمين وقوة رغبتهما في السيطرة على المناطق، فالأمر بالنسبة للقاعدة
صراع من أجل الوجود، وإزاحة لهذا الدخيل من الساحة، إلا أن «داعش» الذي كان
يبحث عن موطئ قدم، تمكّن -سريعا- من شن العديد من الهجمات في جميع أنحاء البلاد، وأنشأ
على عجل فروعًا عدّة له في كل من محافظات: عدن، أبين، البيضاء، حضرموت، إب، تعز،
لحج، صنعاء وشبوة.
وبحلول عام 2016، قام «داعش»
بسلسلة من العمليات تجاوزت عدد عمليات «القاعدة» هناك، لكن وعلى الرغم من
البداية القوية، فإن «داعش» تراجع في اليمن وبشكل ملاحَظ منذ أواخر 2016؛ إذ فشل
في السيطرة على الأراضي التي ينشط فيها، كما واجهته عقبات في الاندماج في القبائل
المحلية، كما أن ازدحام الصراع والمواجهات المفتوحة والغارات الجوية التي لا تتوقف
لم تساعد التنظيم في الحشد له.
على عكس «القاعدة» الذي
كان قد حقق على مدار سنوات فهمًا نادرًا لطبيعة المنطقة ودينامياتها القبلية
وعاداتها وتقاليدها، فالبيضاء تضم قبائل يمنية ذات هوية سنيّة، وهي منطقة لاتزال
تحتفظ بالسلاح والإحساس عالي لدى سكانها بالتضامن القبلي.
وفي منتصف يوليو 2018
شهدت «البيضاء» معارك ضارية بين «القاعدة» و«داعش»، أسفرت عن مقتل 14 من عناصر «القاعدة»،
و22 من عناصر «داعش»، وبث الأخير مقطع فيديو يظهر أعضاء من «القاعدة» أسرهم في
قيفة، وردًّا على ذلك هاجم «القاعدة» موقعًا لـ«داعش»، وقتل أكثر من 25 عضوًا،
واستولى على أسلحة وسيارات عسكرية.
وإلى جانب الفيديو الخاص
برهائن «القاعدة» أصدر «داعش» أوائل أغسطس 2018، فيديو بعنوان «والبادئ هو المعتدي»
، وكان موجهًا إلى تنظيم القاعدة كإشارة إلى بدء الاشتباكات بينهما، واتهام داعش
للقاعدة بأنه هو من بادر بالاعتداء.
بعدها في 28 أغسطس 2018،
أصدر «القاعدة» بيانًا يدين «داعش» ويتهمه بتحويل التركيز مما سمّاه «قتال الكفار»
إلى «الاقتتال الداخلي بين المسلمين»، ومنذ ذلك الحين، والتنظيمان يدليان بآرائهما
العلنية ضد بعضهما البعض، وأخذا يُصدران البيانات على وتيرة أعلى مما كانت عليه في
الماضي.
وأظهر بيان لـ«داعش» مدى
التنافس بين التنظيمين على البيضاء، بقوله: «بعد أن فتح الله على عباده في ولاية
البيضاء، وخصوصًا منطقة قيفة دبّ الحسد لدى تنظيم القاعدة، بعد أن كان قد تركها
فريسة للحوثيين، واستبدلها بمدينة المكلا، من دون إيفاء بالوعود لأهلها».
ومن جانبه، دعا تنظيم
القاعدة إلى مواصلة القتال ضد «داعش»، وقال في بيانٍ: «يا أبناء قيفة، ويا أيها
المقاومون والجيش، لا حل لنا إلا باستئصال بذرة الشر وخوارج العصر داعش، اقتلوهم
قتل عاد، تنفيذًا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد».





