وجهت الحكومة الإريترية، في بيانٍ لها العديدَ من الاتهامات لكل من قطر وتركيا، وتورطهما في مخطط فساد كبير، هدفه عرقلة عملية السلام بينها وبين الجانب الإثيوبي، وإعادة نشر الإرهابيين في منطقة القرن الأفريقي مرة أخرى.
وأكدت الحكومة، عن طريق وزارة الإعلام الإريترية، أن حزب العدالة والتنمية (حزب جماعة الإخوان في تركيا)، يحاول هدم البلاد وارتكاب أعمال حقيرة من شأنها تدمير البلاد ووضعها في مأزق كبير، وإفساد العلاقات بينها وبين إثيوبيا، مشيرًا إلي أن تلك الأعمال الهدامة تتم بتمويل قطري.
أزمة القرن الأفريقي
أفادت إريتريا، أن حكومة رجب أردوغان، دشنت في بداية عام 2019، مكتب رابطة مسلمي إريتريا تحت مسمى رابطة العلماء الإريتريين، الذي يقوم بإصدار تصريحات علنية ضد كلٍّ من إريتريا وإثيوبيا، مضيفةً أن هذه المخططات التي تحاول كلٌّ من قطر وتركيا تصاعدت في أواخر عام 2018؛ وذلك لعرقلة إتمام عملية السلام والتطورات في العلاقات بين البلدين على وجه التحديد، ومنطقة القرن الأفريقي بشكل عام.
مؤكدةً أن التصريحات التحريضية ضد إريتريا وإثيوبيا، التي صدرت في اجتماع لرابطة مسلمي إريتريا قبل بضعة أيام بالخرطوم كانت خارجة عن أي حدود وسياق محترم.
ويُذكر أنه في سبتمبر 2018، وقع كلٌّ من الرئيس أسياس أفورقي رئيس إريتريا، ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد علي، في حضور خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وأنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة اتفاق سلام بين البلدين، وإنهاء حالة النزاع التي استمرت لمدة 20 عامًا، والتي أسفرت عن مقتل 100 ألف من البلدين، وإصابة آلاف، وأنفقت خلالها أكثر من 6 مليارات دولار، مع أخذ عهد ومواثيق من الطرفين لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون؛ من أجل سلام وأمن البلدين، وهو الشيء الذي يحقق الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي بأكملها.
وبعد الاتفاق بين البلدين، تبادل أفورقي وآبي أحمد، الزيارات، كما جرى الاتفاق على خطوات شملت استئناف الرحلات الجوية وتطوير الموانئ.
وبدافع الجنوح للزعامة الوهمية كي تظهر قطر الصغيرة باسطة نفوذها في القارة
الإفريقية، عملت الدوحة على زرع خلايا تابعة لها في إريتريا؛ بهدف تحقيق مكاسب سياسية
واقتصادية أو رعاية جماعات بعينها؛ إذ أصبحت إريتريا محطةً جديدةً من الدعم القطرى للجماعات
والتنظيمات الإرهابية والمشبوهة، وتغذية المعارضة المسلحة، منذ لجأت قطر وبوقها «قناة الجزيرة» إلى فبركة الأخبار
في محاولة لجر دولة إريتريا لدائرة الفوضى، فلم يكتف التنظيم الدولي لجماعة الإخوان
الذي ترعاه قطر، باجتياح بلدان عربية وإسلامية وتهديد استقرارها، بل تمددت سياط الإرهاب
والفزع التى يحملها إلى العاصمة الإريترية «أسمرة»؛ حيث تعمل عناصره على التغلغل فيها.
وروجت القناة القطرية نوفمبر 2017 لمظاهرات طلابية فى إريتريا، على خلفية
إغلاق مدرسة الضياء الإسلامية من قبل السلطات؛ نتيجة لرفضها الانضمام لمنظومة الضوابط
الرسمية للدولة، كما صورت ما يحدث بأنه «فتنة طائفية» بين المسلمين والمسيحيين؛ ما
وصفه نشطاء إريتريون بمحاولة لـ«دعشنة القضية»، وتهديد الأمن القومى وتفكيك النسيج
الوطني.
وفي فبراير الماضي، نشرت «الجزيرة» تقريرًا مطولًا يهدف لتشويه صورة النشاط الإماراتي والأمريكي الواضح في منطقة القرن الإفريقي، وهو ما تبعه رد إريتري حاسم يكشف عن تدخلات النظام القطري على
الصعيدين الداخلي أو الخارجي، مؤكدةً على أن تنظيم الحمدين قدم بلاده إلى الولايات المتحدة
من خلال السماح لهم ببناء قواعد عسكرية؛ من أجل كسب تأييدهم، وخلق علاقات دافئة غير قائمة
على الاحترام المتبادل.
تخريب المنطقة
وفي السياق ذاته، قال «أبوالفضل الإسناوي»، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن قطر وتركيا تسعيان لتخريب منطقة القرن الأفريقي من خلال دعمها للحركات الجهادية المنتشرة في القارة السمراء.
وأكد الإسناوي في تصريح للمرجع: «أن ما تفعله قطر وتركيا الآن وهو ردة فعل على راعية السعودية والإمارات اتفاقية السلام بين إريتريا وإثيوبيا، ونزع فتيل الصراعات القائم بين البلدين».
وأوضح الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن الصراع في منطقة القرن الأفريقي، ليس بين دول القارة السمراء ولكن من خارجها أيضًا، فهناك دول تسعى لإعادة الاستقرار والتنمية في القارة وهم دول الرباعي العربي (السعودية - الإمارات - مصر - البحرين)، ودول تحاول نشر إرهابها ودعم منظمات ومنصات إعلامية متطرفة وهي قطر وتركيا وإيران.
مضيفًا أن القرن الأفريقي منطقة استراتيجية بالنسبة لقارتي آسيا وأفريقيا؛ نظرًا لوجود مضيق باب المندب، وخليج عدن، وساحل البحر الأحمر، كما أنها تمتلك موارد طبيعية هائلة، كل هذا جعل تركيا وقطر تسعيان لدعم الجماعات المسلحة الإرهابية، ونشر التطرف والعنف فيها.