ad a b
ad ad ad

«البغدادي خاننا».. داعشيات في سجون «قسد» خدعهن التنظيم بـ«جنة الخلافة»

الإثنين 01/أبريل/2019 - 03:29 م
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

ذات صباح يوم بارد في أواخر العام 2014، التقت 4 من «الإرهابيات»، صدفة، داخل أحد الملاذات الآمنة في تركيا، والتي كان تنظيم داعش يستخدمها لإيواء عناصره قبل إدخالهم إلى سوريا، انتظرت المجندات الجديدات دورهن في الدخول إلى مناطق سيطرة داعش في سوريا، وبعد فترة، زوّرت ما تعرف بـ«هيئة الهجرة الداعشية» أوراقًا ثبوتية لهن، ثم أدخلتهن عبر معبر تل أبيض الذي كان التنظيم يسيطر على الجانب السوري منه وقتها، بقيت النساء متجاورات منذ ذلك الحين داخل معاقل التنظيم الإرهابي إلى أن ساقتهن الأقدار في النهاية إلى مخيم الهول، السجن الكبير الواقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد».


«البغدادي خاننا»..

 في سجن كبير.. البغدادي خانهن

عاشت «النسوة الأربعة» داخل مخيم الهول، الذي يستوعب الآن نحو 70 ألف من النساء والأطفال، رغم أنه صمم لإيواء 20 ألفًا فقط، بعد اضطرارهن للهرب من جحيم داعش إلى سجون سوريا الديمقراطية.


في وقت سابق ظهرت رسالة موقعة باسم هؤلاء النسوة تطالب فيها فصائل سورية مسلحة بإنقاذهن من «سجن قسد الكبير».


كانت الجملة الأبرز في الرسالة الجديدة، والتي تداولتها منصات إعلامية على تطبيق تيليجرام للتواصل الاجتماعي، أن البغدادي خان المنتميات للتنظيم، وتركهن يلاقين مصيرهن المحتوم، وفرّ هو وعصابته، على حد تعبير كاتبات الرسالة وهن ما أطلقن على أنفسهن أسماء: «أم عمر، وأم رواحة، وأم إبراهيم، وأم ياسر».


ومع تداعي «خلافة داعش» وسقوط المدن الكبيرة التي كان تعد مأوى لعدد كبير من النساء اللائي استجبن لدعوة التنظيم، فرّ قادة التنظيم إلى الخارج، بينما بقيت النساء في «جحيم الحرب»، لترفض بعضهن الاستسلام وتقاتل حتى الموت، وتستسلم أخريات لـ«الجيشين الليبي والعراقي، وقوات سوريا الديموقراطية».


في حوار سابق له بثه التلفزيون العراقي، اعترف أبوحمزة الكردي أحد قادة الصف الأول داخل داعش والذي كان يتولى منصب وزير الحرب الداعشي، أنه هرب من الموصل إلى سوريا ثم إلى تركيا قبل أن يعود ويختبئ لدى أحد أبنائه في بغداد.


في التوقيت نفسه الذي هرب فيه «الكردي» وعدد كبير من قيادات داعش، تُركت نساء التنظيم، داخل المدن، لينتهي الحال بهن إلى مصير «أم ياسر ورفيقاتها».


«البغدادي خاننا»..

 استغاثة الداعشيات

في رسالتهن الأخيرة، تطالب «النسوة الأربعة» فصائل: تحرير الشام، وحراس الدين وجيش العزة وأنصار التوحيد، وغيرهم بمحاولة إطلاق سراحهن من سجون «قسد»؛ بسبب ما يعانين منه داخل السجون، مدعيات أن بعضهن تعرض لاعتداءات من قبل عناصر من قوات سوريا الديمقراطية.


ووصفت «النساء الأربع» أفراد تلك الفصائل بـ«الإخوة»، على الرغم من اعتبار التنظيم أن تلك الفصائل «مرتدة عن الإسلام» إبان فترة سيطرته على المدن.


وبحسب الرسالة فإن أحد حراس مخيم الهول حاول الاعتداء على إحدى الموجودات داخله، فأقدمت أخريات على ضربه؛ ما دفع دورية من قوات الأسايش الكردية «الشرطة الكردية»، لإطلاق النار عليهن وهو ما أسفر عن مقتل 6 نساء، على حد زعم كاتبات الرسالة.


ووفقًا لتقرير سابق وكالة الأنباء الفرنسية «أ.ف.ب» فإن النساء القابعات داخل مخيم الهول، لسن نسيجًا واحدًا، واضطرت الإدارة الكردية لفصل الأجنبيات وأطفالهن عن السوريات في المخيم.


ويبلغ عدد الأجانب داخل المخيم أكثر من 9 آلاف من النساء والأطفال، ويعيش العديد منهم في خيم جماعية.


«البغدادي خاننا»..

 عنف وحرق خيام

ويشهد المخيم من حين لآخر حالات من العنف بين المقيمات فيه؛ حيث لايزال بعضهن يوالي «البغدادي»، بينما غسلت نساء آخريات أيديهن من هذا الولاء.


ويعد إحراق الخيم، هو السمة الأبرز لهذا العنف، فتلجأ «الداعشيات المتطرفات» إلى إحراق خيم رفيقاتهن السابقات؛ بسبب ما وَصَفْنَه بـ«الردة» عن مبادئ التنظيم، ونقض بيعة «أبوبكر البغدادي».


وبحسب تصريح سابق قالته إحدى الشابات البلجيكيات لـ«أ.ف.ب» فإن الروسيات والتونسيات، يوصفن بـ«الأكثر تطرفًا» داخل المخيم.


وأبدت العديد من الأجنبيات داخل «مخيم الهول» رغبتهن في العودة إلى بلادهن، معتبرات أنهن لم يشاركن في أي أعمال عنف داخل أوطانهن الأصلية.


ويضم المخيم عددًا من الفرنسيات، والروسيات، والبلجيكيات، والمصريات، إضافة لقائمة طويلة من المنتميات سابقًا للتنظيم الإرهابي.

"