تفكيك المعارضة.. نشاط «الغزواني» وتصدّع البيت الإخواني في موريتانيا
شهد مطلع مارس الجاري، الإعلان رسميًّا عن ترشح وزير الدفاع «محمد ولد الغزواني»، للانتخابات الرئاسية بموريتانيا، والتي ستشهدها البلاد في الصيف المقبل؛ ليؤكد الإخوان أنهم سيحاربون الجنرال السابق بسلاح «توحيد المعارضة»، والتوافق مع الأحزاب الأخرى على مرشح تدعمه الجماعة الإسلاموية المدعومة من قطر.
مع مرور الوقت، تصدع البيت الإخواني في موريتانيا، ممثلًا في حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية «تواصل»، وانفرط العقد بعد أن أعلن عدد من قيادات الصف الأول والنساء انشقاقهم، والانضمام إلى مرشح الأغلبية «الغزواني». إذ انضمت للانشقاقات مجموعات شبابية كانت ناشطة سابقًا في صفوف التنظيم، وذلك بعد أن دشنت القيادات المؤسسة للحزب، وأعضاؤه البارزون سابقًا موجة النزوح الحالية خارج التنظيم.
وأعلنت المجموعة الشبابية المنشقة بولاية «الحوض الشرقي» الموريتانية، الأربعاء (27 مارس) خروجهم عن التنظيم، بقيادة «الكنتي ولد سيد أعمر»، مرشح التنظيم سابقًا لبلدية تابعة لعاصمة الولاية، إلى جانب عدد من المستشارين البلديين السابقين عن «تواصل»، وأعلنوا دعمهم الكامل لـ« ولد الغزواني» مرشح الأغلبية لرئاسيات يونيو 2019.
نجح «ولد الغزواني» في استقطاب بعض رموز الإخوان، أبرزهم القيادي في التجمع الوطني للإصلاح والتنمية السفير «المختار ولد محمد موسي»، الذي برر انسحابه بأنه جاء احتجاجًا على توجه الحزب، ليعلن دعمه لمرشح الأغلبية، ولحق به «سالم ولد همد»، الذي قرر المغادرة دون عودة، احتجاجًا على قرار دعم الإخوان للمرشح «محمد ولد بوبكر»، إضافة إلى «محمد عبدالجليل»، عضو مجلس شورى «تواصل»؛ حيث انضم هو أيضًا إلى جبهة «الغزواني».
كما أعلنت كلٌ من، الدكتورة «لالة سيدي الأمين»، عضو مجلس شورى الحزب، وعضو أمانة الشرق الدكتورة «عييه عالي»، الانشقاق عن الإخوان، والتحاقهما بمرشح الأغلبية، منتصف مارس الجاري، وجاء ذلك بعد أقل من 24 ساعة من إعلان القيادي الإخواني «عبدالرحمن باباه»، انشقاقه عن «تواصل»، وبررت القياديتان في رسالة موقعة باسمهما الانشقاق بالاختلافات العميقة مع الحزب بخصوص قراءة الساحة السياسية الموريتانية.
للمزيد:«رجل الدوحة».. ممثل إخوان موريتانيا في الانتخابات الرئاسية
معارضة بعد استشعار الخطر
يُشار إلى أن قيادات «تواصل» أطلقوا دعوات للمعارضة بالتوحد، في ديسمبر الماضي، بعد استشعار خطر إقصاء الجماعة، لاسيما أن الانتخابات البلدية والجهوية الأخيرة، أبرزت ضعف القاعدة الشعبية للإخوان في موريتانيا؛ لذا تحاول الجماعة ترتيب أوراقها من خلال الانضواء تحت لواء أحزاب أخرى أكثر شعبية.
وأصدر المكتب التنفيذي للمنظمة الشبابية لـ«تواصل» بيانًا، يطالب بضرورة استحضار المرحلة السياسية الحساسة التي يعيشها البلد، معتبرًا أن الهدف الأكبر للحزب هو الانتخابات الرئاسية، وأن أي نقاشات أخرى بين الشباب هي إضاعة للوقت والجهد.
فيما يرى الصحفي الموريتاني إبراهيم مصطفي، أن وزير الدفاع الحالي، المرشح للانتخابات يسعى لإقناع المعارضة أو بعض أطيافها على الأقل، بأنه ليس بالضرورة استمرارًا لحكم سلفه محمد ولد عبدالعزيز، وهو ما لقي قبولًا من بعض الأطراف، التي كانت تعترض في الأساس على تحكم المؤسسة العسكرية في العملية السياسية، مضيفًا إلى أنه نجح في إحداث اختراق في صفوف المعارضة، بما يضمن له الفوز في الشوط الأول من الانتخابات.





