طابور خامس لصالح الحوثي.. «الإخوان» يغدرون بقوات الجيش اليمني في «تعز»
باتت جماعة الإخوان تشكل الطابور الخامس لميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن، مع تحذيرات من تسليم ميليشيا حزب التجمع اليمني للإصلاح مواقع عسكرية في جبهات «تعز» إلى الحوثيين كما حدث من قبل، في طعنه لجهود الجيش اليمني والتحالف العربي اللذين يسعيان لدحر الحوثيين، ويأتي ذلك تماشيًا مع الصراعات التي أشعلتها ميليشيا الحشد الشعبي الإخواني في تعز ضد كتائب«أبوالعباس» المدعومة من التحالف.
فيما قالت مصدر يمنية لـ«المرجع» إن قوات اللواء 35 مدرع التابعة للجيش اليمني والتي عملت خلال الأسابيع الماضية لكسر أكثر من 7 هجمات لميليشيا الحوثي في جبهة «الأقروض» بمحافظة تعز وسط اليمن، تعرضت لخيانة من قبل ميليشيا الإخوان عبر قطع الإمدادات لقوات اللواء 35 مدرع، ما قد يعرضه لأزمة كبيرة في مواجهة أي هجوم جديد لميليشيا الحوثي.
أوضحت المصادر أن هناك مخاوف من غدر ميليشيا الإخوان في جبهات تعز وتكرار سيناريو تسليم جبل «ناصة» في جبهة دمت بمحافظة الضالع للحوثيين، في تعز.
ففي ديسمبر الماضي، شهدت مدينة «تعز»، تعزيزات عسكرية مكثفة من قِبَل ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وسط مخاوف من تكرار خيانة ميليشيا حزب التجمع اليمني للإصلاح «إخوان اليمن»، بتسليم مواقع في المحافظة لميليشيا الحوثي ضمن سياسة المواءمات التي تتبعها ميليشيا الحوثي والإخوان في اليمن، بما يهدد جهود التحالف العربي بالسيطرة على المحافظة، ويجعل موقف التحالف والحكومة ضعيفًا في الحديدة.
وفي نوفمبر2015 سلمت ميليشيا الإصلاح الإخوانية، منطقة «الشريجة» جنوب مدينة تعز إلى ميليشيا الحوثي، وهو الأمر الذي تكرر في أكتوبر 2017؛ حيث سلمت ميليشيا الإخوان في تعز «جبل هان» المنفذ الوحيد الرابط بين تعز وعدن، لميليشيا الحوثي.
وفي ديسمبر 2018، وجهت مصادر عسكرية يمنية، اتهامات لتنظيم الإخوان في اليمن، بتسليم مدينة «صرواح» في محافظة «مأرب» النفطية شرق صنعاء، لميليشيا الحوثي، الأمر الذي أدى إلى استنفار عسكري من قبل الجيش اليمني، والتحالف لاستعادة «صرواح»، لما تشكله من أهمية استراتيجية في المعارك ضد الميليشيا، وهو ما أدى إلى استنزاف جهد قوات الجيش الوطني اليمني.
افتعال الأزمات
وقبيل أيام افتعلت ميليشيا الحشد الشعبي الإخواني أزمة داخل مدينة تعز القديمة بشن حملة إرهابية ضد كتائب أبي العباس المدعومة من التحالف، وتنفيذ عمليات قتل واغتيال واختطاف، بهدف إخراجهم من المدينة والسيطرة عليها أو تقاسمها مع ميليشيا الحوثي.
وخلال الأيام الماضية ارتكبت ميليشيا الإصلاح جرائم حرب بحق أبناء المدينة تاركة المجال لثلاثة أطقم للمتمردين الحوثيين تخنق المدينة وتحاصرها من أكثر من اتجاه، وهو ما جعل الجميع يدرك أن «الإصلاح» يمثلون نفس الأجندة التدميرية في اليمن، لخدمة المشروع القطري الإيراني التركي المشترك في المنطقة العربية ككل.
وفي وقت سابق كشفت تقارير عن اجتماع بين قادة ميليشيا الحوثي والتجمع اليمني للإصلاح «إخوان اليمن» وتنظيم القاعدة الإرهابي في صنعاء بدعم وتنسيق قطري؛ من أجل زعزعة استقرار المحافظات المحررة، خاصة في الجنوب اليمني.
وقد عقد الاجتماع بمنزل وكيل الأمن القومي التابع للميليشيا الحوثي، في العاصمة صنعاء، مطلق المراني «أبو عماد» برئاسة رئيس استخبارات العسكرية للميليشيا «أبوعلي الحاكم» وقيادات أخرى.
وأشارت المصادر إلى أن اللقاء يأتي ضمن الاتفاقات غير المعلنة التي عقدتها الميليشيا الحوثية مع حزب الإصلاح برعاية قطرية خلال الفترة الماضية، والتي أسفرت عن نقل عناصر القاعدة من سجن الأمن السياسي بصنعاء إلى مأرب.
وأرجع مصدر عسكري يمني، في تصريح لـ«المرجع» محاولات الحوثي، السيطرة على تعز، كونها تكتسب أهمية استراتيجية بسبب تمتعها بموقع جغرافي استراتيجي، فهي تبعد عن العاصمة صنعاء نحو 256 كلم، في حين تطل مناطقها الغربية على البحر الأحمر، كميناء «المخا» الذي يقع على منفذ بحري استراتيجي، والذي يعتبر حلقة وصل جغرافية بمحافظة الحديدة الساحلية، موضحًا أن قوات الجيش الوطني اليمني تفرض سيطرة كاملة على 12 مديرية في محافظة تعز، من أصل 22 مديرية، إضافة إلى سيطرة جزئية على 5 أخرى، فيما تفرض ميليشيا الحوثي سيطرتها على 5 مديريات في المحافظة.
وقال السياسي اليمني وعضو حزب المؤتمر الشعبي العام، «كامل الخوداني»: «إن الحديث عن غدر وخيانة حزب الإصلاح للجيش اليمين والتحالف العربي، ليس كلامًا مرسلًا أو اتهامات للتشويس؛ كما يحلو لقادة الإخوان أن يرددوا»، مضيفًا: «أن هناك تجارب عدة في صراوح ودمت وصنعاء، وتعز، وغيرها من جبهات الاشتباك التي تقوم فيها الإخوان بدور الطابور الخامس للحوثيين».
وأكد «الخوداني» في تصريح لـ«المرجع»: «أن خطوطًا مفتوحة بين «الإخوان» و«الحوثي» منذ سنوات طويلة، برعاية قطرية إيرانية تركية، تهدف إلى السيطرة والتغلغل في الدولة والمدن اليمنية وتقسيمها مربعات تقع تحت سيطرة الميليشيات الكهنوتية والإخوانية»، معتبرًا أن الجبهات التي يقودها الإخوان لم تطلق رصاصة واحدة تجاه الحوثيين بل إن ما يحدث من عمليات تسليم وتسلم لمواقع عسكرية بهدف دعم الإخوان للحوثي بالسلاح عبر معارك «وهمية» في اليمن.
فيما أشار السياسي اليمني إلى لقاء «إسطنبول» التركية، والتي شهدت اجتماعات بين الحوثيين الانقلابيين و«إخوان اليمن» خلال أكتوبر 2017، برعاية وتنسيق من جهاز المخابرات القطري، وهو ما يُشير إلى أن هناك أمورًا جرى ترتيبها بين الإخوان والحوثيين في اليمن بدعم إيراني تركي قطري.





