محادثات السلام مع طالبان.. بين فتور «كابول» ورغبة «واشنطن» في إنهاء الحرب
السبت 30/مارس/2019 - 02:32 م

طالبان
أحمد لملوم
تتفاوض الحكومة الأمريكية مع حركة طالبان بغرض الوصول لاتفاق يُنهي الحرب المندلعة في أفغانستان منذ أكثر من 17 عامًا، إلا أن خطر حدوث ضررٍ دائمٍ للعلاقة التي تربط واشنطن بالرئيس الأفغاني «أشرف غني»، نتيجة تحول في السياسة الأمريكية، وهو ما أدى إلى استبعاد حكومته من المحادثات مع حركة طالبان، وأنهى طموحه في الاحتفاظ بالسلطة وإدارة مساعي السلام بنفسه.
هذا الخلاف قد يقوض الفرص للتوصل إلى اتفاق سلام، يسعى الرئيس الأمريكي الحالي لإنجازه، حتى يتمكن من إنهاء أطول حروب الولايات المتحدة.

غني
تداعيات الخلاف
يرى المسؤولون الأمريكيون أن «غني» ربما كان يحضر نفسه للوقوف في طريق إتمام المفاوضات، وذلك لاستيائه من استبعاد الحكومة الأفغانية من المحادثات، التي يقودها المبعوث الأمريكي الخاص «زلماي خليل زاد».
وفي ذات السياق، قال «خليل زاد» في عدة مناسبات إن هناك تقدمًا في المفاوضات الجارية مع حركة طالبان؛ حيث يشمل اتفاق السلام على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان خلال 18 شهرًا من توقيع الاتفاق.
فيما يذكر أن المفاوضات تستمر مع شن حركة طالبان لهجمات شبه يومية ضد الحكومة الأفغانية، كان آخرها الجمعة 29 مارس الجاري؛ إذ شنت الحركة عدة هجمات في أنحاء مختلفة بأفغانستان، أسفرت عن مقتل 17 شرطيًّا.
بالنسبة للمسؤولين الأفغان فإن المفاوضات التي يقودها «زاد» خيانة شخصية للحكومة واستسلامًا من جانب الولايات المتحدة، ذلك ما قد يعيد حركة طالبان إلى السلطة، ذلك ما أتى على لسان مسؤول حكومي أفغاني لوكالة رويترز للأنباء؛ حيث قال: «خليل زاد يريد إظهار أنه بطل السلام والرئيس غني لا يريد أن يكون الشرير. الرئيس يعتقد أنه تعرض للخيانة».

الأمم المتحدة
واشنطن ومفاوضات السلام
تقدر الأمم المتحدة أن 9.8 مليون أفغاني في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، نتيجة الصراع القائم بين الحكومة وحركة طالبان، فيما تبلغ نسبة الفقر 55 في المائة في البلاد، كما يُعاني 40 في المائة من الأطفال الأفغان من سوء التغذية وتردي البنية التحتية عامة بسبب ممارسات العنف المستمرة.
وعلى هذه الأرضية خرج الخلاف المتصاعد بين كابول وواشنطن على مفاوضات السلام إلى العلن في 14 مارس الجاري، عندما وجه «حمد الله محب» مستشار الرئيس للأمن الوطني، انتقادًا شديد اللهجة إلى «خليل زاد» الدبلوماسي الأمريكي ذو الأصول الأفغانية، كما اتهمه بأنه ربما كان يحاول سرقة منصب الرئيس لنفسه.
فيما أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تعليمات مشددة تتضمن ألا يجري المسؤولون الأمريكيون أي اتصالات أخرى مع «محب» وأن وجوده في اجتماع عقد يوم الإثنين الماضي بين غني ودبلوماسيين من حلف شمال الأطلسي، تسبب في فشل الاجتماع ودفع الوفد الأمريكي إلى الانسحاب ومغادرة القصر الرئاسي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها خلاف بين إدارة أمريكية والحكومة الأفغانية، فقد حدثت توترات في عهد الرئيس الأفغاني السابق «حامد كرزاي» الذي أصبح شديد الانتقاد للولايات المتحدة، خلال 13 عامًا قضاها في السلطة.