يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«قصف غزة».. لماذا غابت فلسطين عن إخوان تونس والجزائر؟

الخميس 28/مارس/2019 - 08:59 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

بينما كانت سماء غزة تضيئ بوابل من صواريخ الكيان الصهيوني، انشغل عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم «حمس»، فرع جماعة الإخوان في الجزائر، بالبحث عن مكاسب سياسية؛ إذ تزامن ظهوره عبر إحدى القنوات التليفزيونية مع قصف قطاع غزة، ولم يعلق على الأحداث باعتبارها أمرًا ثانويًّا؛ طالما تعارض ذلك مع مصلحة الجماعة. 

 

في الإطار ذاته، صمتت حركة النهضة، واجهة الإخوان في تونس، عن ما حلّ بالقطاع من دمار وخراب جراء القصف الإسرائيلي، ولم تُذكر القضية الفلسطينية سوى في بيان مجمع لرئيس الحركة، راشد الغنوشي، بعد يومين من القصف.


 راشد الغنوشي
راشد الغنوشي
وقال «الغنوشي» في بيان صادر عن المكتب التنفيذي لـ«النهضة»، الأربعاء 27 مارس: إن  الحركة تُرحب بضيوف تونس من أمراء وملوك ورؤساء دول وحكومات المشاركين في القمة العربية في دورتها الثلاثين، مؤكدًا دعمه للدبلوماسية التونسية بقيادة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ولجهوده لتنقية الأجواء العربية وأن تكون نتائج القمة في مستوى انتظارات الشارع العربي وتساعد مخرجاتها على دعم الشعب الفلسطيني وتأكيد حقوقه الثابتة على أراضيه ووضع حد للحروب والاضطرابات بالمنطقة ودعم كل مقومات الأمن والاستقرار.

بين الإهمال والمتاجرة

فيما سارع الإخوان في أقطار أخرى كالأردن ولبنان، بإصدار بيانات وتحميل الحكام مسؤولية القصف، وبالنظر إلى التناقض الإخواني في التعاطي مع القضية الفلسطينية، يبرز تساؤل حول موقع القضية من اهتمامات الجماعة؟

يمكن الرجوع إلى شهادة علي عشماي، أبرز قيادات النظام الخاص، في سيرته الذاتية المعنونة بـ«التاريخ السري لجماعة الإخوان»،  التي فسّر خلالها مزايدات الإخوان على الدول العربية (شعوبًا وحكامًا) فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قائلًا: «إنهم يطالبون بفتح باب التطوع لإنقاذ الأقصى، وهذا يعني فتح معسكرات التدريب، وفتح باب التبرع لجمع المال من جديد ثم شراء السلاح، ثم تخزينه لحساب الإخوان».

وأضاف «عشماوي»:«تتكدس خزائن الإخوان بالأموال من تبرعات المسلمين، ويتكرر ما حدث عام 1948 وأكثر بكثير»، مشيرًا إلى الدور المزعوم للإخوان، في حرب فلسطين عام 1948، مؤكدًا أنهم لم يدخلوا إلا معارك قليلة جدًّا، ثم صدرت أوامر لهم بعدم المشاركة في أي معارك؛ بحجة أن هناك مؤامرة لتصفية المجاهدين، وتم تنفيذ الأوامر وظل الإخوان في معسكرهم لا يحاربون، إلى أن عادوا من فلسطين.

كما أورد محسن محمد صالح، في كتابه «الطريق إلى القدس.. دراسة تاريخية في رصد التجربة الإسلامية على أرض فلسطين»، أن هاني بسيسو، مراقب الإخوان في فلسطين، رفض اقتراح بعض عناصر الجماعة، بتأسيس تنظيم خاص لا يحمل لونًا إسلاميًّا في مظهره؛ إنما يحمل شعار تحرير فلسطين عن طريق الكفاح المسلح، بغرض فتح قنوات اتصال بين الإخوان والجماهير، وفك الحصار عنهم ويبقى قضية فلسطين حية؛ لكن المراقب العام رفض؛ رغبة في الحفاظ على التبرعات والسلاح في أيدي الإخوان، دون أن يشغلوا بالهم بمستقبل القضية أو مقاومة الاحتلال بصورة تساهم في جلائه عن فلسطين.


طارق أبو السعد
طارق أبو السعد
في سياق متصل، قال طارق أبو السعد، الباحث في الشؤون الإسلامويَّة: إن الواقع شاهدٌ على مواقف الإخوان المخزية التي تكشف زيف ما دونوه في مذكراتهم، عما قدموه لنصرة قضية فلسطين، ومقاومة العدو الصهيوني.

وأضاف لــ«المرجع»، أن الإخوان يلوون عنق الحقيقة، ويزعمون أنهم وحدهم المدافعون عن القضية، في حين أنهم لم يقدموا شيئًا، ومروًا على كثير من المواقف مرور الكرام دون أن يتخذوا أي رد فعل يتناسب مع حجم ما يزعمون.

الكلمات المفتاحية

"