«تقسيم تونس».. الإخوان يحشدون بخطاب طائفي والشعب يطالبهم بالرحيل
السبت 23/مارس/2019 - 05:17 م
دعاء إمام
كلما زاد الرفض الشعبي لجماعة الإخوان أو من يمثلها في الأقطار العربية كافة، لعبت الجماعة على وتر الدين وعزفت لحنًا بات محفوظًا من كثرة ترديده في كل دائرة يوجد بها الإخوان، ودائمًا ما تروج الجماعة لخطاب التقسيم والطائفية؛ لإيجاد بيئة تسهل فيها
الهيمنة، لاسيما حين يتزامن ذلك مع انتخابات نيابية أو رئاسية كما هو الحال
بتونس.
راشد الغنوشي
الجنوب النهضاوي
تبنى راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، فرع الإخوان في تونس، خطاب التمييز بين سكان الشمال والجنوب؛ حيث بدأ حملته الانتخابية من محافظة مدنين، جنوب شرق؛ استعدادًا للانتخابات الرئاسية والتشريعية، في محاولة للبحث عن مناطق نفوذ لشعبية حزبه المتدنية جراء سلسلة الكوارث التي عصفت بالبلاد، لكن الأهالي واجهوه برفع لافتات مدون عليها «ارحل»؛ ردًّا على تصريحاته بأن الجنوب يتبع حزبه.
وأظهرت مشاهد انتشرت في صفحات التواصل الاجتماعي مواطنين وهم يطالبون برحيل رئيس النهضة من مدينتهم واصفين إياه بالسفاح ومحملين حزبه مسؤولية التدهور الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
خطاب الفرقة والتكفير الإخواني
وانتقدت الطبقة السياسية في تونس تصريحات رئيس الحركة، بعد أن اعتبروها عنوانًا لزرع الفرقة والتكفير لمحافظات الشمال، في إعادة للتقسيم التاريخي القائم بين علمانيين وإسلاميين، رافضين ما قاله «الغنوشي» بشأن عدم حاجة النهضة إلى حملة انتخابية في الجنوب «فهذه المنطقة ظلت باستمرار نهضاوية، منذ انتخابات سنة 1989 ولها ميلٌ واضح نحو الاتجاه الإسلامي والنهضة»، بحسب وصفه.
فيما انشغلت الصحافة التونسية بالتحذير من الخطاب الطائفي، ويرى محللون أن رئيس حركة النهضة يعتبر أهالي الجنوب التونسي مجرد قطيع يتحكم فيه الإسلاميون وهو إهانة واضحة لجزء مهم من الوطن، محذرين من استعمال خطاب تفرقة يثير النعرات الطائفية بين التونسيين؛ لأسباب تتعلق بحملة انتخابية مبكرة تقوم بها الحركة.
الطاهر بن حسين
كما حذر رئيس حزب المستقبل، الطاهر بن حسين ، من خطاب الغنوشي الذي يزيد من تقسيم الشعب التونسي؛ مشددًا على أن أهل الجنوب ليس لهم تعاطف مع النهضة، واتفقت معه رئيسة الحزب الدستوري الحر، قائلة: «الجنوب التونسي لم ولن يكون إخوانيًّا ولم ولن يكون طاعنًا في الدولة المستقلة».
