بعد اقتحام «قسد» للباغوز.. داعش يكتب بالعاطفة الكاذبة رسائل الهزيمة
أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» المعروفة اختصارًا بـ«قسد» والمدعومة من قبل الولايات المتحدة، سيطرتها على منطقة الباغوز الصغيرة، آخر جيوب «داعش» الإرهابية، موضحةً انتقالها إلى مرحلة التمشيط.
فيما نشرت وكالة «هاوار» المُعبرة عن «قسد» للإدارة الذاتية، إنها قد تمكنت من إحكام سيطرتها، أمس الأربعاء 20 مارس الجاري، بعد فرار عناصر «داعش»، فيما أشارت الوكالة إلى أن الباغوز بهذه النتائج، باتت بالكامل في قبضة «قسد»، خاصةً وأن القوات ذات الأغلبية الكردية أعلنت، أول أمس الثلاثاء، سيطرتها على مخيم الباغوز، عقب اشتباكات دامت لعدة أيام.
بدأت معارك طرد داعش من الباغوز الصغيرة باقتحام
«قسد» للمنطقة بمعاونة طيران التحالف الدولي، أسفرت عن اشتباكات عنيفة استمرت
لساعات.
وبحسب الوكالة فإن الباغوز الصغيرة تعد آخر معقل للتنظيم في الباغوز، وتقع على الحدود السورية- العراقية.
خطاب عاطفي
تأتي هذه النتائج بعد أيامٍ من خطاب الوعيد الذي أصدره داعش، على لسان المتحدث باسمه، الإرهابي «أبو حسن المهاجر»، إذ بثت مؤسسة «الفرقان» كلمة مسجلة للمهاجر، وعد فيها عناصر التنظيم بالفوز في معارك الباغوز.
ولم يتوقف عند ذلك، بل زاد التنظيم على ذلك، مُتعهدًا لأفراد بعودته إلى كل المناطق التي خسرها، نافيًا أن تكون دولته قد انهارت.
وفي الخطاب نفسه، استدعى «داعش» صيغة عاطفية، زاعمًا أن تابعيه من الدواعش في الباغوز يتعرضون لحرب شرسة تنال من الأطفال، محملًا المتحدث المسؤولية للتحالف الدولي، قائلًا: «إنه يرتكب مجازر ضد الدواعش في الباغوز».
وهذا الحديث عن المجازر والتشريد وإن كان جديدًا على داعش صاحب الخطابات العنيفة، إلا أنه انتقل من التنظيم إلى أتباعه، ومن خلال حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، تم بث رسائل داعمة للدواعش الموجودين في الباغوز أو الذين اضطروا لترك المدينة تحت وطأة الهزيمة.
رسائل الهزيمة
من بين هذه الرسائل، رسالة كانت لشخصٍ يُدعى «خالد فريد سلام»، قارن فيها بين التعاطف الذي وقع مع ضحايا مسجدي نيوزلندا الذين سقطوا إثر إطلاق نار عليهم من قبل متطرف يميني، الجمعة الماضية، وأودى بحياة 50 شخصًا، وبين ما اعتبرهم ضحايا الباغوز، زاعمًا أن المدينة تشهد عمليات تشريد للدواعش، والأرامل، إلا أنهم لم يجدوا تعاطفًا؛ لأن المجتمع الغربي لا ينظر إليهم، مُشيرًا إلى أن ضحايا نيوزلندا وجدوا تعاطفًا لأن المجتمع الغربي انتبه لهم.
تجاهل للحديث
وبعيدًا عن الخطاب العاطفي الجديد على داعش، فالتنظيم يتجاهل منذ أمس عبر معارفه الرسمية، الحديث عن الوضع في الباغوز، مُكتفيًا بذكر عملياته في العراق أو أفغانستان.
ولا يعتبر داعش الوحيد الذي يلجأ للخطاب العاطفي، في أوقات الأزمات، إذ سبقته جماعات الإسلام الحركي التي ترغب في البحث عن تعاطف، ومن بينها جماعة الإخوان الإرهابية.
ولذلك لم يستغرب، الجهادي السابق، نبيل نعيم، الخطاب الداعشي، مُشيرًا إلى أن التنظيم مضطرٌ لذلك، في ظل انسداد الأفق أمامه.
ووفقًا لقراءات المحللين، فـ«داعش» منتقلٌ إلى مرحلة حروب البادية، بعدما فقد أغلب المدن ولم يتبقَ له إلا تجمعات عسكرية في صحاري سوريا.
للمزيد.. «حروب البادية».. مرحلة متوقعة لـ«داعش» بعد «الباغوز»





