ad a b
ad ad ad

دلالات إعفاء واشنطن المشروط للعراق من عقوبات إيران

الأربعاء 20/مارس/2019 - 05:08 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

رغم الإجراءات الجدية التي تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة ومحاصرة طهران اقتصاديًا بفرض العقوبات الأخيرة، إلا أن قرار تمديد إعفاء العراق من العقوبات يُثير تساؤلًا.

 للمزيد.. بعد تصريحات «ترامب».. إيران تحرك أذرعها في العراق لمواجهة واشنطن


دلالات إعفاء واشنطن

تخفيف التداعيات

 

مسئول في وزارة الخارجية الأمريكية، قال: إن واشنطن مددت لثلاثة أشهر إعفاءً مُنِح للعراق في ديسمبر الماضي، ويُتيح له أن يستورد من إيران الطاقة الكهربائية التي يعتمد عليها بشدة.

 

وقال: «في وقت يهدف هذا الإعفاء الجديد إلى مساعدة العراق على تخفيف آثار نقص الطاقة لديه، نواصل مع شركائنا في العراق مناقشة العقوبات المتعلقة بإيران»، مضيفًا أن توسيع الطاقة الإنتاجية وتنويع مصادر الواردات «سيمكن العراق من تعزيز اقتصاده وتنميته» ويشجع على قيام «عراق موحد وديمقراطي ومزدهر ومتحرر من تأثير إيران الضَّار».

 

ويُشار إلى أن إيران فرضت عقوبات على قطاع الطاقة الإيراني في نوفمبر بعد انسحابها من الاتفاق النووي الموقع بين الدول العظمى وطهران، ويعد نقص الطاقة، الذي غالبًا ما يترك المنازل بلا كهرباء لمدة تصل إلى 20 ساعةً في اليوم، عاملًا رئيسيًا وراء أسابيع من الاحتجاجات الكبيرة في العراق خلال الصيف.

 

ويستورد العراق ما يصل إلى 28 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي من طهران لمصانعه، كما يشتري بشكل مباشر 1300 ميجاواط من الكهرباء الإيرانية، وهو مادفع أمريكا إلى التراجع عن تمديد الإعفاء بعدما سعت إلى تقليص نفوذ طهران وإعادة فرض العقوبات على المؤسسات المالية الإيرانية وخطوط الشحن وقطاع الطاقة والمنتجات النفطية.

 للمزيد.. كعكة الحرب الباردة.. مصير العراق بين الجشع الإيراني والطمع الأمريكي


 فراس إلياس
فراس إلياس

إعفاء مشروط

المحلل السياسي العراقي، فراس إلياس، قال في تصريحات خاصة لـ«المرجع»: إن قرار وزارة الخارجية الأمريكية بإعفاء العراق من الالتزام بالعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، لمدة ثلاث أشهر أخرى، يأتي في ضوء التحولات الإقليمية التي تشهد مزيدا من التضييق على إيران، وميزة هذا الإعفاء بجانب كونه الثاني بعد دخول العقوبات الأمريكية حيز التنفيذ في أغسطس الماضي، فإنه يعد الأول بعد زيارة الرئيس روحاني للعراق، مع التأكيد هنا بأنه يقتصر على استمرار استيراد الطاقة الكهربائية من إيران فقط.

 

وأشار المحلل السياسي العراقي، إلى أن هذا الإعفاء الأمريكي يأتي في إطار فشل الولايات المتحدة الأمريكية في إيجاد بديل يمكن للعراق الاعتماد عليه، وعلى الرغم من اندفاع دول أخرى كالسعودية والكويت لسد الحاجة العراقية في هذا المجال، إلا أن الحكومة العراقية يبدو أنها ليست قادرة على الذهاب بعيدًا عن إيران؛ لأسباب كثيرة أهمها الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها على هامش زيارة روحاني للعراق، والتي ربطت العراق بالكثير من الاستحقاقات مع إيران خصوصًا في مجال الطاقة.

 

وأضاف «إلياس»، أن الثابت هو أن هذا الإعفاء الأمريكي المشروط، قد لايجعل إيران تستفيد كثيرًا منه، وذلك على اعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية، قد شددت على البنك المركزي العراقي والحكومة العراقية، بعدم التعامل مع إيران بالدولار الأمريكي، وأن الولايات المتحدة الأمريكية ستراقب الموضوع عن كثب.

 

وأوضح المحلل السياسي العراقي، أن الولايات المتحدة الأمريكية، تدرك أهمية أن يعمل العراق على إيجاد منافذ بديلة للطاقة المستوردة من إيران، ولهذا عبرت الخارجية الأمريكية صراحةً عن ذلك في بيانها عندما قالت: «نواصل مناقشة العقوبات الخاصة بإيران مع شركائنا في العراق»، كما أشارت إلى أن التوسع في استغلال موارد العراق من الغاز الطبيعي وتنويع مصادر وارداته من الطاقة، سيعزز الاقتصاد العراقي، فضلًا عن  تشجيع قيام «عراق موحد ومزدهر ومتحرر من النفوذ الإيراني».

"