تصرفات إيرانية مشبوهة تؤرق السلطات الأرجنتينية
يمثل النظام الملالي وجهًا مُزعجًا يُؤرِّقُ الساسةَ أينما حل، لاسيما الدول اللاتينية التي يسعى إلى بناء وجودٍ مكثفٍ بداخلها لتعويض خسائره الاقتصادية، وعزلته السياسية التي فُرضت عليه جراء الحصار، إذ انتابت السلطات الأرجنتينيَّة قلقٌ مُتزايدٌ؛ جراء دخول مواطنين إيرانيين اثنين إلى أراضيها بجوازات سفر إسرائيلية مزورة، وهما سجاد ناصراني البالغ من العمر27 عامًا، وماشوره سبزعلي (30 عامًا).
وعلى الرغم من ادعاء «سجاد» بأنه زوج «ماشورة»، وأنه ترك بلاده نتيجة إقامته علاقة غير مشروعة مع سيدة أخرى متزوجة، ويخشى البقاء تحت حكم السلطات المتشددة، فإن الأجهزة الأمنية بالأرجنتين سارعت إلى اعتقالهما من المطار فور وصولهما.
كما تم تقديمهما للمُحاكمة بتهمة تتعلق بنشاطات إرهابيَّة، إضافةً إلى قيام الأرجنتين برفع مستوى الترقب الأمني إلى الدرجة القصوى، خاصة أنهما اجتازا حدود البلاد يوم الأحد 17 مارس 2019، والذي يوافق واحدة من الذكريات المأسوية في تاريخ الأرجنتين، ففي اليوم نفسه في عام 1992 وقع هجوم على السفارة الإسرائيلية بالعاصمة «بيونس آيرس»؛ ما تسبب في مقتل 29 شخصًا وإصابة المئات.
ولم يَكُنْ ذلك هو المُتغير الوحيد في اضطراب جهات التحقيق الأرجنتيني، بل إن تلك العمليَّة الإرهابيَّة قد تمت عن طريق سيارة مفخخة تبنت جماعة الجهاد الإسلامي اللبنانية المسؤولية عن جلبها لموقع التفجير، و«جماعة الجهاد» هي حركة لبنانية ذات توجه شيعي انتشرت في أوائل الثمانينيات ثم انضوت تحت لواء حزب الله، الميليشيا العسكرية لإيران؛ ما جعل الاتهامات حينها تتوجه إلى إيران والحرس الثوري كمدبر أول لهذا الهجوم، ومنذ ذلك الحين توترت العلاقات بشدة بين البلدين.
وألقت العلاقات المتينة التي يملكها «نظام الملالي» مع قيادات دول الجوار الأرجنتيني الأخرى، وأولهم فنزويلا وسورينام، بظلالها على مخاوف «بيونس آيرس»، وباقي الدول من استغلال إيران لثروات أمريكا الجنوبية لخدمة مشروعاتها التوسعية، وبالأخص فيما يتعلق بالأنشطة المشبوهة لـ«حزب الله» اللبناني في القارة، إذ سبق وقام رئيس العمليات السابق بوكالة مكافحة المخدرات الأمريكية، مايكل براون في 2016 بتوجيه تحذير حول أنشطة «حزب الله» الخاصة بغسيل الأموال وتجارة المخدرات والإرهاب في المنطقة.
وفي ضوء ما سبق، لم تهتم السلطات الأرجنتينية بمزاعم الهروب التي أعلنها الزوجان الإيرانيان، ولم تسلم بأن موعد وصولهما كان مجرد صدفة، وقررت اعتبارهما إرهابيين، ومن ثم ستقوم بتسليمهما إلى بلدهما الأم وترحيلهما في أقرب فرصة.





