أموال في أيادٍ قذرة.. علاقة مشبوهة بين قطر ومحامي ترامب
الجمعة 18/مايو/2018 - 10:31 م
محمود عبدالواحد رشدي
استكمالًا لعلاقات قطر -الملتوية والمشبوهة أيضًا- في سياستها الخارجية، واعتمادها الكلي في تحركاتها على توظيف المال السياسي، كتمويل جماعات إرهابية وتوفير ملاذات آمنة لكوادرها الهاربة والمطلوبة أمنيًّا في بلادها، أو إغداق هذا المال على بعض صُنّاع القرار في المجتمع الدولي لتنفيذ أجندتها في دعم وتمويل الميليشيات المسلحة في المنطقة.
فبدلًا من أن يستغل حكام قطر وفرة المال النفطي لديهم في مشروعات تضع دولتهم على خارطة التقدم الإنساني، استخدموه لغض طرف الحكومات الدولية عن تصرفات قطر في المنطقة، وخوفًا من محاسبتها أو مساءلتها عن دورها التخريبي في المنطقة، فكثيرًا ما طالت العلاقات الفاسدة رجال العائلة المالكة بقطر، أو مسؤوليها في بعض البلدان.
توظيف المال السياسي
بدأت العلاقة القطرية مع ترامب بالتودد للمقربين له، وهو ما نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية في تقرير لها؛ إذ حاولت قطر التودد إلى ترامب -بعد فوزه بالانتخابات الأمريكية- عن طريق مايكل كوهين، محامي ترامب، رغبة منها للتعرف على استراتيجية الإدارة الجديدة، ودعم أو غض الطرف عن تحركاتها الميليشياوية في المنطقة العربية.
وأماط التقرير اللثام عن العلاقة المشبوهة بين أحد المسؤولين القطريين في الولايات المتحدة وكوهين، بأنه طلب من مسؤول قطري يُدعى أحمد الرميحي -رئيس شركة قطر للاستثمار والمدير السابق للمكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطرية- ملايين الدولارت لتقديمها لعائلة ترامب؛ لكسب ودهم وتقارب ترامب، وتحديد أرضية مشتركة للتنسيق فيما بينهم. وهو وعد قطعه «ماكين» لـ«الراميحي» في مقابل مليون دولار تُوضع له في حسابه البنكي.
ووثق الاجتماع ما بين كوهين والرميحي مع محمد بن عبدالرحمن آل ثاني -وزير الخارجية القطري- في اجتماع ضم ثلاثتهم في برج ترامب بعد فوزه بالانتخابات الأمريكية لعام 2016.
كما كشف التقرير سعي الحكومة القطرية لأكبر من مجرد رشوة أحد المقربين لعائلة ترامب، إلى الدخول في شراكة تجارية معه، من خلال طرحها استثمارات تصل 100 مليار دولار تُوضع تحت تصرف الشراكة التجارية بينهما في مشروعات تخص ترامب وعائلته وأفرادًا من فريقه الرئاسي.
وكعادة قطر في لعب أدوار مشبوهة باستغلال أموالها الوفيرة، تتستر دومًا خلف مسمى «الاستثمار» في البلدان كافة لتمرير أجندتها السياسية، عبر الاتفاق مع بعض المسؤولين في الدول المعنية، فقد كانت مؤسسة قطر الخيرية ترعى حركة الشباب الصومالية في منطقة القرن الأفريقي، من خلال تقديم الدعم المالي والمساعدات اللوجستية لها بطرق خيرية ودعم اقتصادي.
أما من ناحية مايكل فلين، فلم تكن تلك هي الصفقة التي جمعته بمسؤولين أجانب لجني المال، ولاستغلال مكانته بالقرب من ترامب في التسارع بين الدول والشركات الأجنبية لكسب وده. فقد أعلنت الشركة الطبية لصناعة الأدوية السوسرية «نوفارتس» بدفعها أكثر من مليون دولار لمايكل كوهين، كما ذكرت شركة تابعة لكوريا الجنوبية بأنها دفعت مبلغًا وقدره 150 ألف دولار للاستفادة منه، وشركة أخرى تابعة للاتصالات الأمريكية ذكرت أنها استعانت بكوهين مقابل مبلغ 600 ألف دولار.
ورجوعًا لقطر ودورها في الإغداق على صناع القرار وبعض الشخصيات الدولية، محاولة منها لتبنيهم وجهة نظر وأجندة قطرية، إما لمساندة مشروعها التخريبي في المنطقة العربية، وإما لغض نظرها عن دورها المشبوه في دعم الجماعات المسلحة.





