بالقتل وتخريب الكنائس.. «بوكوحرام» تستهدف مسيحيي نيجيريا
تتصاعد عمليات القتل بين السكان المسيحيين في نيجيريا، مع تصاعد الهجمات المسلحة
التي ينفذها متشددو فولاني، التابعون
لجماعة بوكوحرام، وكان آخر تلك الهجمات الهجوم الذي شنه مسلحي فولاني إلي بلدات إينكيريمي، دوجون ما ونجوان جورا في محافظة كاجورو في نيجيريا
الإثنين الماضي؛ ما أدي إلي مقتل 280 شخصًا من مسيحيًّا، وإصابة آخرين.
وذكرت بعض التقارير الصحفية، أن مسلحي فولاني لم يكتفوا بالقتل فقط، بل دمروا 143 منزلًا، وأضرموا النيران في العديد من الكنائس، وقاموا بمطاردة من يحاول الهروب من تلك البلدان السابق ذكرها؛ إذ قسّم الإرهابيون أنفسهم إلى 3 مجموعات؛ الأولى أطلقت النار على المارة، الثانيّة أضرمت النيران في المباني، والثالثة طاردت الأفراد الذين كانوا يحاولون الهروب.
ولم تكن تلك الهجمات هي الأولى في هذا الشهر، فخلال الأسبوع الأول من شهر مارس الجاري، قام مسلحون تابعون لجماعة بوكوحرام بقتل 32 مسيحيًّا في بلدة كارامار، وأشعلوا النار في العديد من المنازل ودور العبادة الخاصة بهم، وفي فبراير الماضي قاموا بالهجوم على بلدة مارو، وقتلوا 38 مسيحيًّا، ودمروا العديد من البيوت والكنائس.
وفي عام 2016 قتل المتشدد فولاني 500 شخص، معظمهم من المسيحيين، في العديد من هجمات الحزام الأوسط في ولاية بينو، وحينها أمرت محكمة العدل التابعة للمنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، الحكومة النيجيرية بفتح تحقيق عاجل بشأن أعمال القتل التي وقعت عام 2016، والتي أودت بحياة العديد من المسيحيين، ولكن حينها رفضت الحكومة التدخل في شأنها، مؤكدًة التزامها بحماية حقوق الإنسان في مجتمع أجاتو ومنع انتهاكها.
وقالت
المحكمة الجنائية الدولية، في تقريرٍ لها عن قيام مسلحي الفولاني التابعين
لجماعة بوكوحرام، بقتل 205 أشخاص مسيحيين في 60 هجومًا على الأقل في الفترة
ما بين فبراير حتى منتصف مارس، مشيرًا إلى أن الحكومة لم تقم بالحماية اللازمة
للأقلية المسيحية الموجودة في البلاد.
ووفقًا لنتائج لجنة
الانتخابات الوطنية المستقلة، وعن الانتخابات الأخيرة التي فاز بها الرئيس
النيجيري محمدو بوخاري في 26 فبراير على منافسه «أتيكو أبوبكر»، الذي طعن في نتائج
الانتخابات في المحكمة؛ حيث خسر بخاري أصواتًا كثيرةً في ولايات الحزام الأوسط التي
تضم فئات مسيحية كثيرة، ولكنه فاز بأصوات كثيرة في المجتمعات الشمالية التي تقطنها
أغلبية مسلمة.
وبحسب
تقرير صادر عن جماعات مراقبة الحرية الدينية النيجيرية، فإن الحزام الأوسط من
الدولة النيجيرية قد شهد العديد من الهجمات الإرهابية، والتي كانت محصورةً بين
فبراير وحتى منتصف شهر مارس، وقتل ما يقرب من 280 مسيحيًّا، ودمرت العديد من
المباني التي لها علاقة بالديانة المسيحية.
وفي
الإطار ذاته، طلب رئيس الأساقفة إغناطيوس كايجاما، خلال منتدى يتناول قضايا الحرية
الدينية الدولية في الأمم المتحدة في مارس الجاري، المساعدة من المخاوف الناجمة عن
الصراع الديني (المسلمين والمسيحيين) في نيجيريا، مضيفًا أنه من المفترض أن يحقق
الدين الترابط والتكامل والانخراط في المجتمعات المتعددة الأديان.
وأشار
رئيس الأساقفة إلى أنه منذ وفاة مؤسس جماعة بوكوحرام محمد يوسف، لم تعرف نيجيريا
أي نوع من أنواع الاستقرار والأمن، كما أن هناك أعدادًا كثيرة من المسلمين الوسطيين،
الذين يعارضون جماعة بوكوحرام وغيرها من الجماعات المسلحة مستهدفين؛ بسبب عدم
تقديم الدعم المالي لمسلحي بوكوحرام.
وعن
زيادة الهجمات في الفترة الأخيرة، أفاد كايجاما أن الصراع بين الأديان متشابك
مع قضايا أخرى، بما في ذلك تغير المناخ؛ حيث يشتبك الرعاة المسلمون (مسلحي
الفولاني)، مع المزارعين المسيحيين؛ بسبب المناخ الذين يعيشون فيه في الشمال،
بينما يتمركز المسيحيون في الجنوب؛ حيث المناخ المعتدل.





