بعد «فتى القدس».. «حزب الله» يُدشِّن لعبة إلكترونية جديدة ثلاثية الأبعاد
الجمعة 04/مايو/2018 - 03:32 م

رحمة محمود
«الدفاع المقدس».. سحق أعداء بشار رقميًّا
اللعبة تُروج لبطولات الشيعة في سوريا.. وتُحِرج أمريكا
دَشَّن «حزب الله» اللبناني لعبة جديدة سمَّاها «الدفاع المُقَدَّس»، تعتمد على خاصية ثري دي (ثلاثية الأبعاد)؛ لتحفيز مقاتليه على مواصلة القتال في سوريا ضد التكفيريين (داعش والفصائل السُّنية المُسلحة).
وانطلاقًا من سَعي «حزب الله» لإظهار حربه ضد الفصائل السُّنية المُسلحة على أنها معركة دينية مقدسة للدفاع عن المقامات الشيعية، أطلق الحزب على اللعبة مصطلح «الدفاع المقدس.. حماية الوطن والمقدسات».
وتبدأ اللعبة من حي السيدة زينب بالعاصمة السورية دمشق، بظهور شخص متدين يتغير مسار حياته عقب هجوم التكفيريين على ضريح السيدة زينب، فينضم لحزب الله للدفاع عما سمَّاه المقدسات، ثم يشترك بسلسلة معارك ضد التكفيريين، وحتى دفاعه عن الحدود في بعلبك بلبنان.
وتسرد اللعبة كل مراحل تدخل «حزب الله» في الساحة السورية؛ حيث تبدأ المرحلة الأولى، بزيارة مقام السيدة زينب، وتليها مرحلة الدفاع عن المقام وصدِّ هجوم التكفيريين من خلال استخدام مدافع الهاون، والمرحلة الثالثة، التركيز على معركة القضاء على إحدى القيادات الداعشية ويُدعى الهنداوي، واسمه بالكامل علي عبدالسلام عبدالرزاق الهنداوي، والمُلقب بـ«أبي عبدو» والمسؤول عن نقل انتحاريين وتجهيز السيارات المفخخة وإرسالها إلى لبنان.
أهداف «حزب الله»
يسعى «حزب الله» من خلال هذه اللعبة إلى تحقيق عدة أهداف، منها: إثبات أن الولايات المتحدة ليست وحدها القادرة على إطلاق ألعاب تروج لبطولاتها العسكرية، بل يستطيع «حزب الله» أيضًا أن يستخدم السلاح ذاته للترويج لانتصاراته، وإظهار هويته الدينية، وتحسين الصورة السيئة التي انتشرت عن الحزب بعد انخراطه رسميًّا في القتال في سوريا، إلى جانب قوات نظام بشار الأسد في عام 2013، تحت ذريعة حماية لبنان من امتداد النزاع إلى الداخل.
إضافة إلى ذلك، يهدف الحزب لتحفيز الروح الجهادية لدى الجماهير العربية، من خلال التركيز -في اللعبة- على الأذى الذي يتعرض له رجال «حزب الله» جراء صراعهم مع التكفيريين لحماية الأماكن المقدسة، وتوثيق الانتصار الذي حققه الحزب ضد حربه على الميليشيات السُّنية في سوريا.
وأصبحت الألعاب الإلكترونية إحدى الوسائل التي تلجأ إليها الفصائل السُّنية والشيعية للترويج عن أفكارها وإظهار قوتها، فضلًا عن سعيها لتجنيد عناصر جديدة إليها، ففي أواخر عام 2014، أطلق تنظيم «داعش» لعبة «صليل الصوارم» لرفع الروح المعنوية لمجاهديه وتدريب الأطفال على القتال، ولعبة «آرما 3» ثلاثية الأبعاد، التي أتاحت لمناصري التنظيم شن هجمات افتراضية على مواقع للجيش السوري والأكراد.
وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها حزب الله الألعاب الإلكترونية للترويج لانتصاراته وأفكاره، ففي عام 2000، أطلق الحزب لعبة بعنوان «فتى القدس»، تتضمن صراع الحزب مع إسرائيل في الفترة بين عامي 1978 و2000، وفي عام 2006، أطلق لعبة أخرى بعنوان «القوة الخاصة – الجزء الثاني»، يُظهر فيها انتصاراته على إسرائيل في عام 2006.
وعقب اندلاع الحرب الأهلية السورية، سارع «حزب الله» بإطلاق ألعاب إلكترونية لمناصرة الرئيس السوري بشار الأسد، من بينها لعبة «وحدة النمر» التي تتناول الرئيس بشار الأسد، وتصوره على أنه حامي المواطنين من أيدي الجيش الحر المتعاون مع جبهة النصرة، وتشدد على دور روسيا الإيجابي في محاربة الإرهاب.