الخيانة الإخوانية.. «ميليشيا الإصلاح» تغدر بـ«أبي العباس» دعمًا للحوثي
واصل حزب التجمع اليمني للإصلاح – ذراع الإخوان في اليمن- تعزيز سلطاته في محافظة تعز؛ بهدف تحويلها إلى إمارة إخوانية، عبر استهداف كتائب أبي العباس المدعومة من التحالف العربي، والتي تلعب دورًا مهمًّا في مواجهة ميليشيا الحوثي الإرهابية.
وذكرت تقارير يمنية أن ميليشيا حزب الإصلاح، بقيادة عبده فرحان سالم المدعوم من قطر، تحشد مسلحيها وأطقم عسكرية ومدرعات وتنشر قناصة وتطوق مدينة تعز القديمة، استعدادًا لاقتحام مقر كتائب أبي العباس أحد فصائل المقاومة اليمنية، وأوضحت أن ميليشيا الإصلاح تسعى للسيطرة على مدينة تعز، وتصفية كل القوى المناهضة لها، محذرة من أن تصفية الكتائب، يشكل ضربة لمقاومة المدينة، ودعمًا لميليشيا الحوثي، في ظل تقاعس الإخوان عن مواجهة الحوثي، واتهامات بتسليم الميليشيا الانقلابية جبهات عدة في تعز.
وكانت مدينة تعز قد شهدت في الآونة الأخيرة مناوشات بين كتائب أبي العباس وميليشيات الإخوان، مع فشل كل الوساطات للتهدئة؛ بسبب استمرار الإخوان في عمليات القتل والخطف، والسيطرة على مقرات الأمن.
وفي أغسطس 2018 وجه «سلفيو تعز» رسالة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومحافظ المدينة والصليب الأحمر، طالبوا فيها بتأمين خروجهم من «تعز»، عقب المعارك مع الميليشيات المدعومة من قطر، وطالبوا بتوفير سيارات لنقلهم مع عوائلهم وعتادهم إلى خارج المدينة برعاية منظمة الصليب الأحمر لتأمين خروجهم، وإقامة خيام لهم في أي منطقة خارج «تعز»، وهو ما أدى إلى إعلان قائد اللواء العقيد عادل عبده فارع، المعروف بـ«أبي العباس»، 25 أغسطس 2018، انسحاب قواته من المدينة، بعد ما وصفه بـ«غدر وخيانة حزب الإصلاح».
وفي بيان لقائد اللواء 25 مدرعات، دعا قواته للانسحاب من المدينة، وتجنب الاقتتال الداخلي، وتركها لمن أسماهم «رفقاء السلاح» الذين غدروا به.
«التخلص من السلفيين» هو أحد أهداف الإخوان للسيطرة على تعز، والتي حولوها إلى إمارة خاصة بهم، يتقاسمونها مع ميليشيا الحوثي، بدعم ومخطط قطري، لاستهداف التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات.
وجاءت سيطرة الإخوان على تعز، بعد فشلهم في إيجاد مناطق لهم في الجنوب، خصوصًا في عدن، كما جاءت بعد استفادتهم من الدعم المادي والعسكري الذي قدمته لهم قوات التحالف العربي، واستغلوا ذلك الدعم في الانقلاب على حلفائهم، ما يوضح أن الإخوان يعملون منفردين، بخطط خاصة، من أجل مصالحهم، ودون النظر إلى عواقب الاقتتال الداخلي وأثره على باقي الجبهات.
وفي ديسمبر الماضي، شهدت مدينة «تعز»، تعزيزات عسكرية مكثفة من قِبَل ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وسط مخاوف من تكرار خيانة ميليشيا حزب التجمع اليمني للإصلاح «إخوان اليمن»، بتسليم مواقع في المحافظة لميليشيا الحوثي ضمن سياسة المواءمات التي تتبعها ميليشيا الحوثي والإخوان في اليمن، بما يهدد جهود التحالف العربي بالسيطرة على المحافظة، ويجعل موقف التحالف والحكومة ضعيفًا في الحديدة.
وأفادت تقارير يمنية بنقل ميليشيا الحوثي تعزيزات عسكرية ضخمة على مشارف تعز، في ظلِّ معارك في جبهة «صرواح» بصنعاء وخسائر فادحة للحوثي في «صعدة»، وهدوء في «الحديدة» ومناوشات في «الضالع» و«البيضاء».
خيانة إخوانية
وأبدى مراقبون تخوفهم من خيانة إخوانية للحكومة الشرعية وقوات التحالف في تعز، في ظل المواءمات بين الإخوان وميليشيا الحوثي، والدور «القطري - التركي - الإيراني»، في فرض علاقات جيدة بين الحوثي والإخوان، بما يمكن تحالف «قوى الشر» من السيطرة على اليمن.
وقد سلمت ميليشيا الإصلاح الإخوانية في نوفمبر 2015، منطقة «الشريجة» جنوب مدينة تعز إلى ميليشيا الحوثي، وهو الأمر الذي تكرر في أكتوبر 2017؛ حيث سلمت ميليشيا الإخوان في تعز «جبل هان» المنفذ الوحيد الرابط بين تعز وعدن، لميليشيا الحوثي.
من جانبه، قال نزار هيثم، القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي اليمني: إن تجارب الإخوان بتسليم ميليشيا الحوثي مواقع عسكرية واستراتيجية في تعز أو الجبهات المشتعلة، متكررة، وتكشف مدى التواطؤ والخيانة من قبل الإخوان، للتحالف العربي وقوات المقاومة والجيش اليمني.
وأضاف في تصريح لـ«المرجع» أن معركة تعز يمكن حسمها سريعًا، لكن وجود ميليشيا الإصلاح الإخوانية عامل معطل لهذه المعارك، بل ويهددها، مطالبًا قوات الشرعية بإبعاد الإخوان عن جبهات المعارك، ووقتها سوف تتغير المعادلة في تعز وصنعاء ومأرب، كما تغيرت في الحديدة.
وأكد القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي اليمني، أن أهالي تعز عانوا كثيرًا في ظل وجود جماعة الحوثي والإخوان، إذ تُمارس ضدهم جميع الانتهاكات الحقوقية المتمثلة في الخطف، والنهب، وسرقة المنازل، والأسواق، وفرض الإتاوات، وغيرها من الانتهاكات.





