ad a b
ad ad ad

«فيلق الرحمن».. فصيل ثوري بعباءة إسلامية

الخميس 03/مايو/2018 - 05:25 م
فيلق الرحمن - صورة
فيلق الرحمن - صورة ارشيفية
رحمة محمود
طباعة
يُعدُّ «فيلق الرحمن» (الفيلق عبارة عن وحدة عسكرية مُشَكَّلة من 2 إلى 5 فرق، وعدد أفرادها من 20،000 إلى 45،000 فرد)، أبرز الفصائل المسلَّحة المُعَارِضة، التي تُحارب ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في منطقة الغوطة الشرقيَّة، وأحد مكونات الجيش السوري الحر (فصيلة في الحرب الأهليَّة السوريَّة، أُسِّسَ في 29 يوليو 2011 من قِبَل كبار الضباط في القوات المسلحة السوريَّة)؛ إذ يمتلك قدرات بشرية تُقدَّر بنحو 9 آلاف مقاتل- وفقًا لما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان.


«فيلق الرحمن».. فصيل
في أوائل عام 2012، أعلن النقيب عبدالناصر شمير، انشقاقه عن الجيش السوري، وأعلن في أغسطس من العام نفسه، تشكيل قوة مسلحة لمعارضة النظام، سُمِّيَت بـ«لواء البراء»، وبعد ازدياد أعداد المنضمين، أعلن عن تشكيل «فيلق الرحمن» في نهاية عام 2013.

وشهد «الفيلق» اندماج عدة ألوية مسلحة، هي: «لواء البراء، لواء أبوموسى الأشعري، لواء شهداء الغوطة، لواء هارون الرشيد، لواء القعقاع، لواء الحافظ الذهبي، لواء المهاجرين والأنصار، لواء عبدالله بن سلام، لواء أم القرى، لواء الصناديد، لواء أسود الله، لواء سيف الدين الدمشقي، تجمع جند العاصمة، كتائب أهل الشام، كتيبة الدفاع الجوي، الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، اللواء الأول في القابون وحي تشرين، وكتيبة العاديات في الغوطة الغربية».

ويُعرِّف «الفيلق» نفسه، أنَّه تشكيل سوري ذو صبغة إسلامية، لا ينتمي للفكر السلفي أو الإخواني، وأن قادته وعناصره من السوريين فقط، وحصر أهدافه في إسقاط النظام السوري، وإقامة دولة الحق والعدل في إطار حدود الدولة السورية.

ورغم تجمع العديد من الألوية المسلحة تحت لواء «فيلق الرحمن»، وتوحدهم حول هدف واحد، هو محاربة النظام السوري؛ فإن «الفيلق» شهد العديد من الانشقاقات التي أثَّرت في قوته العسكرية، أبرزها انشقاق كتيبة «الدفاع الجوي» في 28 أبريل 2016، بعد اقتحام الفيلق مقرات «جيش الإسلام»، والاعتداء على عناصره، وانشقاق لواء «أبوموسى الأشعري»، الذي يقوده «أبومحمود حمندوش»، و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» بقيادة أبي محمد الفاتح.
«فيلق الرحمن».. فصيل
مصادر التمويل
يقول «الفيلق» -حسبما أعلن عبر موقعه الرسمي على الإنترنت- إنه يعتمد في مصادر تمويله على الدعم الشعبي، إضافة إلى دعم «مجموعة أصدقاء سوريا» المُسَانِدَة للثورة السورية، أما السلاح والذخيرة؛ فالاعتماد الرئيسي كان على القِطَع والكتائب العسكرية التي استولوا عليها من قوات النظام، وما يتم شراؤه من السوق السوداء.

وحسب شهادة بعض الناشطين في الغوطة ممن عاشوا وعملوا في المجال العسكري، فإن هناك مصادر تمويل أخرى يعتمد عليها «الفيلق»؛ حيث كشفوا أنه يعتمد على صفقات تسليم الرهائن بعد اختطافهم، مثلما حدث في أغسطس 2012؛ إذ اختطف 48 إيرانيًّا، وأفرج عنهم مقابل مبلغ مادي كبير.

ويستفيد «الفيلق» من التجارة عبر الأنفاق التي تخضع لسيطرته، ويستغلها في تهريب المدنيين المحاصرين في مناطق الحرب، مقابل آلاف الليرات (العملة المحلية السورية)، قدَّرتها بعض المصادر بـ150 ألف ليرة عن كل شخص؛ فضلًا عن فرض رسوم وضرائب على أهالي المناطق التي تخضع لسيطرته.
«فيلق الرحمن».. فصيل
مواجهة داعش 

عمل «الفيلق» على محاربة تنظيم «داعش»، وشارك في الحملة العسكرية للقضاء عليه بالغوطة الشرقية في صيف 2014، وحاولت عناصر «داعش» اغتيال «شمير» قائد فيلق الرحمن، عن طريق انتحاري فجَّر نفسه في أحد مقرات الفيلق في أغسطس 2016؛ أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من أعضاء مجلس شورى الفيلق، على رأسهم رياض الخرقي، ولاتزال معارك الطرفين مستمرة حتى الآن.

وعلى صعيد متصل، لم تكن مواقف «الفيلق» من الفصائل المسلحة جيدة؛ حيث تشهد «الغوطة» -منذ عام 2015- نزاعات حادة بين الفصائل المختلفة؛ للسيطرة على ريف دمشق؛ فوقعت معارك دامية بين «جيش الإسلام» وفيلق الرحمن، وأقدم كلا الطرفين على محاولة اغتيال قيادات الطرف الآخر أو اعتقالهم.

ووصل العداء بين الطرفين، إلى لجوء «فيلق الرحمن» لعقد شراكة مع جيش الفسطاط المكون من «أحرار الشام، وفجر الأمة، وجبهة النصرة»، في 28 أبريل 2016؛ لمحاربة جيش الإسلام؛ ما ساهم في كسر هيمنة «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية، وخسارته مساحات شاسعة، ومازالت تلك الحرب دائرة، رغم فك «فيلق الرحمن» تنسيقاته مع جبهة النصرة سابقًا، ومحاربته لهيئة تحرير الشام بقيادة أبي محمد الجولاني.

ويرجع العداء والصراع بين الطرفين لعدة أسباب، منها الرغبة في السيطرة والانفراد بالساحة السورية، وإظهار كل طرف أنه الأقوى والأقدر على قيادة باقي الفصائل المسلحة، فضلًا عن الخلاف الأيديولوجي والمذهبي بين الطرفين؛ فرغم أن غالبية السوريين في منطقة الغوطة الشرقية من المسلمين السنة، والذين يتبعون مذهب الإمامين «أبوحنيفة» «والشافعي»؛ فإن هناك بعض المدن -خاصة مدينتي «دوما والرحبية»- شكلت استثناء؛ إذ ينحدر منها قادة جيش الإسلام، الذين يتبعون مذهب الإمام "أحمد بن حنبل".
"