السجون مصانع للتطرف.. الفرنسي «تشيولو» نموذجًا
أعاد السجين الفرنسي «ميكائيل تشيولو»، تسليط الضوء على قضية صناعة المتطرفين في السجون، بعدما أصاب اثنين من حراس السجن، الذي يحتجز فيه.
ويذكر أن تشيولو نفذ الأسبوع الماضي، عملية اعتبرتها فرنسا «حادثًا إرهابيًا» بالتعاون مع زوجته، طعن فيها حارسين في السجن الذي يقضي فيه عقوبته بسكين يعتقد أن زوجته مررتها إليه خلال زيارة لها.
تاريخ السجين
دخل ميكائيل تشيولو (27 عامًا) السجن لقضاء عقوبة السجن لمدة ثلاثين عامًا، بعد إدانته بجرائم متعددة من بينها الخطف والقتل والسرقة، لكن مؤخرًا أضيفت له تهمة جديدة وهي التطرف.
ولم تكن جريمة طعن الشرطيين هي الأولى التي يرتكبها تشيولو، فعدا عمليات السطو والقتل والخطف، ارتكب جريمة مروعة هزت فرنسا عام 2012، ولم يكن حينها يتجاوز العشرين من عمره.
فيما كانت القضية الأشهر للمتهم، حين قام هو وشركاؤه بخطف روجر تارال الذي كان عمره 89 عامًا وأحد الناجين من الهولوكوست، وخنقوه حتى الموت، وسرقوا جميع الميداليات التي نالها ومبلغ 300 يورو، و«تارال» كان بطلا من أبطال المقاومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية وكان معتقلا في أحد المعسكرات النازية، إلا أنه تمكن من الفرار.
اعتناقه للإسلام
اعتنق تشيولو الإسلام عام 2010، ولم يكن يظهر عليه التأثر بأي أيديولوجيا قبل ذلك، ولكن بعد حادثة مقتل روجر تارال، ودخوله السجن، تغيرت الأمور، وأصبح مقربًا إلى الإسلامويين، ولا يعرف أحد سبب اهتمامه بالإسلام وهو الذي كان مجرمًا محكومًا، وتطورت الأمور بعدها أكثر ليصبح أكثر تشددًا.
وخلال السجن، أصبح صديقًا لـــشريف شيكات، الذي نفذ هجوم ستراسبورج، في ديسمبر، وقد قضيا معًا 175 يومًا في السجن، واستمر التواصل بينهما عن طريق البريد، بحسب موقع فرانس إنفو.
السجون مصانع للتطرف
شهدت فرنسا عددًا من الهجمات التي شنها متطرفون منذ عام 2015، ورفعت مستوى التأهب الأمني وسط مخاوف من عودة إرهابيين من داعش إلى أراضيها.
وتقول دراسة للمركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي، بعنوان «ماض إجرامي، مستقبل إرهابي: الجهاديون الأوروبيون والروابط الجديدة للجريمة والإرهاب»، إلى أن هناك خمسة آلاف أوروبي اتجهوا إلى الشرق الأوسط للقتال في صفوف مختلف التنظيمات الإرهابية، و57% ممن شملتهم الدراسة كانوا في السجون قبل أن يجنحوا إلى التطرف، بينما 27% منهم جنحوا إلى التطرف أثناء وجودهم داخل السجن.
وتعد السجون في الدول الغربية حاضنة مناسبة لظهور العنف والتطرف، والإيمان بأفكار وأيديولوجيات إرهابية متطرفة، فعندما يُسجن الأشخاص العاديون بعيدًا عن أسرهم، تتزايد لديهم مشاعر السخط؛ لشعورهم بالظلم، لذا يحاولون الانتقام، ولوجودهم في وسط مجموعة من المتطرفين، الذين يعملون على تجنيد جيل جديد من الشباب، يتم غرس فكرة الانتقام داخلهم، لذا تصبح السجون فرصة ذهبية لتلك الجماعات الثيوقراطية المتطرفة كي تجذب المزيد من الشباب.
وفي فرنسا، فإن أكثر من 240 شخصًا كانوا يقاتلون في سوريا والعراق عادوا إلى الأراضي الفرنسية منذ 2012، غالبيتهم يقبع في السجون حاليًا.
والجدير بالذكر أن السجون الفرنسية تعاني منذ سنوات من الازدحام وقلة الإمكانيات رغم المحاولات المتكررة للحكومات المتعاقبة لإيجاد حل لها. ليضاف إلى ذلك قلة الأمن والاعتداءات التي صارت تعرفه بعضها.





