يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«نصر الله» يتسول.. والفأس الأمريكية تقطع الذراع الإيرانية في لبنان

الأحد 10/مارس/2019 - 11:09 ص
حسن نصرالله
حسن نصرالله
علي رجب
طباعة

كشفت تصريحات الأمين العام لحزب الله اللبناني، عن أن الحزب يعيش أزمة مالية طاحنة من أجل تسديد  التزاماته المالية المختلفة، ما يشير إلى أن الأوضاع داخل الحزب تهدد بالانفجار في ظل استمرار العقوبات والملاحقات الأمريكية لمصادر تمويل الذراع الإيرانية في المنطقة.


ودعا الأمين العام لحزب الله «حسن نصرالله» الجمعة 8 مارس 2019، إلى «الجهاد بالمال» بسبب صعوبات مالية قد يواجهها الحزب نتيجة العقوبات الغربية المفروضة عليه، متوقعًا أن تتخذ هذه العقوبات منحى متصاعدًا.



نصرالله
نصرالله
أزمة الذراع الإيرانية


أعلن «نصرالله» في خطاب ألقاه عبر شاشة عملاقة خلال احتفال بذكرى تأسيس هيئة دعم المقاومة التي تهتمّ بتأمين الدعم المالي واللوجستي والاجتماعي للحزب، «أنا أعلن اليوم أن المقاومة بحاجة... إلى المساندة والاحتضان الشعبي»؛ مؤكدًا أن على الهيئة أن تواصل «عملها لتوفر فرصة الجهاد بالمال».

وعلى ما سبق دخل حزب الله في مرحلة تقشف قاسية في إطار العقوبات الأمريكية على إيران، التي كانت تدعم الحزب سنويا بنحو 700 مليون دولار من عائدات النفط كان يُنفقها النظام الإيراني، كذلك ملاحقة عمليات غسيل الأموال وتجارة المخدارت والدعارة التي تديرها شبكات دولية في أمريكا اللاتنية، ودول الاتحاد الأوروبي وأفريقيا وآسيا. 

وكان من اعتقال اللبناني نادر فرحات، أحد أهم ممولي الحزب في أمريكا، من قبل السلطات الباراجوانية والتي قررت تسليمه هذا الشهر إلى أمريكا، وكذلك اللبناني «محمود علي بركات» الذي يعتبر ذراعًا مهمة لتمويل الحزب في أمريكا اللاتينية.

وللمرة الأولى منذ تأسيس «حزب الله» قبل 36 عامًا، قلّصت رواتب المقاتلين غير عناصر سرايا المقاومة، في صفوفه بنسبة 30%، وتم اقتطاع حوالي 50% من رواتب مقاتليه الاحتياطيين والذي كان يبلغ كمعدل وسطي 800 دولار أمريكي.

 


هيئة دعم المقاومة
هيئة دعم المقاومة

هيئة دعم المقاومة


«هيئة دعم المقاومة» التي استنجد بها نصرالله لدعم الحزب بالمال بعدما جفّ مصدره الأساسي من إيران نتيجة العقوبات، تعتبر «الصندوق» الذي يمول نشاطات حزب الله ويدفع ثمن الخدمات المعروضة في لبنان. 


ويقال إن الحزب يستعمل هذه الهيئة لجمع الأموال لمساندة نشاطاته العسكرية بشكل محدّد، فيما تذيع الهيئة الإعلانات على تلفزيون «المنار» التابعة للحزب مساندة الصندوق.

«نصر الله» يتسول..

 الحصار الأمريكي


تشكل الملاحقة الأمريكية عبر القوانين وحث الشركاء الأوروبيين في مواجهة حزب الله، أحد أبرز «مآزق» التمويل لدى ذراع إيران في لبنان والمنطقة.


وتصنّف الولايات المتحدة حزب الله الذي يمتلك ترسانة ضخمة من السلاح «منظمة إرهابية» منذ سنوات كما إنها تفرض عقوبات اقتصادية على قادته والمتعاملين معه.


كما أدرجت واشنطن في نوفمبر جواد نصر الله، نجل الأمين العام لحزب الله، على قائمتها السوداء «للإرهابيين العالميين»، وتعليقًا على خطوة بريطانيا، قال نصرالله: «علينا أن نتوقع أن تقوم دول أخرى بالخطوة نفسها»، معتبرًا أن العقوبات ولوائح الإرهاب هي «جزء من الحرب المالية الاقتصادية والمعنوية» ضد حزب الله و«يجب أن نتعاطى معها وكأننا في حرب» مضيفًا: «قد نواجه بعض الصعوبات وبعض الضيق».

وقد ركّزت الإدارة الأمريكية بشكل أساسي على إعادة هيكلة للإدارة المالية من خلال القيام بمبادرات جديدة للإدارة وتأمين مصادر تمويل مختلفة، إضافة إلى تنظيم الموازنات، وهو ما أشار إليه نصرالله بقوله «بالصبر والتحمّل وحسن الإدارة وتنظيم الأولويات سنواجه العقوبات ويمكن أن نعبر هذه الحرب».

كما وضع الاتحاد الأوروبي في العام 2013، ما سماه الجناح العسكري لحزب الله على لائحته لـ«المنظمات الإرهابية».

وصنفت الحكومة البريطانية في 25 فبراير  2019، «حزب الله» اللبناني بشقيه السياسي والعسكري منظمة إرهابية محظورة، ما يشكل ضربة قوية لذراع إيران في المنطقة.

 وأكد نصرالله أن: «من لا يستطيع أن يسحقك في الحرب والقتال والاغتيال، يتصوّر أنه من خلال الإفقار المالي والتجويع وما يسمونه تجفيف مصادر التمويل، يجعلك تسقط وتنهار».



«نصر الله» يتسول..

اصطياد الممولين 


استهدفت العقوبات الأمريكية في الفترة الأخيرة أيضًا تجارة حزب الله في أمريكا اللاتينية، كما استهدفت التحويلات المالية التي يتم إرسالها من عدد من دول أفريقية إلى الحزب. 


إلى جانب ذلك، تم تضمين المؤسسات المالية المتعاونة مع حزب الله كافة، بصفتها مؤسسات تشكل خرقًا للعقوبات الأمريكية على إيران والحزب، ما جعلها في مهب العقوبات الأمريكية. 


ويُعَدُّ ذلك هو السبب الرئيسي في الأزمة المالية التي يمر بها الحزب؛ حيث إنَّ المورد الرئيسي له- إيران- يمرُّ بأزمة طاحنة بسبب زيادة نسب البطالة وتدني مستوي الخدمات وزيادة الاستياء الشعبي، بينما تسببت العقوبات الأمريكية بتجفيف مصادر التمويل الذاتي التي اعتمدها الحزب. 


لذلك، سوف يحاول الحزب التحايل على العقوبات الأمريكية من خلال زيادة تجارته في المواد المخدرة في الضاحية الجنوبية، بل أن يتم توريدها لعددٍ من البلدان العربية السنيَّة من أجل تحقيق منفعة مزدوجة تتمثل في ربح مالي، فضلًا عن ضرب الوعي العام، والتأثير على معنويات الشباب من خلال المخدرات.


ومن المتوقع أن تُساهم هذه الأزمة المالية في تراجع قدرات التنظيم على تجنيد عناصر جديدة، خاصةً أن التنظيم كان يعتمد بشكل رئيسي على الإغراءات المالية التي تقدم لعناصره على شكل رواتب شهرية؛ كما أسهمت سياسة دعم عائلات القتلي في زيادة نسب مجنديه.

 

"