عفرين وأكرادها.. من حلم «تركي- إخواني» إلى مستنقع حرب كابوسية
رصد موقع أمريكي تصاعد عمليات المقاومة من قبل الفصائل الكردية المسلحة تجاه الاحتلال التركي في عفرين شمالي سوريا، والانتهاكات والقتل والتغيير الديموغرافي التي يقوم بها جيش الاحتلال التركي والميليشيات السورية المسلحة الموالية له، لافتًا إلى أنه تم إفشال مشروع إقامة إمارة إخوانية في عفرين، على طريقة استنساخ تجربة الدخول العسكري التركي في قبرص، وتأسيس جمهورية للقبارصة الأتراك، وتقسيم الجزيرة حتى الآن.
عفرين.. مستنقع للجيش التركي
وأوضح موقع «مونيتور» الأمريكي، أن وحدات حماية الشعب الكردية، وفصائل غضب الزيتون، وقوات تحرير عفرين، وهي أبرز الأطراف والقوى المناهضة للاحتلال التركي لعفرين، أعلنوا معًا مسؤوليتهم عن 220 عملية نُفذت في الفترة ما بين أواخر مارس 2018 ونهاية يناير 2019.
وأكد الموقع أن القوى الكردية المناهضة للاحتلال التركي لعفرين، تستخدم أسحلة خفيفة في استهداف الترسانة العسكرية التركية، ونجحت هذه الفصائل في صناعة مستنقع للجيش التركي ونظام رجب طيب أردوغان في عفرين.
وأوضح موقع «مونيتور» أن الفصائل الكردية عادة ما تستخدم العبوات الناسفة اليدوية أثناء النهار، والكمائن على جانب الطريق، مع الأسلحة النارية الصغيرة في الليل، وصواريخ موجهة مضادة للدبابات ضد قوات الاحتلال التركي والميليشيات الموالية له.
ولفت الموقع في تقرير له، إلى أن عفرين تحولت إلى مستنقع كبير لجيش الاحتلال التركي، وقتل ما لا يقل عن 100 جندي تركي وعنصر من الميليشيات السورية المتشددة التابعة له في عفرين، خلال العشرة أشهر الأخيرة.
قبرص التركية
ويرى توماس شميدينجر، عالم السياسة وثقافة الأنثروبولوجيا الثقافية في جامعة فيينا، الذي ألف كتابين حديثين عن الكرد السوريين، أحدهما عن عفرين، أن سقوط عفرين كان بمثابة ضربة هائلة للكرد السوريين، وأن مقاومة الفصائل الكردية، أفشلت مخطط أردوغان لتأسيس إمارة إخوانية، قائلًا: «يبدو أن تركيا تحاول إقامة نوع من الجمهورية التركية لشمال سوريا في المنطقة، على غرار الجمهورية التركية لشمال قبرص، ولكن مع جدول أعمال إسلامي إخواني».
ويشير الموقع إلى استيلاء تركيا على محصول الزيتون في عفرين والذي كان أحد مصادر دخلها الرئيسية، وكذلك حرق آلاف أشجار الزيتون.
واعتبر أن كل هذه الانتهاكات تغذي رغبة الكرد في الانتقام، ولكن يقول فابريس بلانش، الأستاذ المساعد ومدير الأبحاث في جامعة ليون الثاني، الذي يراقب عن كثب الصراع السوري، بأنه من غير الوارد أن تخرج تركيا في الوقت الحالي؛ لأن موسكو ليست في عجلة من أمرها لرؤية تركيا تغادر؛ لأن عفرين تعطي روسيا نفوذًا على تركيا والنظام.
ولكن قوات سوريا الديمقراطية تبدو غير آبهة، معلنةً في بيان لها الشهر الماضي أنها ستركز على «تحرير عفرين» بمجرد انتهاء المعركة ضد داعش.
من إدلب لعفرين.. تغيير ديموغرافي «فاشل»
من جانبه قال الحقوقي الكردي، عضو مجلس أمناء المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا ( DAD )، برادوست الكمالي: إن تركيا تقوم على تنفيذ مخطط داخل سوريا عبر عملية التغيير الديموغرافي للمنطقة.
وقال الناشط الحقوقي الكردي في تصريح خاص لـ«المرجع»: «الغاية من الاحتلال التركي لهذه المناطق هي عملية تغيير ديموغرافي من إدلب إلى عفرين، وكذلك إلى جرابلس على نهر الفرات، وما يحصل في منطقة عفرين من تهجير ممنهج للأهالي، وعدم عودة النازحيين إليها، وإسكان أهالي الغوطة وريف دير الزور في القرى الكردية دليل واضح على التغيير الديموغرافي الممنهج من قبل الجيش التركي».





