انتفاضة القبائل اليمنية تزلزل عرش ميليشيا «الحوثي» الكهنوتية
انتفضت قبائل اليمن ضد ميليشيا الحوثي، مع الانتصارات التي حققتها قبائل «حجور» في محافظة حجة شمالي اليمن، والتي أعطت دعمًا قويًّا لمعظم القبائل الواقعة تحت سيطرة الحوثي للانتفاض على الميليشيا وإسقاط حكمها.
وقد انضم أعداد كبيرة من رجال القبائل إلى «حجور» للمساعدة في قتال الحوثيين،
في حين انشق المئات من أبناء القبائل، الذين كانوا يقاتلون في صفوف الميليشيات؛ لينضموا
إلى قبائل حجور، تزامنًا مع استعداد الجيش الوطني اليمني لشن عملية عسكرية وشيكة؛ لفك
الحصار عن مديرية كشر.
وقال المحلل السياسي اليمني عبدالكريم المدي، لـ«المرجع»: إن قبائل حجور استطاعت كسر هجوم لميليشيات الحوثي من يوم أمس على «جبل جمانة»، ودحروا على إثره إلى «أفلح»، وبقيت جثثهم متناثرة في أنحائه.
وأضاف المدي، أن قبائل حجور حصلت على مغانم كبيرة في صد هجوم الحوثي؛ إذ اغتنم رجال القبائل أسلحة عدة، منها رشاش 14.5، كما تم طردهم من بيت شوس ومنطقة كحل.
وقتل القيادي الحوثي عمار عبدالرزاق هاشم الجرموزي المكنى «أبوالكرار»، قائد هجوم الحوثي على حجور، كما قتل القيادي الحوثي، العقيد نبيل عبدالله صالح القعود، مع عشرات الانقلابيين.
وكشفت المصادر عن وصول تعزيزات جديدة من قوات الجيش إلى الساحل الغربي في محافظة حجة، وانضمت إلى المنطقة العسكرية الخامسة للمشاركة في فك الحصار عن قبائل حجور، والالتحام بها لفتح جبهة جديدة في عمق مناطق سيطرة الحوثيين؛ إذ تقع مديرية كشر عند ملتقى ثلاث محافظات هي حجة وعمران وصعدة.
رشوة الحوثي
وفي محاولة لإبقاء قبائل اليمن على ولائهم للميليشيا، وإنقاذ عرشهم المهزوز، أرسل عبدالملك الحوثي، القيادي بالميليشيا، المدعو «ضيف الله رسام» لحث مشائخ القبائل على الوقوف ضد قبائل حجور، مقابل أموال وأسلحة ومزايا أخرى في حال بقائهم في السلطة.
في 29 أكتوبر 2018، عقدت قبائل صنعاء، مؤتمرًا للوقوف على الأحداث والتطورات الجارية في الساحة اليمنية، وقالت قبائل «خولان السبع»، في بيان لها، إنهم أقروا عددًا من التوصيات، مجددين التأييد والمساندة لكل الجهود الوطنية التي تبذلها القيادة الشرعية، بقيادة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، داعيةً إلى دعم الجبهات وتوفير الإمكانات اللازمة والكافية لاستكمال معركة التحرير.
وحذر الشيخ فهد دهشوش، شيخ مشايخ حجة ورئيس فرع المؤتمر الشعبي العام، في بيان لقبيلة «بني الدريني» إحدى قبائل حجور، من مخطط الحوثيين ومساعيهم للسيطرة على «العبسة» ومديرية «كُشر» وصولًا لإخضاع قبائل «حجور» كافة.
وأكد قائد قوات الأمن المركزي في «الحديدة»، العقيد صادق عطية، في تصريحات صحفية، أن تحرك القبائل ورفضهم عنجهية الميليشيات لم يقتصرا على محافظة بعينها، بل تمدد إلى كل مناطق سيطرتها؛ لتتسع رقعة التعبئة ضد وجود حلفاء إيران، كحكام بالقوة لمناطق قبلية تملك إرثًا تاريخيًّا من المواجهة لأنظمة الحكم وتغيير الموازين على الأرض، مشيرًا إلى أن هذا التحرك يكشف عن تمزق هيبة الميليشيات التي حاولت فرضها بالعنف والإرهاب والتوحش.
من جانبه، قال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، كامل الخوداني: إن القبائل في اليمن باتت على المحك من الانتفاضة المسلحة في وجه ميليشيا الحوثي، وإن ارتفاع غضب القبائل يؤشر على اقتراب نهاية الحوثي، واقتلاعه من اليمن.
وأضاف «الخوداني»، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن قبائل اليمن خاصة «طوق صنعاء» سيكون لها دور في حسم الصراع إذا وجدت الشرعية قوية والحوثيين ينهارون في الجبهات، موضحًا أن الغلبة بين الطرفين تميل للأكثر قوةً وتمويلاً وتخطيطًا وتحالفًا.





