ad a b
ad ad ad

«بريطانيا» تقبل عودة الأطفال وتُلقي بباقي القمامة الداعشية

الخميس 28/فبراير/2019 - 05:04 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

في تبدُّلٍ جزئيٍ للمواقف السياسية، نحو العناصر العائدة من ممارسة الإرهاب الداعشي، إلى بلدانهم الأصلية في غرب الكرة الأرضية، أبدى وزير الداخلية البريطاني «ساجد جافيد»، اليوم الخميس 28 فبراير 2019،الكثير من المرونة تجاه عودة أطفال المملكة المتحدة ،ممن ولدوا بخيام التطرف، أو تم اقتيادهم عنوة.


معترفًا بوجود المئات من الأطفال، الذين وُلِدُوا للعرائس الداعشية، من مواطنات بلاده اللاتي تركنها؛ للإنضمام لصفوف التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، مستطردًا بأن أولئك الأطفال يحِقُّ لهم العودة والحياة.



تفاصيل تبدُّل الموقف

في معرض حديثه، أكَّد جافيد، أن عدد البريطانيين اللذين انضموا للتنظيم وصل إلى 900 فردٍ، وأن معظمهم قد تزوج وأنجب أطفالًا، وأن المملكة المتحدة تعترف بأطفالها، بغض النظر عن المكان الذي ولدوا به، وجاء ذلك ردًّا على سؤال أحد أعضاء البرلمان، في لجنة الشؤن الداخلية، حول مصير ابن الداعشية «شميمة بيجوم».


وتحمل تلك الكلمات موافقة ضمنية على عودة المولود، ولكن تبقى والدته مرفوضة ف«شميمة بيجوم»، هي فتاة بريطانية تبلغ من العمر 19 عامًا، سافرت إلى سوريا وهي في الـ15 من عمرها، وكانت قد توسَّلت منذ أسابيع؛  للعودة مجددًا إلى بلادها واعترفت بالندم على ما اقترفته، راويةً أفظع التفاصيل عن ليالي الجنس والدم داخل الخلايا الإرهابية، وجاء توسُّلها في طلب أن تلد ابنها في المملكة المتحدة؛ نظرًا للظروف المعيشية الصعبة، التي تختبرها حاليًا بمخيم الحول في شمال سوريا، ولكن جاء ردُّ المملكة المتحدة صارمًا على طلبها، وفي 30 فبراير 2019، أعلن وزير الداخلية، إسقاط الجنسية عنها، بموجب صلاحيته القانونية.



«بريطانيا» تقبل عودة

خطوات احترازية

وكانت المملكة المتحدة، قد صمَّمت برنامجًا محترفًا؛ للمعالجة النفسية للمتورطين في الإرهاب، وهو برنامج يطلق عليه «DB» ، وترتكز مراحله على تقديم المشورة الطبية، والتعامل مع العوامل الشخصية، والخبرات التي دفعت أولئك؛ لتبنِّي التيار العنيف، إلى جانب عقد حلقات دينية؛ للتوعية وتفنيد القواعد المغلوطة، كما أنها قد أخضعت الداعية الشهير «أنجم تشودري» لهذا البرنامج فور خروجه من السجن، الذي قضى به عدد من السنوات؛ لتورطه في قضايا تتعلق بالترويج للإرهاب.


وعلى الرغم من تلك الخطوات الاحترازية، التي صُمِّمَت بالأساس؛ للتعامل مع العائدين والمفرج عنهم من المتطرفين، بعد استكمال مدد حبسهم، فإن المملكة المتحدة، قد تعاملت بالكثير من التشدد والصرامة مع عناصرها الراغبة في العودة من جحيم المعارك في سوريا، ورفضت عودتهم سواءً كانوا نساءً أو رجالًا، وكان آخرهم «محمد أنور ميا» الصيدلي البريطاني البالغ من العمر 40 عامًا، الذي قدَّم التماسًا؛ للعودة مع زوجته وأبنائه، ولكن المملكة لم تبدِ أيّ مرونة تجاه طلب عودته، شأنه في ذلك شأن الشاب «جاك ليتس» البالغ من العمر 23 عامًا، والذي توسل أيضًا خلال الأسابيع المنصرمة؛ للعودة إلى بلاده ولكن دون جدوى.


وبناء على ماسبق يتضح، أن بريطانيا ترفض عودة الدواعش، وقد ظهر ذلك بوضوح في عدد من المواقف المهمة، والتي اشتملت على تصريح وزير الداخلية في 17 فبراير، بأن مواطني المملكة الذين تركوها طواعية؛ للانضمام إلى صفوف داعش الإرهابية لن يعودوا مجددًا، ولكن يبقى المنتظر هو أن تضع بريطانيا الآليات الممكنة؛ لعودة الأطفال، الذين يُعدُّون العنصر الوحيد المسموح له بالعودة من داعش.


 للمزيد: العائدو«ن من داعش» يشعلون الصراع بين «ترامب» والدول الأوروبي

الكلمات المفتاحية

"