من تداعيات الانهيار الإيراني.. حزب الله يتقشف ويلجأ لتجارة المخدرات
الخميس 21/فبراير/2019 - 07:37 م
أحمد سامي عبدالفتاح
أشار عدد من التقارير الصحفية إلى أن ميليشيا حزب الله اللبناني بدأت في تطبيق ما أسمتها «سياسة تقشفية» بسبب العقوبات الأمريكية، التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، ونحن بدورنا نشير هنا إلى أن سياسات التقشف تُتبع بشكل عام في أوقات الأزمات المالية من أجل تخفيض النفقات، وزيادة الواردات من خلال رفع الضرائب بعده تجاوز العجز المالي.
وفي سبيل ذلك، أدت العقوبات الأمريكية إلى تراجع وتدهور قيمة العملة الإيرانيَّة، ما دفع النظام الإيراني إلى تخفيض نفقاته المتوجهة إلى ميليشيا حزب الله الإرهابي.
انهيار إيراني
على صعيد مُتصل، أدى هذا الأمر إلى دفع حزب الله نحو تبني سياسة تقشفية بسبب تراجع الوارد من الدعم الإيراني. وقد أشارت تقارير صحفية أن العملة الإيرانية واصلت تراجعها، وبلغت قيمتها 13.100 تومان مقابل الدولار الواحد.
وقد اعترف الحزب على لسان أمينه العام بوجود أزمة مالية أطلق عليها «تعثر مالي» من أجل إقناع أنصاره والعوائل، التي تعتمد عليه بأن دعمه المالي سوف يتحسن في المستقبل القريب؛ كما أشارت عددٌ من الإحصاءات غير الرسمية، التي نشرتها مواقع صحفية أن الحاجة المالية لحزب الله قد تضاعفت ثلاث مرات بعد تدخله في الحرب السورية. وقد دفعت سياسة التقشف المالي حزب الله تقليل رواتب موظفيه وعناصره إلى النصف، كما قام الحزبُ أيضًا بتقليل بعض المعاشات التي كان يتم دفعها إلى عوائل قتلاه في الحروب.
آثار الأزمة على حزب الله
من المتوقع أن تُساهم هذه الأزمة المالية في تراجع قدرات التنظيم على تجنيد عناصر جديدة، خاصةً أن التنظيم كان يعتمد بشكل رئيسي على الإغراءات المالية التي تقدم لعناصره على شكل رواتب شهرية؛ كما أسهمت سياسة دعم عائلات القتلي في زيادة نسب مجنديه.
بطبيعة الحال، صب اتفاق إدلب الذي تم تحقيقه بين تركيا وروسيا في صالح التنظيم المُرهق من سنوات الحرب الطويلة، والخاسر لعددٍ كبيرٍ من كوادره؛ حيث إن ظروف الحرب قد اضطرته لتغيير سياساته التجنيدية من الإيمان العقيدي بمبادئ وأهداف الحزب إلى «التجنيد مقابل المال».
في خلال السنوات الأخيرة اعتمد حزب الله سياسة مالية مستقلة بهدف تأمين وإرداته بعيدًا عن إيران في حالة اشتداد العقوبات. وفي سبيل ذلك، اعتمد حزب الله على تجارة المخدرات غير المشروعة؛ فضلًا عن تجارة السلاح، وإنشاء علاقات مشبوهة مع الجماعات المتطرفة، بما فيها السنية.
وقد استهدفت العقوبات الأمريكية في الفترة الأخيرة تجارة حزب الله في أمريكا اللاتينية، كما استهدفت التحويلات المالية التي يتم إرسالها من عدد من دول أفريقية إلى الحزب. إلى جانب ذلك، تم تضمين المؤسسات المالية المتعاونة مع حزب الله كافة، بصفتها مؤسسات تشكل خرقًا للعقوبات الأمريكية على إيران والحزب، ما جعلها في مهب العقوبات الأمريكية. ويُعَدُّ ذلك هو السبب الرئيسي في الأزمة المالية التي يمر بها الحزب؛ حيث إنَّ المورد الرئيسي له- إيران- يمرُّ بأزمة طاحنة بسبب زيادة نسب البطالة وتدني مستوي الخدمات وزيادة الاستياء الشعبي، بينما تسببت العقوبات الأمريكية بتجفيف مصادر التمويل الذاتي التي اعتمدها الحزب. ولذلك، سوف يحاول الحزب التحايل على العقوبات الأمريكية من خلال زيادة تجارته في المواد المخدرة في الضاحية الجنوبية، بل أن يتم توريدها لعددٍ من البلدان العربية السنيَّة من أجل تحقيق منفعة مزدوجة تتمثل في ربح مالي، فضلًا عن ضرب الوعي العام، والتأثير على معنويات الشباب من خلال المخدرات.





