إصرار حوثي على إفشال اتفاق الحديدة
الثلاثاء 19/فبراير/2019 - 07:00 م
اسلام محمد
تعهدات كثيرة، أكدها الحوثيون، مخادعين المجتمع الدولي، بأنهم أكثر وأحرص من غيرهم على تنفيذ الاتفاق، ويمر عام على هذه التعهدات الكاذبة، والاتفاق لا يَلقَى إلا الإهمال والجحود، في إطار نية الحوثيين المبيتة من البداية، بعدم تنفيذهم أي اتفاق.
وبالرغم من التزام الحكومة الشرعية وقوات المقامة المدعومة من التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وتقديمها بوادر حسن النوايا، إلا أن الميليشيات المدعومة من ايران واصلت نكثها للعهود.
وعرضت الميليشيات مؤخرًا، أن تبدأ في تنفيذ بعض مقررات الاتفاق بعد شهرين من توقيعه، دون الالتزام بباقي ما تم الاتفاق عليه.
وقد أعلن عضو الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار بمدينة الحديدة غربي اليمن، على ضرورة الاتفاق بشأن المرحلة الثانية من اتفاق الحديدة قبل تنفيد المرحلة الأولى منه، رافضًا المراوغة الحوثية المكشوفة.
واعتبر العميد صادق دويد في بيان، أن اتفاق الحديدة «جزء لا يتجزأ»، و«يجب أن ينفذ بعد الاتفاق عليه حزمة واحدة».
وفي الأيام الأخيرة، تزايدت المطالبات الدولية للحوثي، بضرورة الإفراج عن المساعدات الغذائية، بعدما أوشكت على التعفن وتنفيذ الالتزامات والتعهدات، بخطوات عملية على الأرض؛ لتفادي انهيار كامل لمسار المفاوضات، وعمل لجنة المراقبين في الحديدة.
وينص الاتفاق على السماح بالوصول إلى المطاحن؛ لتسهيل خروج المساعدات الغذائية والإنسانية، ولكنه يصطدم برفض الحوثيين، تسليم السيطرة الأمنية لقوات الحكومة والجيش، وتمسكهم بتسليمها لقوات موالية لهم، وهو ما ترفضه الحكومة ممثلة في مندوبيها بلجنة إعادة الانتشار، ما يكشف إصرار الحوثيين على التمسك بورقة الموانئ، التي تؤمن وصول 80% من المساعدات الإنسانية الدولية إلى اليمن.
تركي المالكي
في سياق آخر أعلن المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي، أن السعودية قدمت أكثر من 13 مليار دولار؛ لدعم اليمن منذ عام 2014، مشيرًا إلى أن هناك تعاونًا مع الأمم المتحدة والوكالات الدولية؛ لدعم الشعب اليمني، فضلًا عن مواصلة عمليات الإغاثة واستمرار توفير كل الدعم؛ لإنجاح المساعي الدولية للحل في اليمن.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي، أمس الإثنين، أن هناك سعيًا حثيثًا؛ للقضاء على القدرة العسكرية للحوثيين وتقليصها.
وأشار«المالكي»، إلى سلسلة العمليات العسكرية الناجحة، التي نفذتها قوات التحالف في مختلف أنحاء اليمن، باستهداف مواقع وآليات الميليشيات الحوثية، وما سبقها من رصد عمليات انتشار واختباء عناصر حوثية قبل استهدافها بمروحيات الأباتشي، موضحًا أن الحوثيين فقدوا نحو ألف عنصر مقاتل خلال الأسبوعين الماضيين.
وأكد مواصلة قوات التحالف دعم العمليات البرية للجيش اليمني وتوفير كل الدعم؛ لإنجاح المساعي الدولية للحل في اليمن، مشددًا على أن قوات التحالف ملتزمة بأهدافها الرئيسة، وعلى رأسها إعادة حكم الشرعية إلى اليمن، وكذلك أمن المدنيين اليمنيين رغم الانتهاكات الحوثية لسلامتهم.
من جهته، أكد محمد عبادي، الباحث المتخصص في شئون الحركات الشيعية، أن المرحلة الأولى التي يتحدث عنها الحوثيون، تشتمل على انسحابهم من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى لمسافة 5 كيلومترات فقط وهم يراوغون؛ لكسب الوقت لأن الخيار العسكري ليس في صالحهم
وأضاف في تصريحات خاصة للمرجع، أن الاتفاق الأصلي نص على، إشراف قوى محلية على النظام في المدينة؛ لتبقى الحديدة ممرًا آمنًا للمساعدات الإنسانية وانسحاب ميليشيات الحوثي من المدينة والميناء خلال 14 يومًا، وإزالة أي عوائق أو عقبات تحول دون قيام المؤسسات المحلية بأداء وظائفها، وهو ما لم ينفذ رغم مرور أكثر من شهرين على توقيعه حتى الآن.





