ad a b
ad ad ad

محمد الزهاوي.. من الموسيقى إلى الإرهاب

الثلاثاء 05/فبراير/2019 - 11:49 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة

رفض الاعتراف بعلم الاستقلال، وبالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، ووصف الديمقراطية بأنها «دين الغرب الكافر»، كما يعد من أبرز مؤسسي تنظيم «أنصار الشريعة» الإرهابي.

محمد علي الزهاوي
محمد علي الزهاوي

هو محمد علي الزهاوي، كنى بـ«أبي مصعب»، نشأ في مدينة بنغازي، شرق ليبيا، وفي مقتبل حياته عرفه سكان المدينة، كعضو في فرقة للموسيقى الشعبية، ثم تحولت ميوله وأفكاره للنقيض تمامًا، وتعرض للاعتقال خلال حكم القذافي، وقضى فترة من حياته في سجن «أبو سليم» الشهير غرب العاصمة الليبية طرابلس.

 

وعند اندلاع ثورة 17 فبراير 2011، ضد نظام القذافي، تصدت قوات الأمن للمظاهرات التي طالبت برحيل الرئيس، واندلع القتال بين الأمن والمتظاهرين، وكان «الزهاوي» ضمن العناصر البارزة في القتال ضد القوات الموالية للنظام، وشارك في العمليات العسكرية على جبهة «البريقة» (معركة وقعت أحداثها إبان الثورة الليبية بين كتائب معمر القذافي والثوار الليبيين في مدينة البريقة وضواحيها)، لكنه في المقابل لم يكن مؤيدًا للمجلس الوطني الانتقالي الذي تزعم الثورة في مواجهة النظام، وضم عددًا من أركان حكم القذافي المنشقين.

 

ثم برزت عدة تنظيمات مسلحة بشكل تلقائي، وأصبح الرجل أحد قادة واحدة منها، «سرايا راف الله السحاتي»، التي يقودها إسماعيل الصلابي شقيق الداعية الإخواني، علي الصلابي، وهى إحدى السرايا المكونة لـ«كتيبة 17 فبراير»، بمدينة بنغازي شرق ليبيا، وما لبثت سرايا راف الله السحاتي، أن انشقت عن 17 فبراير، وأصبح لها وجودها المستقل.

تفجيرات 11 سبتمبر
تفجيرات 11 سبتمبر

الانشقاق والتأسيس

في أبريل 2012، انشق «الزهاوي» عن سرايا «راف الله السحاتي» وأعلن تأسيسه لتنظيم «أنصار الشريعة»، انطلاقا من بنغازي، ثم امتدت فروعه في مدن «درنة» و«إجدابيا» و«سرت».

 

واتُهم «أنصار الشريعة» بالوقوف وراء هجمات عدة على مصالح غربية، وخصوصًا هجوم 11 سبتمبر 2012 على القنصلية الأمريكية في مدينة «بنغازي» الليبية، الذي قتل فيه السفير الأمريكي وثلاثة من معاونيه.

 

وفي يناير2014، أدرجت الولايات المتحدة «أنصار الشريعة» على قوائم الإرهاب لاتهامه بالتورط في الهجوم على البعثة الأمريكية، وقال بيان لوزارة الخارجية الأمريكية إنه تم إعلان فرعي جماعة أنصار الشريعة في كل من: بنغازي ودرنة، كجماعتين إرهابيتين بموجب القانون الأمريكي.

 

وفي 16 مايو 2014، أطلق اللواء (حينها) خليفة حفتر قائد الجيش الليبي «عملية الكرامة» وهي عملية عسكرية واسعة استهدفت القضاء على نفوذ الميليشيات المسلحة، وكانت جماعة «الزهاوي من أوائل التنظيمات المستهدفة، ما دفع الزهاوي للتنسيق مع الميليشيات الأخرى، كدرع ليبيا 1، وميليشيا شهداء 17 فبراير وراف الله السحاتي وغيرها، وأُعلن إنشاء «مجلس شورى ثوار بنغازي» في 20 يونيو 2014 كائتلاف للميليشيات الإسلامية في مدينة بنغازي.

 

وفي 24 أغسطس 2014، قرر مجلس النواب الليبي اعتبار تنظيم «أنصار الشريعة» جماعة إرهابية خارجة عن القانون ومحاربة لشرعية الدولة.

 

وبناء على طلب تقدمت به الولايات المتحدة، وبريطانيا وفرنسا، أدرج مجلس الأمن الدولي «أنصار الشريعة»، على قائمته السوداء للمنظمات الإرهابية، في 20 نوفمبر 2014، إثر اتهامه بالارتباط بتنظيم القاعدة، وهو الاتهام الذي لم يعترف به التنظيم، رغم استخدامه لعلم تنظيم القاعدة، وتبنيه خطابه ومنهجه.

 

وفي معارك مطار بنينا في بنغازي، التى نشبت في مايو ويوليو 2014، بين «مجلس شورى ثوار بنغازي»، والجيش الليبي، أصيب الزهاوي بإصابات بالغة، إذ تعرضت مدرعة كان يستقلها لقصف الجيش، وحُمل إلى المستشفى الليبي- الألماني في بنغازي، لكن باءت محاولات إنقاذه بالفشل نتيجة تعرضه لإصابة مباشرة في الصدر وكونه يعاني مرض السكري.

 

وفي 24 يناير 2015 أعلن التنظيم في بيان بثه على موقع «تويتر»، وفاته رسميًّا دون تحديد تاريخ الوفاة ، ودفن في مدينة سرت الليبية، ونعاه المسؤول العام الجديد للتنظيم «أبو خالد المدني» ، بكلمة صوتية.

"