ad a b
ad ad ad

بعملية «نيكشهر».. «لسعة النحلة» تقض مضاجع «نظام الملالي» في إيران

الأحد 03/فبراير/2019 - 03:10 م
المرجع
علي رجب
طباعة

في الذكرى الـ40 لثورة الخميني في إيران وإسقاط نظام الشاه، مازالت الأوضاع الداخلية الإيرانية مضطربة، وأصبحت قوى الأمن الإيرانية في حالة هشاشة، مع ارتفاع عمليات استهداف الحرس الثوري، وقوات الأمن، خاصة في المناطق الحدودية، مع استمرار عمليات القمع من قبل عناصر النظام.

بعملية «نيكشهر»..

وقد أعلن التلفزيون الإيراني أمس السبت، مقتل شخص، وإصابة 5 آخرين في هجوم على قاعدة لقوات «الباسيج»، في مدينة «نيكشهر» بمحافظة سيستان بلوشستان، جنوب شرق إيران.


ونقلًا عن التلفزيون الإيراني، الذي وصف الهجوم بـ«الإرهابي»، قال: إن مسلحين اثنين، تسلقا الجدار المجاور لمركز قوات التعبئة الباسيج في مدينة نيكشهر، وقاما بإطلاق النيران على أفراد الحرس الثوري.

بعملية «نيكشهر»..

جيش العدل يتبنى

وقد تبنى جيش العدل البلوشي الهجوم، ونشر تسجيلًا صوتيًّا لعمليات استهداف الحرس الثوري في مدينة نيكشهر.


وجيش العدل هو جماعة سنية معارضة إيرانية في إقليم سيستان بلوتشستان، بدأت نشاطها بعد أشهر من إعدام «عبدالمالك ريغي» زعيم حركة جندالله البلوشية عام 2010، عقب اعتقاله خلال المحاولة للسفر إلى «قرقيزستان» بإرغام الطائرة التي كانت تقله على الهبوط في بندر عباس جنوبي البلد.


وينتمي أعضاء جيش العدل، إلى قومية «البلوش» السُّنة، وهي القومية التي كانت لها دولة كبيرة تحت حكم إمارة خانات قلات البلوشي، قبل تقسيمها من قبل الاحتلال البريطاني، وتتوزع حاليًّا بين باكستان وإيران وأفغانستان، ويعيش البلوش في إقليم «سيستان وبلوشستان»، بجنوب شرق إيران، وتبلغ مساحته نحو (70 ألف ميل مربع)، ويعتنق معظم البلوش المذهب السُّني الحنفي، بحسب مركز الروابط للدراسات الاستراتيجية والسياسية.


ولم تكن هذه العملية، الأولى للحركة ضد الحرس الثوري؛ حيث أعلنت وكالات إيرانية، صباح الثلاثاء 16 أكتوبر 2018، اختطاف 14 جنديًّا من قوات التعبئة الشعبية وحرس الحدود شرق إيران.


دلائل تصاعد هجمات جيش العدل

يرى مراقبون أن تصاعد عمليات «جيش العدل البلوشي»، الذي يصنف كجماعة ارهابية من قبل طهران، له دلائل عديدة في مقدمتها قدرة عناصر التنظيم على التحرك بصورة سلسة داخل «سيستان بولشستان»، وكذلك وجود بيئة حاضنة لأفكارهم في ظلِّ التهميش الكبير من قبل النظام الإيراني تجاه قومية البلوش.


وقال الخبير في الشؤون الإيرانية، محمد بناية: إنه لوحظ في العام الأخير تصاعد عمليات جيش العدل، بما يوحي بفشل النظام الإيراني، الذي يعد صانع الميليشيات في المنطقة، في التوصل إلى حلول لوقف هجمات جيش العدل.


وأضاف «بناية» في تصريح لـ«المرجع» أن عملية «نيكشهر» تؤكد أن «جيش العدل» أصبح لديه قدرة على توجيه ضربات موجعة لمنظومة الأمن الإيراني المعقدة، ويضع سمعتها في الأرض، فتصاعد العمليات من قبيل التنظيم أسقط أسطورة الأمن الإيراني، مشيرًا إلى أن عمليات جيش العدل أصبحت تتبع أسلوب «لسعة النحلة» في التعامل قوات الأمن، والجيش الإيراني، والحرس الثوري، وهو ما يشير إلى أن التنظيم تلقى تدريبات عالية، وتغير في استراتيجيته في الكر والفر مع القوات الإيرانية.


من جانبه، يقول رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة الشرعية لدولة الأحواز، الدكتور عارف الكعبي: إن وجود حركات مسلحة أمر طبيعي في ظلِّ سياسة الإرهاب والاضطهاد التي يمارسهما نظام رجال الدين في طهران، وهو ردة فعل طبيعة للقوميات غير الفارسية لديكتاتورية الملالي.


وأضاف الكعبي، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن البلوش يعانون التهميش والتمييز داخل موطنهم الأصلي، وهناك اتهامات جاهزة ومعلبة لهم بأنهم تكفيريون وإرهابيون، وهي التهم التي يوجهها النظام الإيراني لأي بلوشي أو أحوازي أو كردي؛ من أجل قمع أي ثورة ضد التنظيم.


وتابع رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة الشرعية لدولة الأحواز، أن وجود جماعات مسلحة لدى البلوش أو الأحواز أو الكرد أو الآذريين أمر طبيعي؛ نتاج سياسة تهميش واضطهاد من قبل نظام الملالى، معتبرًا أن إيران تدعم جماعات مذهبية في المنطقة تحت عنوان المقاومة ومحاربة الإرهاب، وهي تتخذ هذه الجماعات من أجل السيطرة على الدول العربية، فمن الطبيعي أن تظهر جماعات مسلحة في مناطق التهميش والتمييز  ضد القوات الإيرانية؛ لأنها تبحث عن حقوقها المسروقة من قبل الأنظمة في طهران.

الكلمات المفتاحية

"