يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

الاستحقاق الرئاسي الليبي.. جنين مشوه في رحم الحرب

السبت 26/يناير/2019 - 05:49 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

لا يزال المشهد الليبي ضبابيًّا، فيما يخص الاستحقاق الرئاسي، ومن قبله الاستفتاء على الدستور، إذ تتوالى الاتهامات من جهة الجيش الليبي لبعثة الأمم المتحدة، بأنها السبب في تعطيل الانتخابات، ويسانده الرأي مجلس النواب، فيما يصُر المبعوث الأممي على أن الطبقة السياسية لم تتفق بعد على قانون انتخابي.

الاستحقاق الرئاسي

تفكيك المشهد الليبي


ألمح عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، إلى أن جماعة الإخوان وقطر وتركيا  لن يتركوا المجال لإنجاح عملية الاستفتاء والانتخابات في ليبيا، مشيرًا إلى أنهم سيحاولون عرقلتهما، ولكن إذا وقف الليبيون صفًّا واحدًا فإنهم سيفرضون رأيهم، وستتم الانتخابات.


وقال في حوار منشور بـ«الشرق الأوسط»، الجمعة: حان الوقت أن يرحل فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الممثلة لجماعة الإخوان، عن المشهد الليبي، «كلمة الوفاق التي تبنتها البعثة الأممية هي في حد ذاتها نوع من التدليس.. من وقَّعوا على اتفاق الصخيرات لم يكن أحدٌ منهم مفوضًا بالتوقيع نيابة عن الشعب الليبي، وفي الأخير مجلس النواب يتعرض لضغوط للتعامل مع حكومة السراج ومجلس الدولة»، مثمنًا الدور المصري والسعودي في الأزمة الليبية، من دعم ومساندة دون التدخل في الشأن الداخلي الليبي.


لللمزيد: تلميحات عن تأجيل «رئاسية» ليبيا.. من المستفيد؟


وبسؤاله: «هل الإخوان والجماعات الموالية لهم والميليشيات سيسمحون بإجراء الانتخابات ولن يعترضوا على نتيجتها؟»؛ استنادًا إلى موقف الجماعة في 2014، أجاب أن الليبيين سيعترفون بمن يقدم نفسه لهم ومن تأتي به الصناديق، سيكون رئيس ليبيا: «ولن نستمع إلى الإخوان أو غيرهم»، بحسب قوله.


وكشف «صالح» عن إمكانية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال العام الحالي، مشددًا على أن المجلس أصدر كل التشريعات اللازمة لإجراء الانتخابات، وستكون على الأقل في النصف الأول من 2019.


ويراهن رئيس مجلس النواب في نجاح الانتخابات على تعاون وجدية بعثة الأمم المتحدة، قائلًا: «من يعترض على العملية الانتخابية بالقوة سيتعرض للعقوبات المحلية والدولية، كما أن نتيجة الاستفتاء الذي أجرته البعثة ذاتها أفاد أن أكثر من 80 في المائة من المواطنين يريدون الانتخاب، وأعتقد أن الليبيين سيحرصون على إنجاز هذه المهمة».

الاستحقاق الرئاسي

كما اتفق «صالح» مع تصريحات المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، قبل يومين، إذ أكدا أن مبعوث الأمم المتحدة، اللبناني غسان سلامة، خصمًا يساهم في الأزمة العنيفة التي تشهدها البلاد.


وجاء الانتقاد غير المعتاد بعد أن عبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها العميق إزاء انتشار الجيش الوطني، بقيادة خليفة حفتر، جنوب البلاد الأسبوع الماضي. وقال رئيس النواب إن «سلامة» يدعم حكومة الوفاق (جماعة الإخوان) المفروضة علي «صالح» من الخارج، بحسب وصفه، لافتًا إلى أن المبعوث يريد أن يطيل عمر الحكومة  لكن الشعب سيقول كلمته.


فيما نفى «سلامة» أي رغبة في التأجيل، «أنا مستعجل على الانتخابات أكثر من الليبيين أنفسهم.. ليس هناك من تأجيل، نحن لم نحدد تواريخ محددة لكي نقول إنها تأجلت»، لكنه في الوقت ذاته ألقى بالكرة في ملعب الليبيين، بقوله: «على الطبقة السياسية أن تتفق على قانون الانتخاب الذي يجب أن تجرى على أساسه الانتخابات».


أما صلاحيات الرئيس، أوضح سلامة أن «هناك مسوَّدة للدستور اعتمدتها الهيئة التأسيسية المنتخبة ليبيا في 27 يوليو  السنة الماضية، وهناك ضرورة الاستفتاء عليها»، مضيفًا أنه إذا لم يتم الاستفتاء على تلك المسوَّدة لابد من إيجاد تفاهم بين الليبيين على قاعدة دستورية أخرى «قد نجدها في الإعلان الدستوري أو في مكان آخر لكي تجرى الانتخابات بكامل الشفافية».

 للمزيد:رئاسة ليبيا.. هل يعيد سيف الإسلام عائلة «القذافي» إلى الحكم؟

 


"