الولايات المتحدة.. «متاجر السلاح» تصنف الإخوان «جماعة إرهابية»
الخميس 24/يناير/2019 - 08:08 م
نهلة عبدالمنعم
على الرغم مما تدعيه مؤسسات التنظيم
الدولي للإخوان من سماحة ومراعاة شؤون الأقلية المسلمة في المجتمعات الغربية، يعكس
الواقع قدرًا مغايرًا لتلك الأطروحة، ويؤكد بشكل قاطع أنها أصبحت عبئًا ثقيلًا على
كاهل مسلمي غرب الكرة الأرضية.
وتبرهن أوراق قضية يتم تداولها حاليًّا أمام المحاكم الأمريكية على مشاعر الغضب والكراهية المتنامية بحدة في الوعي المجتمعي للشعوب الغربية تجاه جماعة الإخوان ومنظماتها المستترة، حتى وإن رفض حكامها إدراج الجماعة على لائحة الإرهاب لأسباب غير معلنة.
قضية سلاح
شهد مطلع الأسبوع الحالي رفض محكمة اتحادية تابعة لإحدى الولايات الأمريكية لدعوى مُقدمة من أحد مسلمي أمريكا، ويُدعى رجائي فتيح ضد متاجر بيع وترخيص الأسلحة في البلاد، إذ ادعى فتيح أنهم رفضوا بيع السلاح له لأنه مسلم، ولكن محامي الطرف الأخر تقدم بمستندات تثبت عضوية رجائي في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «CAIR»، ولذلك يمثل أخذه السلاح خطرًا على المجتمع الأمريكي الذي يعتبر المجلس «منظمة متطرفة» كنتيجة مباشرة للعلاقة التي تربطه بجماعة الإخوان.
وشغلت القضية العديد من المنظمات القانونية والمدنية بالدولة، والتي تولت الدفاع عن مالك متجر السلاح ضد عضو مجلس العلاقات الإسلامية، إذ صرح المكتب القانوني للحرية الأمريكية «American Freedom Law Center» أن المحكمة ارتأت ضعف الأدلة التي ساقها المدعي ليحول القضية إلى إدعاءات عنصرية لم ترد في القصة.
ومن المعروف أن الولايات المتحدة تعتبر من أكثر دول العالم التي تنتشر بها متاجر السلاح المرخصة، إذ ذكر موقع «Statista» أن عدد المحال قد بلغ 51.438 منتشرة في كل الولايات، وتتخطى عدد متاجر «السوبر ماركت».
مجلس «CAIR»
أجندة الإخوان
وانضمت رابطة لوثر للحرية «Association of Free Lutheran Congregations» إلى قائمة المتعاطفين مع مالك المتجر، وأوضح أحد القائمين عليها ويُدعى «روبرت ميس» أن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية يستغل تلك القضية لتمرير النقاط المسجلة في أجندته السياسية، من خلال إقناع الرأي العام بأن المسلمين فئة مستهدفة سلبيًّا في البلاد؛ لصبغ جهاد «الإسلاموفوبيا» بالمزيد من التبرير والترويج.
فيما أضاف كبير مستشاري الرابطة ديفيد يروشالمي أن مجلس «CAIR» هو جزء أصيل من جماعة الإخوان، ويمثل فرعها في الولايات المتحدة، ولذلك فليس من الوارد أن تعمل متاجر الدولة لتسليح الإرهابيين أو تزويدهم بأدوات القتل والقنص، مستشهدًا بالدول العربية مثل مصر والإمارات الذين أعلنوا الإخوان ومؤسساتهم على لائحة الإرهاب، داعيًا بلاده لحذو خطوات تلك الدول في حظر الجماعة.
لم يكن فتيح أول عنصر إخواني في قائمة المداولات القانونية المشابهة لتلك القضايا، ففي مطلع عام 2018 أقام مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية دعوى مماثلة ضد أحد متاجر بيع السلاح في ولاية فلوريدا، ولكنه خسر القضية أيضًا إذ روج لها وكأنها سياسة عدائية ضد المسلمين بينما لم يستطع إثبات ذلك في النهاية، ما يرجح وجهات النظر التي ترمي إلى أن الجماعة تريد الاستفادة من خلق توتر بين عدد من الجبهات لمصلحة أهدافها الخاصة.
غسان العشي
مجرمو كير
أدت الاستماتة الإخوانية نحو قضايا السلاح إلى حملة مضادة شنها الإعلام الأمريكي؛ لتذكير المؤسسة بعناصرها التي سبق وتورطت في جرائم تطرف ومخالفات للقانون.
فيذكر أن أحد أعضائها المؤسسين وهو غسان العشي تم الحكم عليه في الولايات المتحدة عام 2002 بتهمة تمويل الجماعات الإرهابية وإمدادها بالسلاح، وكان العشي رئيس مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية، والتي أغلقت في 2001 بعد اتهامات أمريكية بالإرهاب، وهي القضية التي كشفت أوراقها «وثيقة الجهاد الحضاري» التي تم العثور عليها أثناء مداهمة منازل المتهمين بالقضية مع غسان والوثيقة تتبع الإخوان وتشرح لعناصرها الكيفية التي يستطيعون من خلالها نشر أفكارهم في المجتمع من خلال المنظمات المدنية، وادعاء السلمية.
للمزيد حول وثائق الجهاد الحضاري.. اضغط هنا
للمزيد حول دور منظمات الإخوان في الولايات المتحدة.. اضغط هنا
نهاد عوض رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الحالي
كما أن المدعو نهاد عوض، عضو رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الحالي، يعد من المشتبه بهم داخل المجتمع الأمريكي، وذلك لوجود اسمه ضمن قائمة الأسماء التي كانت تحضر اجتماعات الأرض المقدسة ضمن خلايا الإخوان التي يتم تجهيزها لإدارة التنظيم في البلاد، وذلك وفقًا لسجلات مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وأما أبرز أعضائها ممن تطالهم شبهات التطرف هو المدعو «سراج وهاج»، وهو مسلم أمريكي من أصول أفريقية ولد في 1950، ويشتهر بخطبه الرنانة التي يعتبرها بعض محللي الغرب بذرة خصبة لبث العنف، وكان وهاج أحد المتحدثين الرسميين لحفلة أقامتها مؤسسة كير لجمع التبرعات في عام 2009.
للمزيد حول دور كير في الولايات المتحدة..اضغط هنا





