انتشر في «الكفرة» و«سبها».. الجيش الليبي يُحكم قبضته على مدن الجنوب

يواصل الجيش الليبي شن عملياته العسكرية الرامية إلى تطهير الأراضي الليبية من الجماعات والتنظيمات الإرهابية، والتي كان آخرها العملية التي انطلقت الأسبوع الماضي جنوب البلاد لدحر «الجماعات الإرهابية والإجرامية والعصابات العابرة للحدود».
وتسعى السلطات الليبية من وراء العملية العسكرية الجديدة إلى تطهير منطقة الجنوب من التنظيمات الإرهابية والعصابات المسلحة، ومنعهم من عبور الحدود وقطع خطوط الهجرة غير الشرعية، إضافة إلى تجفيف منابع تهريب المخدرات والأسلحة من ليبيا وإليها وبسط سيادة الدولة الليبية على إقليمها الجغرافي.

القضاء على الإرهاب
وفي هذا السياق أكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، العميد أحمد المسماري، الأربعاء 23 يناير الجاري، أن العملية التي أطلقها الجيش جنوب البلاد نجحت في القضاء على إرهابيين مطلوبين دوليًّا، إضافة إلى نجاحها في إعادة الحياة إلى مدينة سبها بعد طرد الميليشيات والعصابات المسلحة منها.
ووفقًا لما ذكرته «سكاي نيوز عربية»؛ فإن «المسماري»، قال في مؤتمر صحفي عقده بمدينة بنغازي، شرقي ليبيا: «تمكنت قواتنا المسلحة من القضاء على إرهابيين كبار، مطلوبين دوليًّا وعربيًّا ومحليًّا، ارتكبوا جرائم فظيعة ضد البشرية».
ومن بين الإرهابيين المطلوبين دوليًّا وعربيًّا ومحليًّا، الذين تمكن الجيش الليبي من القضاء عليهم «أبو طلحة الحسناوي»، الذي يعتبر أهم قيادات تنظيم القاعدة الإرهابي في ليبيا، وله سجل حافل بالأعمال الإرهابية تمتد من ليبيا إلى سوريا والعراق.
و«الحسناوي»، هو «عبدالمنعم سالم خليفة»، المولود في العام 1971 ببلدة القرضة (شمال غرب مدينة سبها الليبية)، وهو من أبرز قيادات فرع تنظيم القاعدة الإرهابي بليبيا.

تطهير الجنوب الليبي
وأوضح المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أن العملية العسكرية الجديدة تركز ضرباتها في الجنوب الغربي والجنوب الشرقي للبلاد، مشيرًا إلى أن الجنوب الليبي بأكمله «تحت عملية عسكرية شاملة وموحدة لتطهيره من الإرهاب والجريمة والعدو الذي يحاول التغلغل في هذه المنطقة».
ومنذ انتشار الفوضى بالأراضي الليبية جراء اندلاع ما يُسمى بـ«ثورات الربيع العربي»، والجنوب الليبي يعاني من توالي الأزمات، والغياب شبه التام لوجود مؤسسات الدولة، وتردي الأوضاع الأمنية، وانتشار الجماعات والتنظيمات الإرهابية.
والجنوب الليبي هو أحد أهم المناطق الاستراتيجية بالبلاد، نظرًا لما يحويه من ثروات طبيعية ضخمة، يأتي في مقدمتها حقول النفط ومناجم الذهب والماس، كما أن ارتباطه بحدود مشتركة مع تشاد والنيجر والسودان، جعله ممرًا إلى دول الساحل الأفريقي.

الكُفرة.. حصن الإرهاب
وأكد «المسماري»، في المؤتمر الصحفي الذي عقده الأربعاء، أن هناك اشتباكات تدور رحاها حاليًا في منطقة الكُفرة جنوب شرق ليبيا، قائلًا: «الجيش الليبي يقوم بدوريات استطلاع في شمال الكُفرة وغربها وجنوبها».
وتتصارع أطراف إقليمية ودوليَّة بغية فرض نفوذها على الجنوب الليبي، مستغلة سياسة تهميش الأطراف الليبية التي عانت منها مدن الجنوب خلال سنوات حكم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
وحذر المتحدث باسم الجيش الليبي، من محاولات التسلل إلى الجنوب الليبي، قائلًا: «إنه ينبغي على هؤلاء إبلاغ الجيش وأخذ الإذن منه قبل دخول المنطقة العسكرية في الكفرة حتى لا يتعرضوا للخطر».
ومنذ أن تم إخلاء منطقة الكُفرة من التجمعات السكنية، أصبحت حصنًا آمنًا يتخفى بداخله عناصر التنظيمات والجماعات الإرهابية، إضافة إلى المجرمين الهاربين من السجون الليبية.

التمركز داخل «سبها»
وأوضح «المسماري»، أن الأمور تسير بشكل جيد في منطقة سبها جنوب غرب ليبيا، قائلًا: «قوات الجيش الليبي بدأت بالتمركز داخل مدينة سبها، بعد أن طهرت كل المواقع التي كانت تتحصن فيها عناصر الميليشيات الإرهابية والعصابات».
وأكد المتحدث باسم الجيش الليبي، أن هدف العملية العسكرية التي انطلقت منذ أسبوع في جنوب ليبيا هو «إغلاق هذه المنطقة أمام العصابات العابرة للحدود وقطع خطوط الهجرة غير الشرعية، ومنع تهريب المخدرات والأسلحة من ليبيا وإليها وبسط الدولة الليبية لسلطتها على إقليمها الجغرافي».
للمزيد: «المسماري»: تركيا تدعم الإرهاب في ليبيا بالمال والسلاح