ad a b
ad ad ad

الجنوب الليبي.. طموح «القاعدة» و«داعش»

الأحد 25/نوفمبر/2018 - 06:57 م
المرجع
آية عز- أحمد عادل
طباعة

تدور حاليًا رحى مواجهات حامية بين عناصر تنظيم «داعش» من جهة، وقوات الجيش الليبي المتمركزة في الجنوب الليبي من جهة أخرى، بدأت عقب الهجوم الذي شنه «داعش»، على بلدة «تازريو» فى الجنوب الشرقي، ما أسفر عن مقتل تسعة جنود وإصابة 11 آخرين، ذلك بحسب ما جاء في وكالة أنباء ليبيا الوطنية.


هذه الحادثة سلطت الضوء على منطقة الجنوب، التي ارتبطت دائمًا بالانفلات الأمني، وانتشار الجماعات المتطرفة، إذ يعد الجنوب منطقة أبوابها مفتوحة على مصراعيها، مما يعقد جهود الحكومة والأجهزة الأمنية فى بسط سيطرتها عليه، خاصة بعد أن ازداد توغل الجماعات المتطرفة في الجنوب، في أعقاب وفاة الرئيس الأسبق معمر القذافي.

يعد الجنوب الليبي، من أبرز المناطق التي ينتشر فيها نشاط تنظيم القاعدة الإرهابي، وهذا الأمر أكدته القوات الأمريكية المعروفة بـ«أفريكوم»، إذ أكدت أن التنظيم، يتمركز في بلدة «أوباري» بالجنوب الليبي، كما أوردت تقارير صحفية أن «إياد أغ غالي» أحد قيادات القاعدة، كان يزور «أوباري» بشكل متكرر ومثير للقلق، وتتحدث تقارير نشرتها عن أن القاعدة في الجنوب الليبي، يرتبط بجماعات مسلحة ليبية مثل ما تُعرف بـ «سرايا الدفاع عن بنغازي».


وفي هذا الصدد قال «رودييه»، مدير البحوث بالمركز الفرنسي للبحوث حول الاستخبارات، في تصريحات خاصة لوكالة «فرانس برس»: «إنه قبل العملية الفرنسية في مالي المعروفة باسم «برخان»، كان الجنوب الليبي منطقة مفتوحة جدًا، وتستخدم عناصر القاعدة ممراته منذ زمن بعيد وهي تعرفها معرفة جيدة جدًا»، مشيرا إلى أن بعض القبائل الموجودة في الجنوب الليبي أبرمت اتفاقات مع عناصر إرهابية تابعة للقاعدة، بحيث تسمح لهم بالتحرك بحرية تامة، مقابل تركهم يعيشون بسلام، وتابع: «أن المنطقة بها كل ما يلزم الجماعات الإرهابية، ويساعدهم على تهريب السلاح وغيره من العمليات غير الشريفة».


الجنوب الليبي.. طموح

«داعش» يطمع في الجنوب الليبي

وتؤكد «اميلي استيل» الكاتبة الأمريكية المتخصصة في شؤون الجماعات المسلحة، في تصريحات لقناة «فوكس نيوز» الأمريكية، أن داعش في الوقت الحالي أصبح يشكل خطرًا كبيرًا على الجنوب الليبي، لأنه  يطمع في السيطرة عليه وتأسيس قاعدة له في تلك المنطقة، وأشارت، إلى أن تنظيم داعش يستطيع أن يشن هجمات متكررة على دول الشمال الأفريقي، من الجنوب الليبي لهذا فهو يستميت على تلك المنطقة، فضلًا عن رغبة داعش في  تأسيس شبكة كبيرة لتهريب السلاح والاتجار بالبشر.


وعن تمركز التنظيم في الجنوب الليبي، يقول السنوسي البسيكري، رئيس المركز الليبي للبحوث والتنمية، في تصريحات صحفية لموقع «ليبيا الآن» إنه من الصعب أن يُسيطر «داعش» بالكامل على الجنوب، على الرغم من أن تلك المنطقة رخوة وبها فراغات أمنية، بسبب الصراعات القبلية في هذا الجزء وبسبب وجود تنظيم القاعدة، لذلك يصعب على داعش اختراق تلك المنطقة، ومهما كانت المحاولات ستبوء بالفشل، مشيرًا إلى وجود داعش في الجنوب الليبي، من الممكن أن يتمثل في صورة خلايا نائمة نشطة، ولا أكثر من ذلك.


الجنوب الليبي.. طموح

الراعي الرسمي للإرهاب 

ويري عبد الستار حتيتة، الخبير في الشأن الليبي، أن الطبيعة الجغرافية في الجنوب الليبي وعرة، وبها جبال وسهول يتخللها مجموعة من الوديان كواحة الكفرة وواحة تازربو، التي حدث فيها الهجوم الإرهابي أمس الأول الجمعة، ما يسهل نشاط الجماعات المسلحة الإرهابية كتنظيمي داعش  والقاعدة وجماعات الجريمة، وقاطعي الطرق وتجار المخدرات.


وأكد «حتيتة» في تصريحات لـ«المرجع»، أن الجماعات الارهابية الموجودة في الجنوب الليبي تستغل حالة الانقسام الحكومى، للقيام بعمليات ضد المواطنين والنظام الليبي، ومن يساعدهم في هذا الأمر كل من قطر وتركيا، موضحا أنه إذا استمرت حالة عدم التوافق، فستصبح المنطقة الجنوبية خطرًا دائمًا، بسبب توغل الجماعات الإرهابية، وستزيد الجماعات من عملياتها، حتي تحدث فوضى وتعود البلاد إلى نقطة الصفر مرة أخرى.


وفيما يخص مصادر تمويل تلك الجماعات، يقول «حتيتة» إن الجماعات الارهابية الموجودة في الجنوب تقوم بعمليات خطف حتى تطلب الفدية، وتتمكن من شراء الأسلحة والمعدات، فضلًا عن تلقيها تمويلات من قطر وتركيا، وهما الدولتان الراعيتان الرسميتان لتمويل الإرهاب في ليبيا، حسب «حتيتة».


وأشار الخبير في الشأن الليبي، إلى أن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، قادر على السيطرة على المنطقة الجنوبية، لكنْ هناك أفراد من حكومة الوفاق تدعم الفوضى ودخول البلاد في مأزق، إذ يرون أن لديهم الاستطاعة الكاملة لتحرير المنطقة الجنوبية من يد الجماعات الإرهابية، وأنه لابد من إبعاد حفتر عن المشهد في الجنوب.

 للمزيد: «الأفعي» تستعد للعودة.. هل تصبح ليبيا منصة «خلافة داعش» المزعومة؟

الكلمات المفتاحية

"