تأكيدا لتصريحات السيسي.. «فوربس»: أمريكا خسرت تريليون دولار في حرب أفغانستان
الأربعاء 09/يناير/2019 - 11:46 م
شيماء حفظي
17 عامًا من الحرب في أفغانستان، لم تتمكن الولايات المتحدة خلالها من هزيمة حركة «طالبان»، بل إضافة لخسارتها الحرب، تكبدت الخزانة الأمريكية، أكثر من تريليون دولار أمريكي إجمالي النفقات على تلك الحرب.
الخسائر الأمريكية، أشارت إليها مجلة «فوربس» الأمريكية في تقرير نُشِرَ اليوم
الأربعاء، حول خسائر الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الحرب فى أفغانستان ، منذ بدايتها في 2001.
وقالت «فوربس»: إن الحرب في أفغانستان كلفت الولايات المتحدة حتى الآن نحو (1070 مليار دولار)،
إضافة إلى مقتل أكثر من 2400 جندي أمريكي وإصابة عشرات الآلاف بجراح وتشوهات وإعاقات
دائمة.
وقالت: إنه بالرغم من كل هذه التكلفة الإنسانية والمالية الكبيرة، فشلت الولايات المتحدة في القضاء على حركة طالبان، وبدأت تُجري مفاوضات مباشرة معها بهدف التوصل إلى تفاهم ما بحيث يمكنها وضع حدٍّ لهذا النزيف المالي والبشري المستمر ومغادرة أفغانستان.
واليوم تتسبب حركة طالبان في عرقلة عملية إحلال سلام في أفغانستان، وصفها عبدالله عبد الله، الرئيس التنفيذي للبلاد بأنها ستظل «ضربًا من الأحلام»، مع رفض «طالبان» إشراك الحكومة في محادثات السلام.
وترفض الحركة مناقشة عملية السلام أو المصالحة مع الحكومة الحالية وترفض حتى التفاوض معها وتُصر على إجراء مفاوضات مع الجانب الأمريكي لبحث انسحاب القوات الأمريكية وغيرها من أفغانستان.
وتشير الأرقام التي نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية عن السيطرة الفعلية على الأرض حسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى سيطرة الحكومة الأفغانية على 58% من أراضي البلاد وطالبان على 20%، في حين تبقى 22% من مساحة البلاد، مناطق متنازع عليها.
وبحسب ما نقلته «بي بي سي» تبقى هذه الأرقام محل شك، وقالت نيويورك تايمز: إن بعض الولايات التي تقول الحكومة إنها تسيطر عليها، عمليًّا هي خارج سيطرتها ما عدا مراكز الولايات.
وحسب تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية يتراوح عدد مُقاتلي طالبان بين 20 إلى 40 ألف شخص يحملون السلاح مقابل 350 ألفًا عدد أفراد الجيش وقوات الأمن الأفغانية.
واستطاعت طالبان أن تحتفظ بقوتها وتصمد كل هذه الفترة، رغم أن عدد القوات الأمريكية وحلف شمالي الأطلسي التي تم نشرها في أفغانستان لدعم القوات الحكومية وصلت في مرحلة ما إلى 140 ألف جندي مدعومين بأحدث الأسلحة وموارد مالية لا محدودة.
وتراجع عدد القوات الأمريكية في أفغانستان في الوقت الراهن إلى أقل من 14 ألف جندي، ويقتصر دورها على التوجيه والتدريب غالبًا، بينما تتولى القوات الأفغانية تنفيذ معظم المهام القتالية.
ويتهم القادة العسكريون الأمريكيون في أفغانستان روسيا بدعم طالبان وتقديم السلاح لها رغم العداء التاريخي بين الطرفين في إطار الصراع بين روسيا وأمريكا، ما يعيد إلى الذاكرة بعض ذكريات الحرب الباردة بين الطرفين، وتطبيقا لمبدأ «عدو عدوي صديقي».
ويرى خبراءٌ مختصون بالشأن الأفغاني أن «طالبان» قادرة على الاستمرار في شن حرب عصابات ضد القوات الأمريكية إلى ما لا نهاية والحركة في وضع أفضل في الوقت الراهن وتحقق المزيد من المكاسب على أرض المعركة ضد القوات الحكومية رغم الدعم الجوي الأمريكي.
وظهرت «طالبان» في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، شمالي باكستان، عقب انسحاب قوات الاتحاد السوفييتي السابق من أفغانستان.





