يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

في سابقة تاريخية.. نائب سُنّي في البرلمان الإيراني يهاجم السياسة الخارجية لنظام الملالي

الإثنين 07/يناير/2019 - 06:58 م
رحيمي جهان آبادي
رحيمي جهان آبادي
إسلام محمد
طباعة

نقلت وكالة أنباء الطلبة (إيسنا) المقربة من النظام الإيراني عن النائب البرلماني، جليل رحيمي جهان آبادي، قوله: إن السياسة الخارجية للبلاد دفعت إيران إلى «تحمل تكاليف مادية غير ضرورية»، يمكن أن تؤدي إلى «شل شوارع طهران».


للمزيد: «عبيد الملالي».. إيران تُشعل الحوثيين بانشقاقات دموية وصراعات على السلطة


 أسامة الهتيمي، الخبير
أسامة الهتيمي، الخبير في الشأن الإيراني

وأضاف النائب في تصريحاته التي أدلى بها قبل بدء جدول الأعمال الرسمي للبرلمان: «لابد من التخلص من التكاليف المادية غير الضرورية التي ليست ذات أولوية».


وضرب النائب الإصلاحي وزعيم البرلمانيين السُّنة، المثل بالاتحاد السوفييتي، قائلًا إنه تفكك في نهاية المطاف رغم رؤوسه النووية وتأثيره حول العالم، مضيفًا: «على الرغم من أهمية تأثيرنا في المنطقة، لا يجب نسيان نقطة واحدة، وهي أنه في بعض الأحيان قد تؤدي التكاليف المادية غير الضرورية إلى شل شوارع طهران».


وتابع: «عندما انهار الاتحاد السوفييتي، كان لديه 13 ألف رأس نووي، وكان له نفوذ في أكثر من 20 دولة، ومحطة فضائية، لكنه تمزق في شوارع موسكو، وفقد أمنه وسلامه الإقليمي».


كما تحدث جهان آبادي، في تصريحاته التي أبرزتها وسائل الإعلام الدولية، عن الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الإيرانيون، قائلًا: «اليوم، يجد الناس صعوبة في كسب العيش وإطعام أطفالهم، إذا فشلنا في حل مشكلة النفقات الداخلية والخارجية غير الضرورية، سوف نتحمل تكاليف باهظة.. يجب أن نهتم بما نحتاجه في الداخل.. نحتاج إلى أصدقاء، والحد من التوترات وزيادة التعاون في المنطقة، وأن يكون الاقتصاد على رأس أولوياتنا».


 وفي تصريح للمرجع أكد أسامة الهتيمي، الخبير في الشأن الإيراني، أن ما عبر عنه النائب رحيمي جهان آبادي المحسوب على التيار الإصلاحي في البرلمان هو ما يتطلع له الشارع الإيراني، الذي تفاقمت معاناته الاقتصادية في الفترة الأخيرة، والتي كان أهم نتائجها حراك واحتجاجات تمتد منذ نهاية ديسمبر من عام 2017 شاملة العديد من العرقيات والفئات المجتمعية.


ولفت الخبير في الشأن الإيراني، إلى أن هناك نقطة مهمة للغاية ربما لا يلتفت إليها الكثير من الراصدين، وهو أن منطلق ما عبر عنه جهان آبادي سياسي اقتصادي بحت؛ كون أن الرجل ينتمي إلى النواب السُّنة في البرلمان، ومن ثم فإن نظريات ولاية الفقيه وأم القرى وتصدير الثورة، وغيرها مما يتبناه أتباع الخميني وتفرض عليهم ضرورة مواصلة السلوك الإيراني في المنطقة وعدم التخلي عنه مهما كانت الضغوط، لا تمثل له ربما بعدًا عقائديًّا، ومن ثم يسهل التخلي عنها في حال استدعت ذلك الضرورة السياسية والاقتصادية، وهو المتحقق الآن؛ ننتيجة تصاعد الضغوط الدولية والمشكلات الاقتصادية الداخلية.


وتابع الهتيمي قائلًا: «في هذا الإطار ووفق ظني فإن تصريحات جهان آبادي لا تمثل تطورًا أو تحولًا نوعيًّا في البرلمان الإيراني، أو على أقل تقدير في صفوف الإصلاحيين الذين لا يتجاوز حد الخلاف بينهم وبين المحافظين مسألة الأساليب والأدوات».


وقد وصفه «راديو فردا» الذي يبث من الولايات المتحدة، خطاب النائب بـ«غير المسبوق»؛ إذ يعد أول نقد علني في البرلمان للسياسة الخارجية للمرشد.

 

"