بسبب خروقات الحوثي.. اتفاق السويد في مهب الريح
الأحد 06/يناير/2019 - 04:14 م
علي رجب
بات اتفاق السويد على المحك، واقتربت ميليشيا الحوثي من إعلان وفاة الاتفاق ودفنه عبر خروقاتها المتكررة والمتصاعدة في مدينة الحديدة اليمنية، ورفض تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة بعد مسرحية تسليمه لميليشيا الحوثي، في الوقت الذي وصل فيه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، اليوم السبت، إلى صنعاء؛ لبحث سبل تنفيذ اتفاق إستوكهولم مع قيادات ميليشيا الحوثي الانقلابية، والفريق الدولي المعني بمراقبة وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة.
وقد أصيب 5 مدنيين بينهم طفلتان ودمرت 3 منازل، إثر قصف مدفعي شنته ميليشيات الحوثي على قرية بمديرية حيس في محافظة الحديدة، كما قصفت ميليشيات الحوثي مسجد الأنصار في حي الدهمية وسط مدينة الحديدة بصاروخ كاتيوشا، ما أدى إلى إصابة 4 مدنيين بجروح.
وقصفت ميليشيات الحوثي الانقلابية، مخازن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في كيلو 7 بمدينة الحديدة غربي اليمن.
وقالت «ألوية العمالقة» التابعة للجيش اليمني، إن الحوثيين شنَّوا هجمات مكثفة على مواقع «الألوية»، في تكرار لمسلسل خرق اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفة في بيان لها أن ميليشيا الحوثي عززت خلال 24 ساعة الماضية مواقعها في الحديدة بـ7 دبابات وآليات مصفحة قادمة من صنعاء، ما يثبت أنها تُعدُّ لجولة جديدة من الحرب وليس لتنفيذ الاتفاق، موضحة أن الهجمات المتكررة أدت إلى اندلاع معارك جنوبي الحديدة، بالقرب من جامعة المدينة، واستخدم الطرفان فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة، قبل أن تتوقف لاحقًا.
وقد بلغت خروقات ميليشيات الحوثي الانقلابية في الحديدة، منذ إعلان وقف إطلاق النار في ١٨ ديسمبر ٢٠١٨، إلى يوم الجمعة ٤ يناير ٢٠١٩، ما يقرب من ٣٧٤ خرقًا، تسببت في خسائر وانتهاكات جسيمة أدت لوفاة ٣١ شخصًا وإصابة ٢٥٦ آخرين، بحسب مركز عمليات محور الحديدة اليمنية.
واستخدمت ميليشيا الحوثي أسلحة متنوعة في تنفيذ خروقاتها، توزعت بين القناصات والهاونات والآر بي جي، إضافة إلى صاروخين «بدر»، وتوزعت مواقع الخروقات بين قرية الدريهمي والجبلية وحيس والتحيتا والفازة والقرية الساحلية ومدينة الحديدة.
وفي محاولة لإنقاذ اتفاق الحديدة من انتهاكات ميليشيا الحوثي الإيراني، عقد المبعوث الأممي مارتن جريفيث، اجتماعًا مع رئيس الفريق الأممي على الاتفاق، الجنرال باتريك كاميرت، للاطلاع على مستجدات اتفاق الحديدة الذي يتعرض لعملية تلاعب حوثي كبيرة قد ينتهي بإفشال كل الجهود الأممية.
كما أجرى المبعوث الأممي إلى اليمن، محادثات مع رئيس فريق الإشراف الدولي في الحديدة، الجنرال باتريك كاميرت، ومسؤولين من ميليشيا الحوثي الإيرانية، في صنعاء، بهدف إنقاذ اتفاق السويد بخصوص الحديدة من التلاعب الحوثي.
في مهب الريح
من جانبه، قال الإعلامي والمحلل السياسي اليمني، عبدالكريم المدي، إن اتفاق السويد أصبح في مهب الريح، موضحًا أن ميليشيا الحوثي تحشد المقاتلين وتحفر الخنادق، وتريد قطع الإمدادات على القوات المشتركة وإحداث مفاجآت.
وفي تصريح لـ«المرجع» وصف التحرك الحوثي، وغياب الموقف الرسمي من قِبَل الحكومة الشرعية تجاه خروقات الميليشيا بـ«المهزلة»، مطالبًا الحكومة بالتحرك العسكري لتحرير ما تبقى من مدينة الحديدة ومينائها.
وأضاف: «تتوالى خروقات الحوثيين لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، وينكثون بالاتفاق الذي يقضي بخروجهم من الميناء والمدينة، ليست سابقة تحسب عليهم لأول مرة وإنما تأكيدًا لنقضهم عشرات الاتفاقات قبلها وعدم التزامهم بما يعاهدون عليه، إنها جماعة لا تفي بالعهد ولا تحترم المواثيق».
وشدد المحلل السياسي اليمني، على أن الاتفاق أصبح في غرفة الإنعاش، وزيارة المبعوث الأممي محاولة لإطالة عمره، لكن الجميع يرى أن الاتفاق أُسقط على أرض الواقع بفضل خروقات الحوثي.





