بسبب خروقات الحوثي.. اتفاق السويد في مهب الريح
استمرار ميليشيات الحوثي الانقلابية العدوانية في اليمن، تشير إلى طي
صفحة الهدنة ومشاورات السويد، وعودة حسم المعركة، تزامنًا مع إرسال الميليشيا المدعومة من إيران، تعزيزات عسكرية إلى الحديدة بعكس ما أقرته بنود اتفاق السويد، مع انتهاء
مهلة الـ21 يومًا، التي تقضي بتسليم الحوثي يمناء الحديدة والانسحاب خارج المدينة.
ودفعت ميليشيات الحوثي الانقلابية، بتعزيزات جديدة باتجاه مديريتي حيس والتحيتا، جنوبي محافظة الحديدة.
كما واصلت ميليشيا الحوثي خرق وقف إطلاق النار في الحديدة ومحيطها، إضافة إلى عدم فتح ممرات إنسانية ومحاولة الالتفاف على اتفاق الانسحاب من الحديدة وموانئها.
وقال وكيل أول محافظة الحديدة، وليد القديمي: تعنت ورفض ميليشيات الحوثي فتح الطريق للمساعدات الإنسانية من ميناء الحديدة؛ مرورا إلى منطقة كيلو 16، وفتحه من قبل الحكومة الشرعية فى مناطق سيطرتها دليل واضح للمتسبب في عرقلة العمل الإغاثي والإنساني الذي يدعو له المجتمع الدولي.
وأضاف القديمي، في تغريدات الأربعاء الماضي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن ميليشيا الحوثي حولت منازل اليمنيين النازحين إلى ثكنات عسكرية، في خرق جديد لاتفاقات السويد وكذلك في انتهاك لحقوق الإنسان، قائلا: «استبشر المواطنون باتفاق السويد من أجل الحديدة وبدأ البعض من النازحين في العودة إلى منازلهم وكانت الصدمة أن منازلهم تحولت إلى ثكنات عسكرية ومقرات لميليشيات الحوثي، وتم منعهم من دخولها في ظل وجود كبير المراقبين داخل المدينة».
وتابع المسؤول اليمني: «ستستمر الاجتماعات بين اللجنة الثلاثية دون جدوى بينما تستمر ميليشيات الحوثي في ترتيب إعادة تموضعها وحفر الخنادق وترتيب متارس للقناصة وإغلاق الطرقات وتلغيمها وعمل أسلاك شائكة في مداخل المدينة منتظرين إعلان ساعة الصفر لتصبح مدينة الحديدة قنبلة موقوته يدمرونها متى أرادوا».
وترأس الجنرال باتريك كاميرت، رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة غرب اليمن، في أول أيام العام الجديد اجتماعًا للجنة الثلاثية من أجل تنسيق إعادة الانتشار، والتي تضم ممثلين عن الحكومة الشرعية والحوثيين.
من جانبها طالبت الحكومة اليمنية الأمم المتحدة بالعمل بحزم لتنفيذ اتفاق السويد والضغط على ميليشيات الحوثي للانسحاب من الحديدة وتسليمها للشرعية.
كما اعتبر فريق الحكومة الشرعية في اللجنة أن الخداع والتضليل الذي تمارسه ميليشيات الحوثي الانقلابية عاد بالمفاوضات إلى مربع الصفر، والهدف منه إفشال جهود السلام.
ويري مراقبون أن خروقات الحوثي بدفع تعزيزات عسكرية وتحويل منازل الحوثيين إلى ثكنات عسكرية، يؤكد أن اتفاق السويد أصبح يعاني، وبات في مهب الريح، وإنقاذه مرهون بالأمم المتحدة المطالبة بموقف واضح وحازم من كل ذلك.
وقال العقيد بالجيش اليمني والخبير العسكري، يحيى أبو حاتم: إن جماعة الحوثي لن تنفذ اتفاق الحديدة وهي تراوغ لكسب الوقت، قائلا: «إن ميليشيا الحوثي لن تخرج من ميناء الحديدة أو تنفذ بند واحد من اتفاقية مهزلة السويد».
واعتبر أبو حاتم في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أن سياسة الحوثي قائمة على المراوغة؛ متهمًا الأمم المتحدة بالتماهي معهم.
وتوقع أبو حاتم عودة القتال مرة أخرى في ظل مراوغة الحوثي وتحركاته على الأرض بتعزيز وجوده العسكري في الحديدة، في خرق واضح لاتفاق السويد.
فيما قال المحلل السياسي اليمني، علي البخيتي: «كل يوم يمر يكتشف العالم هول ما ارتكبته جماعة الحوثيين بحق اليمنيين؛ ويفهمون أكثر ألاعيب هذه الجماعة المتطرفة وكيف تمكنت من التغرير على المجتمع الدولي خلال السنوات الماضية وادعاء أنها جماعة مظلومة تواجه السعودية والإمارات وتم تغييب الشعب اليمني عن المعركة تمامًا».
وأضاف البخيتي، على تويتر «خلال أقل من أسبوع تلقى الحوثيون صفعات من المجتمع الدولي؛ أولها تصريحات المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة التي فضحت مسرحية تسليم ميناء الحديدة؛ وثانيها فضيحة سرقتهم لمعونات برنامج الغذاء العالمي وثالثها تحقيق جديد لواشنطن بوست الأمريكية يوثق كيف يقمعون المجتمع بـصنعاء».
وتابع المحلل السياسي اليمني «بسبب مسرحية تسليم ميناء الحديدة خسر الحوثيون خلال أسبوع فقط ما كسبوه من ثقة المجتمع الدولي خلال عقد من الزمن؛ كما أن علاقتهم سائت بشكل ملحوظ مع كبير المراقبين الدوليين الجنرال باتريك كاميرت؛ حيث لا يزال مصدوم إلى الآن من وقاحتهم في توظيفه شخصياً في تلك المسرحية».





