ad a b
ad ad ad

الحسين ومشهده الجامع.. حين يذوب الوطن في رحاب حفيد الرسول

الثلاثاء 01/يناير/2019 - 06:21 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

يستقبل محيط مسجد الحسين بوسط القاهرة، اليوم الثلاثاء 1 يناير 2019، آلاف المُريدين والمحبين لحضور الليلة الكبيرة لمولد الحسين.  


مسجد الحسين
مسجد الحسين

ولا تقتصر المشاركة على المتصوفين؛ إذ تحظى الليلة بخصوصية في الموروث الشعبي المصري يجعل المهتمين من جميع الطبقات.


 ويختص المصريون أنفسهم بحب يرونه استثنائيًّا للحسين، حتى يحيكون حوله الروايات ويؤمنون بخصوصية يحملها لهم.


وساعد على ذلك الرعاية التي يتلقاها المسجد ليس من المحبين فقط ولكن من الدولة أيضًا، فلا يُعتبر الحسين مجرد قِبْلة للمتصوفة العاشقين، ولا حتى ملجأ الفقير الذي يهرب من همومه إلى أناس من نسل الرسول، بل يعتبر وجهة الدولة والشعب معًا، تقام فيه الاحتفالات الوطنية والدينية.


وبخلاف الاحتفال الديني المقام منذ أسبوع في محيط مسجد الحسين، فتتعدد الاحتفالات التي يشهدها المسجد وباحته ومشهده الشهير في قلب القاهرة الفاطمية.


 أولها هو «ليلة الإسراء والمعراج» التي تحل في 27 من شهر رجب، وتقام طقوس الاحتفال التي تنقلها في العادة «إذاعة القرآن الكريم» (إذاعة دينية رسمية)، عبر دروس تتناول سبب الاحتفال بعد كل صلاة، لاسيما اجتماع المصلين في المسجد للذكر والتسبيح.


والإسراء والمعراج، هي معجزة منحها الله لرسوله محمد، عندما أُسْرِى به من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بفلسطين، ثم انتقل منه إلى السماء عبر دابة سميت «البُرَاق».


إلى جانب الإسراء والمعراج، تأتي احتفالات شهر رمضان، الذي حلَّ العام الماضي في 15 من مايو، وتمتد هذه الاحتفالات لشهر كامل يتوافد فيه المصلون على المسجد للإفطار، وأداء صلاة التراويح.


وكذلك «ليلة النصف من شعبان»، أو كما تُعرف بـ«احتفال تحويل القبلة»، وكانت في الأول من مايو الماضي هي الأخرى، وتبدأ في العادة بعد صلاة المغرب وحتى فجر اليوم التالي.


و«تحويل القبلة»، يعتبر حدثًا جللًا في تاريخ المسلمين؛ إذ استجاب الله فيه لدعاء النبي بتحويل قبلة الصلاة للمسلمين من المسجد الأقصى بفلسطين إلى المسجد الحرام بمكة، ويقال: إن المسلمين صلوا باتجاه المسجد الأقصى لمدة 16 شهرًا؛ لينزل الأمر الإلهي بتحويل القبلة إلى المسجد الحرام على الرسول خلال إمامته للصلاة، فحول وجهته، ومن ورائه المصلون؛ لينتشر الخبر بعد ذلك بين الناس.

ويعد «المولد النبوي» الذي يحل في 12 من ربيع أول، من أهم الاحتفالات التي تقام بالمسجد، ويحتفل فيه المسلمون بميلاد الرسول.


أما «رأس السنة الهجرية» فتقام فيها دروس حول هجرة الرسول من مكة إلى المدينة بالمملكة العربية السعودية، والحكم المستفادة منها.


وإلى جانب هذه الاحتفالات الدينية، هناك احتفالات خاصة بالصوفية، أولها مولد الحسين، ويليها احتفال المتصوفة بيوم ميلاد الإمام، الذي يحل في 3 من كل شعبان، وهو أحد الاحتفالات الصوفية الذي يتوافد إليه الآلاف من محبي الإمام من الصوفية وغير الصوفية لإحياء يوم مولده.


 الاحتفالات الوطنية، تأتي في المرتبة الثانية بعد الدينية؛ إذ تعكس الرؤية الرسمية حول المسجد.


وأول هذه الاحتفالات هي احتفالات حرب أكتوبر 1973، والاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو 2013 التي سقط فيها حكم جماعة الإخوان في مصر.


ويقع مسجد الحسين قُرب الجامع الأزهر في قلب القاهرة، وبدأ بناؤه في 1154 ميلاديًّا، في عهد الخليفة الفاطمي «الفائز بنصر الله»؛ وذلك لنقل رأس الإمام الحسين من عسقلان إلى القاهرة؛ خوفًا عليها من الحملات المسيحية على فلسطين.


وفي عهد الخديوي إسماعيل (1830: 1895) أمر ببناء المسجد على هيئته الحالية، وبدأ البناء في 1862، واستمر حتى 1873، أما مئذنة المسجد المصممة على الطراز العثماني (ذات السن المدبب) فكان بناؤها في 1878.


و«الحسين»، هو حفيد الرسول من ابنته فاطمة التي تزوجت الإمام علي بن أبي طالب، ابن عم الرسول، وتوفي عام 61 هجريًّا نحو 680 ميلاديًّا، وذلك على خلفية صراع سياسي نشب بينه وبين يزيد بن معاوية (647: 683)؛ إذ طلب يزيد من الحسين مبايعته فرفض الأخير.


وفي الوقت نفسه، رفض أهل الكوفة بالعراق مبايعة يزيد، وأرسلوا للحسين، معربين له عن رغبتهم في مبايعته، وعندما خرج الحسين في طريقه إلى الكوفة من مكة نشبت حرب تخلى فيها أهل الكوفة عنه، فمات وفصل جيش يزيد رأسه عن جسده.

 


للمزيد: «الصوفية».. «البديل الهادئ» للتخلص من إرث التطرف


"