ad a b
ad ad ad

«الصوفية».. «البديل الهادئ» للتخلص من إرث التطرف

الأربعاء 05/ديسمبر/2018 - 01:01 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

لم تنته بعد أصداء الاحتفالات الشعبية التي أقامتها البلدان العربية نهاية نوفمبر الماضي، احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف، إذ جاءت بعض الاحتفالات محملة برسائل سياسية، خاصة في البلدان التي خضعت خلال السنوات الماضية لسيطرة جماعات الإسلام الحركي، وترغب في التخلص من إرثها.


«الصوفية».. «البديل

البداية كانت من ليبيا، التي أقامت احتفالات استثنائية هذه المرة، إذ نزل الآلاف إلى الشوارع في مشاركة لافتة لم يعتدها الشارع الليبي حتى في سنوات ما قبل 2011.


وعبر حساب «صوفيون ليبيون» على «فيس بوك»، بث المتصوفة المشرفون على الحساب، لقطات لمسيرات شارك فيها أشخاص من الأعمار كافة، معتبرين أن في ذلك ردًا قويًّا على جماعات الإسلام الحركي، وعلى رأسها تنظيما «داعش» و«القاعدة» اللذان فرضا سيطرتهما على مدن ليبية كاملة لأعوام طويلة.


«الصوفية».. «البديل

وفي حديث لـ«المرجع» مع أحد مشرفي الصفحة -رفض ذكر اسمه- قال إن الاحتفال جاء قويًّا ومختلفًا هذه المرة، عن كل عام، للرد على هذه التنظيمات التي منعت الليبيين من التعبير عن حبهم لآل البيت، لافتًا إلى أنه لا يرغب في القول بإنهم منعوا الصوفية فقط؛ لأن الليبيين بشكل عام يُعرفون بحبهم للتصوف، مشيرًا إلى أن الليبيين شعب صوفي بالفطرة.


وأشار إلى أن الليبيين استطاعوا من خلال الاحتفالات توصيل أكثر من رسالة، أولها رغبتهم في التخلص من فترة حكم الجماعات المتطرفة، ثانيًا استعادتهم لثقافة دينية كادت أن تُفقد.

«الصوفية».. «البديل

العراق

ومن ليبيا إلى العراق، الأرض التي أقام بها «داعش» دولته المزعومة، نظمت الصوفية العراقية مجموعة من المسيرات إلى جانب ندوات ومحاضرات عن فضل حب النبي، والتعبير عن ذلك بالاحتفاء بيوم مولده.


ويشار إلى أن مثل هذه الاحتفالات لم تكن تقام أثناء سطوة تنظيم «داعش» بالعراق، بل كان التنظيم الدموي يهدم مقامات الصوفية، ويعاقب كل من يعبر عن ميله للتصوف.


وتعليقًا على ذلك قال المتحدث باسم المجمع الأعلى للتصوف بالعراق، صهيب الراوي: إن الصوفية عندهم تتعمد إظهار حضورها لاستعادة رونقها والتخلص من كل ما تركه «داعش» وأعوانه، معتبرة أن المناسبات مثل المولد النبوي تكون ملائمة لتأدية هذا الغرض.


ولفت فى تصريح لـ«المرجع» إلى أن الصوفية العراقية تحاول تطوير نفسها لمواكبة الأحداث في العراق، ومواجهة الفكر المتطرف ليس بالمسيرات فقط، ولكن بندوات ومحاضرات علمية تناقش موضوعات حول التصوف بشكل مُجدٍ.


سوريا

ليس بعيدًا عن ذلك سوريا، التي اعتادت قبل 2011 اختصار الاحتفالات بالطقوس الصوفية من موالد وغيرها في أماكن تحددها الدولة، إلا أن الاحتفال جاء مغايرًا هذا العام، إذ انتشر فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمجموعة نسوة من مستويات اجتماعية تبدو عالية، اجتمعن في قاعة فندق وأخذن يتمايلن على إيقاع إنشاد صوفي.


وتسبب هذا المقطع في إثارة علامات استفهام في الصحافة السورية حول ما إذ كان هناك توجه رسمي لدى الدولة السورية لإعطاء مساحة للصوفية في حرب الدولة على الجماعات صاحبة الفكر المتطرف، ودعم هذا الطرح باحثون سوريون إذ رأوا أن الدولة قد تعتمد على الصوفية في الفترة المقبلة لتقدم نموذجًا من التدين الصوفي يواجه النموذج السلفي الذي ينتشر الآن في شمال سوريا، لافتين إلى أن سوريا تحتاج إلى نمط جديد من التدين يساعد الدولة في محاولات التخلص من إرث الإرهابيين.


للمزيد.. نشر «الصوفية» بالقارة العجوز.. أداة أوروبا لصدِّ تنامي التطرف


للمزيد.. «الدبلوماسية الروحية».. الدور الاجتماعي للطرق الصوفية في المنطقة العربية

"