«الصديقية الشاذلية».. خطوة جادة في طريق تصحيح أوضاع الصوفية المصرية
بدأت طريقة «الصديقية الشاذلية» لشيخها الدكتور علي جمعة، المدشنة في فبراير العام الماضي، في مهمتها في تعديل أوضاع الصوفية المصرية.
وتتبنى الطريقة التي قدمت نفسها منذ تأسيسها كطريقة علمية، نهجًا في تصحيح مفاهيم المتصوفة أنفسهم عن التصوف؛ إذ اعتمدت على مقدمي الطريقة في تقديم رسائل مختصرة تصحيحية، عبر منابرها الإعلامية، تجيب فيها عن تساؤلات المتصوفة وتعدّل سلوكهم في تجاربهم الروحية.
وعبر رسالة موقّعة باسم مقدم الطريقة أشرف سعد، نُشرت على صفحة الطريقة على «فيسبوك»، قال فيها: «العلم العلم يا صوفية، لا تختصروا التصوف في الأوراد والأذكار وزيارة الأضرح، والمواظبة على الحضرات والمجربات، فكل هذا جميل حسن، ولكن نريد أن نرى من أهل التصوف المعاصر علماء في الققه والأصول والحديث والرجال والتفسير وعلوم القرآن، التصوف النقي هو بارقة الأمل الوحيدة؛ لإنقاذ البشرية مما هي فيه».
وبخلاف المقدمين، يشارك الدكتور علي جمعة في الإجابة بنفسه عن التساؤلات الشائعة في أوساط الصوفية وحولها، كالسؤال المتردد حول سبب تعدد الطرق الصوفية، إن كان السبيل الذي يسيرون فيه واحدًا.
ومنذ تأسيس الصديقية الشاذلية فيضع عليها المُريدون والمهتمون بالشأن الصوفي، آمالًا كبيرةً، متوقعين أن تتولى مهمة تعديل أوضاع الصوفية المصرية.
والسبب في ذلك هو تولي الشيخ علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، مشيخة الطريقة؛ إذ يعرف جمعة كأحد رموز التصوف العلمي، وبدخوله الصوفية الطرقية توقع الكثيرون أن يحمل معه مشروعًا إصلاحيًّا صوفيًّا للطرق الصوفية.
وعزز هذه التكهنات، اشتراط الطريقة أن يكون مقدمو الطريقة ومسؤولوها من الأزاهرة؛ ما بعث برسالة طمأنينة حول مستواهم العلمي، وطريقة تناولهم للتصوف.
ومع مرور عشرة أشهر على تدشين الطريقة، يبدو من مشروعها الإصلاحي بوضوح في مسجدها القابع بمدينة السادس من أكتوبر؛ إذ يستقبل المسجد يوميًّا مئات المُريدين من مصريين وآسيويين.
واستبشر عبدالخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية، بما تقدمه طريقة الشيخ علي جمعة، معتبرًا أن الآمال المعقودة على الطريقة كبيرة، وتليق بمكانة المفتي السابق.
ورغم عدم اتفاقه مع الرأي القائل بأن الصوفية المصرية لديها أزمة كبيرة في اعتمادها على التصوف الشكلي، ونسيانها الجوهر، فإنه يرى أن ما تقدمه الطريقة الصديقية سيصب في صالح التصوف.
ويتفق المراقبون على أن الصوفية المصرية تمر بحالة وهن؛ سببها افتقاد أغلب مشايخ الطرق لفهم التصوف، وبناء على ذلك تحولت الطرق إلى أشكال إدارية فاقدة لدورها الروحي.
للمزيد: «الصديقية الشاذلية» تضع مدينة أكتوبر تحت الزحف الصوفي





