ad a b
ad ad ad

اجتياح شرق الفرات.. مكالمة هاتفية تكشف «اتفاقًا ضمنيًّا» بين ترامب وأردوغان

الجمعة 28/ديسمبر/2018 - 09:17 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره التركي رجب طيب أرودغان، قبل 15 يومًا قلبت موازين الأوضاع في سوريا، تبعها قرار مفاجئ لترامب بسحب قواته من سوريا، لتستغل تركيا هذا القرار معلنة زحفًا بريًّا نحو الأراضي السورية التي تسيطر عليها قسد (قوات سوريا الديمقراطية «الأكراد»).


وفي وقت سابق اليوم الجمعة 28 ديسمبر 2018، أعلن الجيش السوري نشر قواته في منبج بشمال غرب سوريا، بعد أن حثت وحدات حماية الشعب الكردية دمشق على حماية المدينة من خطر الهجمات التركية.


وكان أردوغان أعلن أن الجيش التركي يستعد للقيام بتوغل بري في الأراضي التي تسيطر عليها قسد شرقي نهر الفرات، خاصة في «منبج» لطرد وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها جماعة إرهابية.


اجتياح شرق الفرات..

«هل سلم ترامب الأكراد لأردوغان»


«كل شيء يخصك.. لقد انتهينا» هذه الجملة التي نسبت للرئيس الأمريكي في مكالمة هاتفية مع أردوغان، قبل 15 يومًا، بشأن التعامل مع موقف الدولتين في سوريا، ربما تشير إلى السيناريو الأقرب لكواليس الوضع الراهن.


وتشير المؤشرات إلى أن اتفاقًا ضمنيًّا (أمريكيًّا- تركيًّا) حدث بشأن سوريا، وعليه ستملأ أنقرة الفراغ الذي ستخلفه القوات الأمريكية بانسحابها من سوريا بعد قرار ترامب «المفاجئ» لتحقيق هدفها (اي تركيا) في القضاء على الأكراد بسوريا.


وعندما أعلن الرئيس الأمريكي قبل أسبوع سحب قواته من سوريا، أكد أنه أتم مهمته في الأراضي السورية بهزيمة تنظيم داعش، لكن ذلك القرار أثار قلق الأكراد.


ويوجد نحو ألفي جندي أمريكي في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد وقوات حماية الشعب، وتمثل القوة الأمريكية رادعًا أمام توغل تركيا تجاههم.


وبحسب ما نقلت «سي إن إن»- عن مصدر لم تسمه- فإن ترامب أبلغ أردوغان، في مكالمة يوم 14 ديسمبر الجاري، ناقشت الوضع في سوريا  «حسنا، كل شيء يخصك. لقد انتهينا»، وبعدها أعلن ترامب انسحاب قواته من سوريا.


وقال المصدر لـ«سي إن إن»: إن أردوغان قدم قضيته إلى ترامب خلال الاتصال بأنه يجب على الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا، والإشارة إلى هزيمة شبه كاملة لداعش في البلاد، وكان رد ترامب «تأكيدات من أردوغان بأن تركيا ستواصل محاربة داعش وهزيمة المجموعة الإرهابية».


وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض: إن أردوغان أعطى ترامب «كلمته» بأن تركيا ستنهي تنظيم داعش قائلًا: «في الحقيقة، كصديق، أعطيك كلامي في هذا».


وقال مسؤولون أمريكيون لوكالة رويترز: إن قرار ترامب بالانسحاب لم يكن فقط مفاجئًا فيما يتعلق بتعامل حكومته مع الشرق الأوسط، لكنه إضافة لم يكن متوقعًا أن يسلم الراية لتركيا في محاربة الإرهاب حسبما هو معلن.


«كان من المتوقع أن يقدم ترامب تحذيرًا معياريًّا إلى الرئيس التركي حول خطته لشن هجوم عبر الحدود يستهدف القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا، بدلًاً من ذلك، في سياق المحادثة، أعاد ترامب صياغة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، متخليًا عن ربع الأراضي السورية وسلم أنقرة مهمة إنهاء داعش في سوريا» بحسب ما قاله المسؤولون لرويترز.


وقال مسؤول تركي لرويترز: وهو واحد من 5 مصادر تركية تحدث لرويترز عن مكالمة 14 ديسمبر، حول إسناد ترامب المهمة لتركيا، «يجب أن أقول إنه كان قرارًا غير متوقع.. كلمة «مفاجأة» ضعيفة للغاية لدرجة تجعلها لا تصف الموقف.


كما كان قرار ترامب بمثابة صدمة في واشنطن، حيث حاول كبار مسؤولي الإدارة، بمن فيهم وزير الدفاع جيم ماتيس، الذي استقال بعد تأكيد ترامب بأنه لن يتراجع.


المكالمة التي لم تكن سرًا، قال عنها أردوغان «خلال محادثاتي مع السيد ترامب قال هل يمكنك تفريغ داعش من هذه المنطقة؟» «فعلنا ذلك من قبل، ويمكننا مرة أخرى طالما لدينا دعم لوجستي منكم».


وأردف أردوغان «وهكذا بدأوا في الانسحاب».


وأضاف: «في إطار المكالمة الهاتفية التي أجريناها مع السيد ترامب، بدأنا في إعداد خطط لعمليات تطهير عناصر داعش التي لا تزال داخل سوريا».


اجتياح شرق الفرات..

«لماذا تهاجم تركيا منبج»


ترى تركيا الأكراد منظمة إرهابية، تعمل ضد حكومة رجب طيب أردوغان، وتربط أنقرة هجومها بريًّا على الأراضي السورية بوجود الجماعة في دمشق.


«وقال أردوغان للصحفيين اليوم: إنه في ظل الوضع الراهن «مازلنا ندعم وحدة التراب السوري، هذه المناطق تنتمي لسوريا وفور أن تغادرها المنظمات الإرهابية لن يبقى لدينا ما نفعله هناك».

وقال أردوغان: «الأمر لا يتعلق فقط بمنبج.. هدفنا الرئيسي هو أن نلقن وحدات حماية الشعب الكردية الدرس المطلوب هنا».


ويعمل قادة الأكراد من أجل الوصول سريعًا إلى استراتيجية لحماية منطقتهم الممتدة عبر شمال وشرق سوريا، وتقع تلك المنطقة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وقوات جماية الشعب، المدعومة من الجيش السوري، وروسيا اللتان نشرتا قوات عكسرية لحماية الأكراد من هجوم تركي محتمل.


وتعهدت تركيا بمنع إنشاء منطقة كردية تتمتع بالحكم الذاتي على طول الحدود مع سوريا، بدعم مساعي ما تصفهم انقرة بالمعارضة المسلحة السورية للسيطرة على واحدة من المناطق الحدودية الأخيرة التي لا تسيطر عليها وحدات حماية الشعب.


وأثار الدعم العسكري الأمريكي للمقاتلين الأكراد غضب تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي التي ترى أن وحدات حماية الشعب امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يشن حربًا انفصالية داحل تركيا منذ عقود.


واستعادت قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب قوامها الرئيسي، منبج في عام 2016 من قبضة تنظيم داعش في تطور فارق في الحرب على المتشددين؛ حيث كانت شريكًا مهمًا مع التحالف الدولي بقيادة أمريكا لمحاربة التنظيم.


ويسيطر المجلس العسكري لمنبج، وهو مجموعة مقاتلين متحالفين مع قوات سوريا الديمقراطية، على المدينة الواقعة في الشمال على جبهة قتال مع مقاتلين تدعمهم تركيا ويعدون لشن هجوم عليها.


وقال بيان وحدات حماية الشعب: «دعو الدولة السورية التي ننتمي إليها أرضًا وشعبًا وحدودًا إلى إرسال قواتها المسلحة لاستلام هذه النقاط وحماية منطقة منبج أمام التهديدات التركية».

"