بينها مصر.. اتهامات لتركيا بمحاولة تهريب أجهزة تجسس وأسلحة لدول عربية
ضبطت جمارك مطار برج العرب، أمس الخميس، أجهزة تنصت وتجسس داخل حقائب
أحد الركاب قادمًا من تركيا.
ورغم تناول الخبر على كونه حالة فردية، فإن
الواقعة تأتي بعد أيام من ضبط تونس وليبيا حاويات قادمة من تركيا، وبها مواد
متفرجة وطلقات تركية الصنع.
ففي صباح الثلاثاء الماضي، ضبطت السلطات
الليبية في ميناء الخمس، ضبط حاوية 40 قدمًا قادمة من تركيا كانت تحمل أكثر
من 2 مليون و518 ألف طلقة مسدس تركي عيار 9 مم.
ونقلت المواقع الليبية عن
مصادر في جمارك الميناء، أن شحنة الحاوية كانت من المفترض أن تكون مواد أرضيات
(باركيه) ومكملاتها ومواد غذائية بحسب أوراق تسجيلها، مؤكدًا بأن كل الكمية على
الحاوية كانت رصاصًا دون وجود أي سلعة أخرى.
وأشار المصدر إلى أن الكمية التي وصفها بـ«الكبيرة جدًّا»،
قد تحفظ عليها من قبل جمارك الخمس، وجارٍ اتخاذ الإجراءات لمعرفة المسؤول عن
محاولة إدخال الشحنة إلى ليبيا التي تحاول إعادة جمع السلاح المنتشر منذ 2011.
وتأتي هذه الواقعة عقب ساعات من ضبط السلطات التونسية لحاويات كانت
قادمة من تركيا أيضًا، محملة بملابس نسائية ممتلئة بأكياس متفجرة.
وفي سؤالهم عن كيفية اكتشاف المواد المخبأة في الملابس، قالوا إنهم
شكوا لثقل حجم الملابس؛ ما تطلب تفتيشها، وبالفعل تم ضبط أكياس لمواد خضراء حولت
إلى معامل، وهناك أكدوا أنها مواد متفجرة.
وبينما لم توجه السلطات المصرية اتهامات
لكون الراكب المقبوض عليه في مطار برج العرب، حمل أجهزة التجسس بتعاون مع جهات
رسمية تركية، إلا أن وسائل الإعلام الليبية تناولت الواقعة على أنها جزء من توجه
رسمي تركي، تسعى من خلاله أنقرة لتهديد أمن مصر وليبيا وتونس.
وقالت صحيفة المرصد الليبية: إن الواقعة
التي تمت في مصر أمس لا تنفصل عن الواقعتين في تونس وليبيا، مشيرة إلى أن تركيا
حريصة على عدم استقرار الدول الثلاثة في شمال أفريقيا.
وكانت الإعلامية الليبية، فاطمة غندور،
أكدت لـ«المرجع»، في تصريحات سابقة، أن وقوف تركيا مع التنظيمات المتطرفة أمر ليس
بجديد، مشيرةً إلى أن أنقرة ربما استشعرت تراجع دورها في ليبيا تحديدًا بعد انسحاب
وفدها من مؤتمر باليرمو، بإيطاليا، ومن ثم فكرت في تعزيز وجود الميليشيات الموجودة
في الغرب.
وقدرت غندور أوضاع
الميليشيات الموجودة في غرب ليبيا بأنها تعاني انحصار تأثير في ظل وجود رغبة لدى
الأطراف الفاعلة في المشهد الليبي لتحجيم دورها، مشيرةً إلى أن تركيا وحدها هي
التي ترغب في إطالة عمر هذه الميليشيات.
وعلى المستوى التونسي، تمر الدولة بحالة
صدام بين رئيس الدولة وحزبه «نداء تونس» من جهة، وحركة «النهضة» الإخوانية من جهة
أخرى، وتصاعدت اتهامات للحركة بالتورط في اغتيال سياسيين، وممارسة العنف عبر جهاز
عسكري سري.
ويشار إلى أن العلاقات
بين «النهضة» وتركيا جيدة؛ إذ تدعم الأخيرة الحركة الإخوانية، فيما كان 20 عضوًا
من كتلة الحركة في زيارة إلى تركيا، منذ أسبوع؛ لحضور مؤتمر «برلمانيون من أجل
القدس» الذي يعقد برعاية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.





