دراسة أردنية: «أنصار الله» في اليمن و«حزب الله» بلبنان أداتان إيرانيتان لتخريب الدول العربية
تسعى إيران إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، من خلال ميليشياتها الموجودة في بعض الدول العربية، بهدف تحقيق أهداف خاصة بنظام الملالى، لعل أبرزها توسيع نطاق النفوذ، وتحقيق حلم الإمبراطوية، إضافة إلى نشر المعتقد الشيعي داخل الدول العربية، ما يعطي أهدافها بعدًا طائفيًّا.
وقد كان هذا محل دراسة، في جامعة آل البيت بالأردن، مقدمة من الباحث محمد خلف الرواحنة، وحملت عنوان «العلاقة الإيرانية مع الأحزاب الإسلامية في الوطن العربي وأثرها على الاستقرار السياسي: 200-2016- اليمن وحماس دراسة حالة»، وصدرت العام الجارى.
هدفت الدراسة لإظهار سبل وطرق السيطرة الفكرية والهيمنة الثقافية، التي تسعى إيران إلى نشرها، من خلال استغلال مختلف الأدوات والميليشيات داخل الدول العربية، فى محاولة للعب دور قيادي بالمنطقة العربية، بما يعكس طموحاتها ورغباتها.
واعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي، والتحليل النظمي، بالرجوع إلى المراجع العلمية والفكرية، التي تناولت سبل الدعم الإيراني للأحزاب الإسلامية في المنطقة، والآليات الواجب اتخاذها لتأمين الجوانب الإقليمية للدول العربية من الغزو الإيراني فكريًّا وعسكريًّا.
وقسم الباحث الدراسة إلى ثلاثة فصول مختلفة، فتناول الفصل الأول التطور التاريخي للعلاقات الإيرانية ــــ العربية عبر العصور المختلفة، وإظهار العوامل المؤثرة في تلك العلاقة وبيان حالتها، والأهداف والمصالح والمطامع الإيرانية في المنطقة العربية.
وفي الفصل الثاني، تعمق الباحث لإظهار الفكر الإيديولوجي الإيراني، وسبل نشر الفكر الطائفي داخل الدول العربية من خلال الأحزاب الإسلامية ذات المرجعية الشيعية، مثل حزب أنصار الله في اليمن، وحزب الله في لبنان، وغيرهما، بالإضافة إلى إظهار الدور الذي تلعبه تلك الأحزاب لتنفيذ المشروع الإيراني، دون النظر للجوانب المتعلقة بالمصالح الخاصة بالدول المحتضنة لتلك الأحزاب.
وفي الفصل الثالث، تناول الباحث بمزيد من الشرح آليات الدعم الإيراني لعدة أحزاب وحركات إسلامية في المنطقة، وعلى رأسها حركة حماس في فلسطين، والحوثيين في اليمن، مع إظهار عدة مواقف تبرز ولاء تلك الأحزاب وتنفيذها للأوامر الإيرانية.
وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج، لعل أبرزها: أن العلاقة بين الدول العربية وإيران غير مستقرة تاريخيًا، ويرجع ذلك إلى أن إيران غير مهتمة بالحفاظ على تلك العلاقة بصورة متوازنة، ويرى الباحث أن ذلك يرجع إلى عقدة الإرث الإمبراطوري الفارسي القديم، كما توصل إلى أن إيران تعد سببًا رئيسيًّا لغياب الأمن والتوازن داخل الأقطار العربية، وضرب مثلًا بذلك من خلال التدخل الإيراني في العراق.
وقال إن إيران تعتمد في علاقتها الخارجية مع مختلف الدول على الاهتمام بمصالحها الشخصية، دون النظر لوجود توازنات إقليمية، ويظهر ذلك بوضوح في علاقتها مع الدول العربية، كما تسعى إلى استغلال عدة أوراق تمتلكها مثل البرنامج النووي، والميليشيات المسلحة داخل الدول العربية، والأحزاب والشخصيات السياسية الموالية لها، والنفط، في تحقيق مشروعها الإقليمي، والذي يهدف إلى تكوين إمبراطورية مترامية الأطراف على حساب الدول العربية المختلفة.
وخلص إلى أن ذلك يظهر مخاطر تلك الحركات والأحزاب داخل النسيج العربي، وضرورة مواجهتها فكريًّا وتنظيميًّا، وسد الطرق كافة التي يمكنهم من خلالها الحصول على الدعم المادي والمعنوي والعسكري من إيران، إذ لم يجلب هؤلاء لأوطانهم سوى الدمار، كما حدث في اليمن والعراق وغيرهما من الدول العربية، لذا كان لابد من التحرك المؤثر والفعلي من قبل المسؤولين العرب لمواجهة تلك الحركات.
للمزيد: إيران ترد على استبعادها من «مشاورات السويد» بإبقاء السلاح في يد الحوثيين





