«أنصار الدين».. ذراع إيران لنشر التشيع في الجزائر
السبت 02/يونيو/2018 - 01:59 م
علي رجب
اعتقلت قوى الأمن الجزائرية، خلال الأيام الماضية، عشرات المهاجرين الأفارقة، ضمن ما يُعرف بتنظيم «أنصار الدين» الشيعي، الذي يقوده الشيعي «سيدي شريف عثمان حيدرة» في دولة مالي، على الحدود مع الجزائر، وسط اتهامات بوجود دعم إيراني لهذا التنظيم ضمن مشروع إيراني لتأسيس ذراع شيعية في الجزائر، تماثل لنموذج حزب الله في لبنان؛ سعيًا لضم جزائريين إليه في المستقبل، ضمن مخططات بعيدة المدى، لتأسيس هذا التنظيم المذهبي داخل الجزائر.
بدأ ظهور «أنصار الدين» الشيعي في الجزائر خلال عام 2017، فقد نشرت وسائل إعلام جزائرية أنباء عن ضبط السلطات الأمنية بالبلاد، مهاجرين أفارقة؛ بتهمة نشر التشيع في البلاد، ويتبعون القيادي الشيعي «سيدي شريف عثمان حيدرة» الموجود في دولة مالي، المدعوم من قِبَل إيران، أحد أهم قوى التشيع في القارة الأفريقية.
ووفقًا لتقديرات مختلفة، يقدر عدد المنتمين إلى التنظيم بنحو 500 عنصر، غالبيتهم من دولة مالي؛ حيث تلقوا دروسًا على يد «حيدرة»، ومن ثم انتقلوا للجزائر؛ بهدف تأسيس جماعة شيعية تستقطب المواطنين المحليين، فيما تقدّر إحصائيات مختلفة، عدد شيعة الجزائر بوجه عام، بين مليون ومليوني شخص، يوجدون في الشرق والجنوب الجزائري، خاصةً ولاية «بسكرة».
خريطة الانتشار
تنتشر جماعة «أنصار الدين» في 9 ولايات جزائرية، هي «بسكرة» جنوب الجزائر، وولاية «ورقلة» في الجنوب، ولاية «غرداية» في الشرق، وولاية «سطيف» في الشرق، وولاية «قسنطينة» في الشرق، وولاية «وهران» في الغرب، وعدد من المدن الأخرى.
وأوضحت تقارير صحفية أن الهدف من التنظيم، دعم نشر التشيع بالجزائر، من خلال استقطاب الجزائريين، خاصةً في المناطق الفقيرة والعشوائية، إلى المذهب الشيعي؛ ما يؤدي إلى بروز قوة شيعية في البلاد تُهدد سلامة الوحدة الاجتماعية للدولة الجزائرية، كما يهدف التنظيم -وفقًا للأمن الجزائري- لإنشاء وتأسيس تنظيم تخريبي؛ بغرض استهداف أمن وسلامة الدولة الجزائرية، ووضع أسس حركة شيعية قوية، تصبح مستقبلًا على شاكلة حزب الله اللبناني، وجماعة الحوثيين في اليمن، والحركة الإسلامية بقيادة إبراهيم الزكزاكي في نيجيريا.
أما عن اختيار دولة مالي لتكون محطة انطلاق للنفوذ الشيعي في الجزائر؛ لأنه يوجد بها فرع لجامعة «المصطفى» الدولية الإيرانية، وتقع في الضواحي الغربية لمدينة باماكو المالية، على مقربة من السفارة الأمريكية، وتُعدُّ «المصطفى» أبرز المؤسسات الإيرانية التعليمية لتمدد نفوذ إيران في الدول العربية والإسلامية، وكذلك نشر التشيع وفقًا لنظرية ولاية الفقيه، ويدير الجامعة، «محمد دياباتي»، الذي درس في إيران، وتربطه علاقات وثيقة مع رجال الدين في مدينة «قم» الإيرانية.





